jo24_banner
jo24_banner

هل تلغي حكومة بشر الخصاونة اتفاقية وادي عربة ؟

محمد عربيات
جو 24 :


في شهر تشرين اول لعام 1994 وقع الاردن مع الكيان الصهيوني اتفاقية سلام ، حيث تم التوقيع على الاتفاقية بمراسم رسمية جرت بمنطقة وادي عربة لذا عرفت هذه الاتفاقية بذلك الاسم .

الاردن لم يكن اول دولة توقع اتفاقية بهذا الشكل مع العدو الصهيوني ، فقد وقعت جمهورية مصر العربية اتفاقية عرفت باتفاقية كامب ديفيد ، والتي جاءت بعد زيارة الرئيس انور السادات للقدس والقاء كلمة امام الكنيست الصهيوني ، واظهر استعداد مصر للاعتراف بالكيان الصهيوني واقامة علاقات دبلوماسية كاملة وفعلا هذا ما تم .

لم يكتفي الكيان الصهيوني بعقد اتفاقيات مع دولتين عربيتين ، فقد وجد بمثل هذه الاتفاقيات مبررا لزيادة غطرسته واعتدائه على اهلنا بفلسطين المحتلة ، والزج بالمقاومين بسجونه رجال ونساء واطفال بحجة مهاجمة جنود الاحتلال واعمال ارهابية ، لا بل اتخذ من اعتراف دول عربية بكيانه المصطنع دليلا على شرعية وجوده ، وبالرغم من وجود منظمة التحرير الفلسطينية ، والتي اعتبرت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، واعتراف المنظمة بدولة الاحتلال وتوقيع اتفاقيات معه انتقصت من سيادتها على ارض فلسطين ، وقبلت ان تكون مجرد سلطة وليست دولة كاملة السيادة ، فقد تمادى الكيان الصهيوني ورفض ان يكون هناك دولة فلسطينية كما تطالب الدول العربية على خطوط الرابع من حزيران ، وان تكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة , ومع استمرار حركات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني ، والقيام بانتفاضة فلسطينية استمرت لسنوات وللاسف تم اجهاضها ، ولم يكتفي الكيان الصهيوني بما حصل عليه من اعتراف من دول عربية وتمثيل دبلوماسي وتبادل تجاري، فاستمر بالسعي لاعتراف عؤبي شامل دون ان يتم اقامة الدولة الفلسطينية ، وللاسف الشديد حصل على ما اراده بتوقيع اتفاقية مع الامارات والسودان ولا ننسى المغرب وهي دولة سبقت مصر بهذا الامر.

وبعد ان قام الرئيس الامريكي السابق ترامب بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الامريكية اليها ،اعتبر العدو هذا الاعتراف يكرس الامر الواقع، وسعى لنقل سفارات دول اخرى، وعمل على الاستيلاء على مناطق يسكنها فلسطينيون ومن خلال اصدار احكام قضائية بالاستناد لوثائق مزورة وهذا ما حدث بحي الشيخ جراح مؤخرا ، وكان سببا لاشتعال المنطقة وقيام حركات المقاومة الفلسطينية انطلاقا من غزة بقصف مدن وبلدات يسكنها اليهود ووصل الامر قصف مدينة تل الربيع .

هذه الاحداث لم تكن ردة فعل الجماهير العربية عليها بسيطة ، فقد شاهدنا خروج الجماهير بعدد من الاقطار العربية احتجاجا على ما قام به العدو الصهيوني ، بقصف الاهل بغزة عدا عن عمليات طرد اهل الشيخ جراح ، وكان اشد حركات الاحتجاج بالاردن ووصل الامر الوصول لمنطقة الاغوار ، ونجح بعض الافراد بالوصول لفسطين واجتياز الحدود ، وتم اسرهم من قبل العدو الصهيوني .

وعلى الصعيد العربي فلم يتجاوز الامر اجتماع لجامعة الدول العربية واستنكار وشجب الاجراءات بمدينة القدس وادانة عمليات القصف وقتل الابرياء التي تفوم بها الة الحرب الصهيونية ،اما على صعيد العمل الدبلوماسي الدولي ، فقد عطلت امريكا صدور قرار من مجلس اللمم معتبرة ان ما يقوم به الصهاينة هو دفاع عن النفس ، ولا نريد الخوض بتفاصيل مواقف الدول الغربية عموما فهي معروفة ، وان جاملت وكان هناك موقف ايجابي تغلفه بالبعد الانساني وبالكاد يكون مؤثرا على افعال العدو الصهيوني .

الاردن كما اشرت سابقا وقع على اتفافية وادي عربة وهناك اتفاقية الغاز المسروق هذه الاتفاقيات مرفوضة شعبيا، اما اتفاقية الغاز المسروق فالحكومة رفضت عرضها على مجلس النواب بذريعة انها موقعة ما بين شركة خاصة بالرغم من ان الشركة المذكورة تملك الحكومة اسهمها بالكامل .

احداث الشيخ جراح وعمليات قصف غزة احدثت ردة فعل شعبية قوية ولا زالت ، وتكرر المطالبة بالغاء اتفاقية وادي عربة وكذلك اتفاقية الغاز المسروق ، فعدا المطالبة الشعبية بالغاء الاتفاقيات الموقعة مع العدو الصهيوني وسحب السفير الاردني وطرد السفير الصهيوني ، فقد طالب مجلس النواب بجلسته المنعقدة بتاريخ 17/5/2021 ايضا بسحب السفير الاردني وطرد سفير العدو الصهيوني ووقف كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني .

طلب مجلس النواب الاردني ليس للمرة الاولى فقد سبق لمجلس النواب الاردني وبشهر كانون اول لعام 2017 وعلى اثر صدور قرار امريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة ابدية للكيان الصهيوني ، ان طالب الحكومة بذلك الوقت مراجعة الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني ، وبالرغم من تلك المطالبة التي مضى عليها سنوات لم تقم الحكومة بتقديم مشروع قانون لالغاء اتفاقية وادي عربة ، وها هو المطلب يعاد تكريره وكان رد رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بان الحكومة ستدرس الطلب حال استلامه ومن المؤكد انه تم استلامه فهل ستفعل حكومة الدكتور بشر الخصاونة ما تلكأت به ولم تستجب له حكومات سابقة بتقديم مشروع الغاء اتفاقية وادي عربة ؟ وهل تدخل حكومة بشر الخصاونة التاريخ وتلغي اتفاقية وادي عربة او اتفاقية الغاز المسروق او سحب السفير؟ كما فعلت حكومة سابقة يوم قتل مواطن اردني داخل سفارة الكيان الصهيوني ، ومغادرة القاتل واستقباله استقبال الابطال من قبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني واشادته بفعلته، ننتظر لنرى مع انني بهذا الامر لست من المتفائلين .
تابعو الأردن 24 على google news