jo24_banner
jo24_banner

إسرائيل وأزمة مصر

حلمي الأسمر
جو 24 : منذ اليوم الأول لانقلاب السيسي على مرسي، ابتهجت نخب إسرائيل، وراح سياسيوها يبذلون كل جهد ممكن لتثبيت الوضع الجديد، وهذا كان متوقعا، لأنهم لم يستطيعوا أن يتعايشوا مع حكم يستند إلى فكر إسلامي، سفير إسرائيل في مصر قال إن السفارة أغلقت منذ هاجمتها الجماهير الغاضبة، ولا يجدون مكانا يستأجرونه ويعمل فريق صغير جدا من منزل السفير.. كما ان مرسي لم يكن يرد على مكالمات نتنياهو، ولم يحدث أي اتصال رسمي مباشر بين مرسي وقادة اسرائيل طيلة سنة كاملة من حكمه..
السؤال الذي سيطر على النخب الصهيونية، كان: كيف بالإمكان توفير الدعم اللازم لتعزيز شرعية الانقلابيين في مصر..؟
أحد الذين أبدوا اهتماماً فائقاً في تقديم النصح لصناع القرار في تل أبيب في هذا الشأن، كان ألون ليفين، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق، رئيس تحرير مجلة « سيكور مموكاد « البحثية. حسبما رصد الدكتور صالح النعامي، ففي العدد الأخير من المجلة، نشر ليفين ثلاث دراسات تناولت جميعها الطرائق الواجب على إسرائيل اتباعها لتوفير الدعم للانقلابيين، إلى جانب رصد طرائق توظيف الانقلاب على مرسي لصالح إسرائيل. وعلى رأس « العوائد الإيجابية « التي يرى ليفين إن إسرائيل ستحققها من الانقلاب هو تعاظم التعاون الإستراتيجي بين مصر وإسرائيل، إلى جانب عودة معسكر الاعتدال في العالم العربي بقوة بشكل يسمح لإسرائيل بهامش مناورة كبير لتحقيق مصالحها!
في هذا السياق، يرصد الدكتور النعامي، من خلال متابعته الحثيثة لما يجري في إعلام العدو، جملة من التصريحات والمواقف، التي تظهر على نحو لا يقبل الشك، تبني إسرائيل الكامل للسيسي وبرنامجه الانقلابي، المستشرق الصهيوني آفي ميدا يقول: جهد عظيم يقوم به عسكر مصر عبر سعيهم تغيير البيئة الثقافية بما يضعف التطرف الإسلامي، امنون ابراموفيتش، معلق قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية: بالنسبة لنتنياهو انجاح الانقلاب على مرسي يتقدم على احباط النووي الايراني، ولتكريس شرعية الانقلابيين.. قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة تكشف: نتنياهو طلب من أوباما الضغط على زعماء عرب لتكثيف زيارتهم لمصر ، البرفسور إفرايم كام، كبير باحثي « مركز أبحاث الأمن القومي « الإسرائيلي في صحيفة « إسرائيل اليوم «، يحذر من خطورة فشل الانقلاب العسكري ويقول ان مصلحة إسرائيل الإستراتيجية تقتضي نجاح تحالف العسكر والليبراليين في إدارة شؤون مصر وكبح جماح الإسلاميين. دان حالوتس، رئيس أركان الجيش الأسبق: « أهم نتيجة لخطوات السيسي الأخيرة هي اضعاف الجيش المصري على المدى البعيد، وإسدال الستار على إمكانية تطويره « ( إذاعة الجيش الإسرائيلي) « إفرايم هليفي، رئيس الموساد الأسبق: « نجاح الانقلاب على مرسي سيعزز مكانة أمريكا وهذا بدوره سيعزز مكانتنا الإقليمية « المستشرق الإسرائيلي إيال زيسير: إفشال مرسي مثل دوماً مصلحة استراتيجية لنا لأنه يوقف تحقق سيناريو الرعب الذي بشر به الربيع العربي.
المفكر اليهودي إيال بردو: احتفاء النخبة الحاكمة في إسرائيل بانقلاب العسكر على مرسي يعكس موقفا عنصريا تجاه العرب وأنهم لا يستحقون الديموقراطية. عنوان بحث أعده وكيل الخارجية الصهيوني الأسبق ألون ليفين حول عزل مرسي: انتهى حلم الديموقراطية العربية.
أودي سيغل، معلق التلفزة الإسرائيلية الثانية: نتنياهو أكثر الناس سعادة على وجه الأرض بسقوط مرسي، فقد جرح كبرياءه خلال الحملة الاخيرة على غزة.
هل ثمة من يشك، أن الانقلاب انتصار لإرادة إسرائيل في المنطقة، وتنفيذ لأجندتها وأجندة الأنظمة العربية التي ارتعبت من ربيع الثورات، انتظروا نفجر الأوضاع في تونس، بعد مصر، لأنهما أهم بلدين «نجح» فيهما الربيع، فأزهر على نحو ما، والمطلوب سحق هذه الزهور، كي لا تتكاثر!
الدستور
تابعو الأردن 24 على google news