2024-07-01 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

إلى متى نستثني الكفاءآت!!...

د. محمد الخصاونة
جو 24 : ما أن تسمع عن ملىء شاغر هام في مؤسسه أو منصب عام في مكان ما حتى تذاع الأقاويل وتبث التهاني وتشاع الأخبار عن هذا النبأ العظيم الذي فيه يتساءلون!! ففريق قد انتظر ملياً هذا المرشح وفريق أراد ذاك... وكل في فلك يسبحون!! فما أن يتسلم هذا الشخص المنصب حتى يسارع أبناء فريقه له بالزياره للتهنئه وترتيب أوراق الواسطه لهذا النفر من الناس أو ذاك في أمور غلب عليها المصلحه الشخصيه وتحقيق مكاسب طال انتظارها... أما أبناء الفريق الذي للتو تلقى خبر الصدمه فإنهم لا يتوانون ولو للحظه عن توجيه الطعنات الواحده تلو الأخرى والتي تصب في ظهر المنافس الذي لم يبدو أو يحلو لهم بأي وجه من الوجوه!!! فتجد أشواطاً من التشكيك وقد بدأت وحلقات الرهان على فشل وقد اتخذت لها طريقاً معبداً تكسوه أزهار من المؤيدين مما أوحي لهم من عمل الشيطان، فيقول هذا ويلمز هذا ويشكك هذا من الحديث مما يكون الهدف منه قلب الأمور رأساً على عقب أو لعل القياده أو الحكومه أو الأشخاص المتنفذين يعيدون النظر في القرار فيعدلون فتدور الدائره على من خسر ويعود المنافس الخاسر إلى الواجهه من جديد...

لقد وصلت مثل هذه الأمور في مجتمعنا إلى درجة أن أصبح المرء يطعن أقرب أصدقائه له من خلاف... فصديقه السابق الذي لم يكن في الحسبان أن وصل إلى سدة المسؤوليه أصبح في نظره شخصاً لا يستحق التقدير في المنصب الذي وصله، فالمسؤول السابق يصر على أن المؤسسه كانت تسير تحت رايته على هدى وهدايه وقد حققت من رايات النجاح ما حققت، إلا أنه بات لا يحتمل أن يرى بأن الشخص الذي كان في يوم من الأيام يعمل تحت رايته وقد أصبح يتخد القرارات ويصول ويجول وقد أوهمه (أي المسؤول السابق) في الوقت نفسه بأنه هو من كان وراء تعيينه لخلافته إلى المنصب الذي أشغله في الوقت الذي دلت السلوكيات والأفعال بأن المسؤول السابق كان هو من عمل ضده لإبعاده عن الوصول لسدة المسؤوليه عل شخصاً آخر من مورثات المسؤول السابق البائده تأتي إلى المنصب فتسير على نفس نهج المسؤول السابق وتغطي على كل ما يمكن تغطيته من عيوب أو تبقى المؤسسه ضمنياً تحت سلطة الرئيس السابق الذي يريد أن تبقى صلاحياته نافذة تماماً مثلما تعمل حكومات الظل في دول مختلفه...

