الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار.. لماذا اصبح الاردن الرسمي بهذا الوهن والضعف والاستسلام؟!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - حرب حقيقية شهدتها ساحات المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات فجر الاثنين، وذلك بعد محاولة قوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحام المسجد المبارك، تزامنا مع دعوات المستوطنين لتنفيذ اقتحامات في ذكرى احتلال الشق الشرقي من المدينة.
ووسط البطولات التي تشهدها ساحات المسجد الأقصى ومدينة القدس، يتساءل الأردنيون عن الموقف الأردني الرسمي الذي أشبعنا خلال الأيام الماضية ببيانات وتغريدات تدين ما تشهده مدينة القدس يوميا من اعتداءات صهيونية على المقدسيين والأماكن المقدسة، فالأردن هو صاحب الولاية والوصاية على المقدسات، والوصاية لا تتوقف عند فرش المساجد بالسجاد أو عمل صيانة للمنابر أو المباني، بل بتأمين الحماية لتلك المقدسات والراغبين بالوصول إليها، وتمكين الناس من أداء العبادات فيها في أيّ وقت وبشكل آمن.
السؤال الذي يدور في عقول الأردنيين؛ إذا لم يتخذ الأردن الرسمي موقفا حازما في هذه الأيام والظروف، فمتى يُمكن أن يتخذ مثل ذلك الموقف؟ لماذا كلّ هذا الضعف؟ لماذا نتمسّك بكلّ الاتفاقيات التي تربطنا بالعدوّ؟ ما الذي يجبرنا على الارتهان لهم؟!
بالأمس، قالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إنها استدعت القائم بالأعمال الاسرائيلي في عمان، وحمّلته رسالة احتجاج على الاعتداءات التي تشهدها مدينة القدس وباحات المسجد الأقصى وحيّ الشيخ جرّاح، لكن يبدو أن سلطات الاحتلال فهمت الرسالة بشكل عكسي، فكان التصعيد اليوم أكبر من أي يوم مضى، وتحوّلت ساحات المسجد الأقصى إلى ساحات حرب أسفرت عن اصابة مئات المقدسيين والفلسطينيين المرابطين في المسجد الأقصى، فيما منعت سلطات الاحتلال سيارات الاسعاف من الوصول الى المصابين.
من غير المقبول أن نظلّ الطرف الأضعف في الاقليم والمنطقة، فالأردن لم يعتد على هذا الضعف سواء على مستوى الاقليم أو العالم، ولم نصبح بهذا الحال إلا لضعف رجالات الدولة والسلطة الذين يصرّح أحدهم أن الأردن لا يملك دبابات وأدوات لاستخدامها في مواجهة الانتهاكات الصهيونية، ويقضي آخر وقته في التغريد بلغة ضعيفة تتسق مع الموقف الرسمي الضعيف!
الواقع، أن ممارسات الاحتلال تضع الأردن الرسمي والشعبي أمام اختبار حقيقي، فهي تنتهك الوصاية الهاشمية بشكل صارخ، وتعتدي على الأشقاء بشكل همجي يستوجب ردّا حازما وعاجلا من الأردن، وهذا لا ينبغي أن يتوقف عند استدعاء السفير الاسرائيلي من أجل تحميله رسالة احتجاج أو عتب، بل بطرد سفير الاحتلال وسحب السفير الأردني من تل أبيب، والغاء اتفاقية السلام التي لا يحترمها الاحتلال على الاطلاق، هذا إلى جانب الغاء اتفاقية الغاز مع الاحتلال.