حوارات الاصلاح السياسي .. كيف لقوى الوضع القائم ان تزعزع استقرارها في السلطة؟!
جو 24 :
مالك عبيدات - انتقد سياسيون ونقابيون ما يطلق عليه جزافا بالحوارات من اجل الاصلاح السياسي ، مشككين حد اليقين بنجاح المبادرة التي دعا لها رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ، على ارضية ان هذه الشخصيات التي تداورت على مواقع السلطة طوال العقدين الماضيين ، و اصبحت جزاء لا يتجزأ منها ، غير معنيةٍ بتحقيق اصلاحات حقيقية قد تقصيها عن المشهد وتلغي وجودها واثرها وتهدد امتيازاتها وصلاحياتها ، فلا يمكن ان تكون هذه الشخصيات مفتاحا للاصلاح او ساعية اليه ، فكيف لقوى الوضع القائم او تزعزع استقرارها في السلطة؟!
واضافوا ان الاصلاح يبدأ بوجود ارادة حقيقية للاصلاح وان العملية سهلة اذا توفرت هذه الارادة ، لافتين الى ان تغيير قانوني الاحزاب والانتخاب لوحدهما ، ما هو الا عملية تجميلية للوضع القائم ، لا تغني ولا تسمن من جوع للحرية والاصلاحات الفعلية .
واشاروا الى ان الاصلاح يحتاج الى نخب جديدة وقيادات حزبية ونقابية على وعي كامل بما يجري ، حيث تقوم هذه القيادات الجديدة باعداد برنامج اصلاحي شامل تتقدم به لكافة اطياف الشعب الاردني، الهدف منه خلق تيارات حزبية لتشكيل حكومات برلمانية وتكوين معارضة قوية تحاسب الحكومات .
طاهر العدوان : الاصلاح يبدآ بوجود ارادة والباقي تفاصيل
من جانبه قال الوزير الاسبق طاهر العدوان ان الاصلاح يبدأ بوجود ارادة للاصلاح واعتقد ان العملية سهلة ما ان توفرت الارادة للاصلاح الديمقراطي بكافة اشكاله .
واضاف العدوان ل الاردن 24 ان تغيير قانوني الإنتخاب والأحزاب لن يحقق الإصلاح المنشود ، وانما هو عملية تجميلية للوضع القائم ، مشيرا الى اهمية وجود برنامج إصلاحي شامل، هدفه إقامة برلمان من التيارات الحزبية التي تمثل مختلف اطياف الشعب الاردني ، وأن تُشكل الحكومة من البرلمان ، و أن يكون هناك معارضة قوية للحكومة في البرلمان ، أي الإعتراف بشرعية وجود معارضة قوية في البرلمان .
وتابع مثل هكذا برنامج يطلق الإرادة بالتغيير وهو ما يسهم بنشوء تيارات سياسية ، ويمكن الإطلاع على التجربة الإصلاحية التونسية والمغربية او حتى التجارب غير العربية التي ساهمت بوصول الأحزاب الى الحكومات.
و انهى العدوان مداخلته بالقول : بعد تشكيل هذه القوى الثلاث التي قد تنشأ من هذه العملية( الحكومة المنتخبة والبرلمان المنتخب والمعارضة البرلمانية القوية ) قد، يستطيع المشرعون حينها تعديل مختلف القوانين والتشريعات ، واذا تطلب الأمر يقومون باقتراح قوانين جديدة تعزز الديمقراطية وحرية الرأي والصحافة .
مازن ارشيدات: الفايز لا يجري حوارات ، هي لقاءات ولا اعلم لماذا تتم ؟
من جانبه قال نقيب المحامين مازن ارشيدات ان الحوارات التي يقودها رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز لا تؤدي الغرض وليست حوارات وتعتبر عبارة عن لقاءات ولا اعلم لماذا تتم.
واضاف ارشيدات ل الاردن 24 في ظل وجود الاجندة الوطنية ومخرجات لجنة الحوار الوطني لا اعتقد ان هناك حاجة لاجراء اي حوار اذا توفرت الرغبة بالخروج بقانون انتخاب توافقي ، مشيرا الى انه تم وضع كافة الاسس لقانون الانتخاب وهناك اتفاق على الحد الادنى من قبل ممثلين عن كافة قطاعات الشعب من احزاب ونقابات اضافة الى مؤسسات المجتمع المدني تستطيع الحكومة صياغة قانون تجري عليه حوارا.
ولفت ارشيدات الى انه لا يمكن الاتفاق على صيغة واحدة لقانون الانتخاب وهو بالعادة قانون جدلي ويجب على الحكومة ان تعود الى مخرجات لجنة الحوار الوطني والاجندة الوطنية اذا كانت هناك نية للاصلاح السياسي ، مشيرا الى ان الدولة لا تسعى الى تقوية الاحزاب بل الى تحطيمها والدليل ما جرى بالانتخابات الاخيرة .
ناصر النواصرة: لا اصلاح دون حل مشكلة نقابة المعلمين
من جانبه قال نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة لا يمكن توقع ان يكون هناك إصلاح بدون حل مشكلة نقابة المعلمين وتصفية كافة الملفات المتعلقة بها وكذلك حل مشكلة الاعتقال السياسي وتكميم الأفواه والإفراج عن المعتقلين الحراكيين والسياسيين مؤكدا ان هذه تعتبر مقدمات للإصلاح السياسي المنشود.
واضاف النواصرة ل الاردن 24 ان الاصلاح الحقيقي يحتاج إلى تعديلات دستورية بحيث يستطيع الشعب الأردني انتخاب رئيس الوزراء بشكل مباشر كما هي الدول المتقدمة والمتطورة ويكون هناك تمثيل حقيقي للشعب الاردني من خلال انتخابات برلمانية حرة تفرز نوابا حقيقين يمثلون الارادة الحرة للامة .
وتابع لا شك انه بعد التعديلات الدستورية تحتاج الى قانون انتخاب عصري يعطي حرية كاملة للناخب بعيدا عن الهويات الضيقة او الفرعية ويختار صاحب الكفاءة وعلى أساس حزبي وفكري، و لذلك لا بد ان يكون هناك قانون احزاب يشجع الحياة الحزبية ، بعيدا عن التدخلات الامنية والسيطرة العرفية و محاولة اظهار الحياة الحزبية بشكل ديكوري الاصل أن يكون لدينا احزاب شاملة تستقطب كافة الاطياف .
وقال النواصرة ان النخب التقليدية القديمة التي تتصدر حوارات الاصلاح لا يمكن ان تكون مفتاحا الاصلاح او ساعية اليه ، مشيرا الى ان الاصلاح يحتاج الى نخب جديدة وقيادات من الشارع الاردني تكون حزبية و نقابية على وعي كامل بما يجري بعيدا عن الشخصيات التقليدية..