وإن انطبق مثل هذا الأمر على رؤساء جامعات فإنه أيضاً ينطبق على فئة الوزراء الذين ما أن تنتهي فترة وزارتهم حتى يبدؤن بالطعن والتشكيك في قدرة الوزير الجديد... فقد اعتبر الوزير المقال نفسه نضوة لا مثيل لها فهو لم ينظر في الوقت نفسه للعيوب التي طرأت إبان فترة تأديته لواجبه أو لأبواب التقصير الكثيره فمن الوزراء من تم وصمهم بالوزراء "النايطين" من قبل موظفي وزاراتهم بسبب ضعفهم في اتخاذ القرار أو لعدم الإقدام على اتخاذ القرار... ويتمنى مثل هؤلاء الوزراء المقالين أن ترد لهم السلطه ليعملوا عملاً صالحاً بعد أن تكون قيامتهم قد قامت ولكن هيهات فقد عاشوا حياتهم الدنيا في المنصب وثبت للناس (من خلال أفعالهم) بأنهم لو أعطوا فترة حياه أخرى في نفس المنصب لما اختلف عطاؤهم عما قدموا لأنفسهم ماضي ما مضى... وبسبب حلاوة الروح لدى بعضهم فإنهم لا يلبثوا أن يتخذوا قفزات عن طريق باب الحاجب توصلهم إلى أعتاب القياده فيدعون تارة بأنهم ظلموا وتارة أخرى بأن المسؤول (الوزير) الجديد ليس له من الأمر من شيء أو أنه ليس علاقه بموقع المسؤوليه التي آوكلت إليه وتبدأ سلسلة المقترحات الجديده (التي حصلوا عليها من أقران لهم انقلبوا عليهم لمرض أصابهم في أنفسهم وادعوا للقائد وللمسؤول بأنها من إبداعاتهم وأفكارهم الخلاقه وما هم عن الأمر بمعرضين) تصب على عتبة باب القياده من خلال باب الحاجب المؤتمن علهم يحظون على اهتمام القياده بهم من جديد إلا أنهم باتوا من وراء فعلتهم من المنافقين!!!

والسؤال هنا إذا ما أردنا الإبقاء على كل مسؤول يصيبه الندم بعد فوات الأوان فماذا سيكون مصير الأشخاص الذين آتوا من العلم ما سيمكنهم من العطاء الوفير كلما أجلنا مشاركتهم في خدمة المصلحه العامه؟ فهل انتهى عندنا كل صاحب كفاءه وأصبحنا نعيش دون من هم من حملة الكفاءآت إلى درجه تضطرنا إلى الإحتفاظ بمن لم يكن بمقدورهم أن يقدموا شيئاً يصب في نهاية المطاف في خدمة الصالح العام؟ أم هل أصابنا زلزال لم يبقي ولم يذر فاضطررنا للجوء إلى الأشخاص الذين كانت تنقصهم الخبرات اللازمه فكتبت علينا الذله والمسكنه وبقينا في مؤخرة الأمم إلى يوم يبعثون!!

إنه لنداء إلى كل مسؤول سدت يده عن دفة المسؤوليه: يكفيكم مزاودة علينا فقد أصبح الصغير قبل الكبير يعرفكم كما تعرفون أنفسكم واتركوا شأن المنصب الذي للتوا أبعدتم عنه لأسباب متفاوته منها طبعاً الإبعاد المشرف بعد إتمام مدة الخدمه وافسحوا المجال لبعض أبناء الجيل القادر على القيام بأعمال مسؤوله لخدمة الوطن وكفوا عن الوسوسه لآذان القياده بأمور ليست من الصحه في شيء سوى أنكم أدركتم بأنكم همشتم وأن حملكم السابق وحاشيتكم السابقه قد رفع عنها الغطاء إلى يوم يبعثون فأردتم حمايتها ولكن بطرق رخيصه سمحت لكم ببيع ذممكم وضمائركم ودفعتم بتدخلاتكم ثلة من الناس الشرفاء لتقديم استقالاتهم من سدة المسؤوليه في الجامعات ولو أدركتم مدى اليقين الذي أوصلتموهم له في ترك المنصب عندما تدخلتم بتدخلاتكم السافره ودفعتم بالأمور في مؤسسات معينه للتوجه نحو بوتقات للفساد من قبل بقايا حواشيكم فأصبح المنصب في نظرهم أهبط بكثير من القبول بالمكوث فيه فدمرتم كل ما يمكن أن يعتبر على أنه إنجاز من الإنجازات... فتعديتم بذلك على الصالح العام ودفعتم الأمور إلى أشكال أساءت لكل واحد فينا فاستحقيتم من القياده والناس توجيه العقاب والتأنيب لكم بدل أن تسيروا على مبدأ "يا رايح كثر الملايح" وتكونوا من المباركين وأوائل الداعمين لرموز القيادات الجديده فكنتم من الخاسرين...

تابعو الأردن 24 على google news