فيديو وصور.. هكذا كانت ردود الفعل على وفاة الناشط نزار بنات أثناء اعتقاله من قبل الأمن؟

- عمت حالة من الغضب والاحتجاج والاستنكار في الشارع الفلسطيني وكذلك ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، على خلفية وفاة الناشط والمرشح السابق للتشريعي نزار بنات اثناء اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية، اعقبها خروج وقفات ومسيرات في مدينتي الخليل ورام الله احتجاجا على "ظروف وفاته".

وشاركت أعداد كبيرة من المواطنين في احتجاج على دوار المنارة برام الله، للتنديد بما وصفوه بـ"جريمة قتل نزار بنات" فجر اليوم، وردد المشاركون شعارات تستنكر ظروف وفاة نزار بعد اعتقاله من منزل عمه في الخليل.

وطالب المحتجون بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين في الأجهزة الأمنية التي قامت باعتقاله.

واتجه المشاركون في المسيرة الاحتجاجية في مسيرات كبيرة نحو مقر الرئاسة برام الله.

وأفاد شهود عيان أن عناصر الأجهزة الأمنية اطلقوا قنابل الغاز لتفريق المظاهرة الاحتجاجية في رام الله.

وفي مدينة الخليل خرجت مظاهرة ظهر اليوم احتجاجا على وفاة بنات، سبقها تنظيم وقفة احتجاجية على دوار ابن رشد وسط الخليل.

وبحسب عائلة الفقيد بنات أن قوة من الأجهزة الأمنية اقتحمت منزلا كان يتواجد فيه الناشط، واعتدت عليه بالعصي وبالغاز المدمع قبل أن تعتقله، وبعد ساعة من الاعتقال أبلغ محافظ الخليل أسرته أنه قد توفي. 

وعمت حالة من الغضب والحزن والاستنكار مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية وفاة بنات، مطالبين بكشف "الأسباب والظروف الحقيقية لوفاته".

وأطلق نشطاء وسمي "بنات-بنات" و"اغتيال نزار بنات" للتعبير عن "حجم غضبهم من سياسة تكميم الأفواه وإسكات المعارضين التي تنتهجها السلطة بشتى الطرق"، وفق تعبيرهم.

وتداولوا مقاطع مصورة سابقة لبنات كان يعبر خلالها عن معارضته لنهج السلطة، وينتقد خلالها اداء الحكومة، وكان آخرَها نشرُه فيديو طالب فيه بالكشف عن فساد صفقة لقاح فيروس كورونا بين السلطة وإسرائيل.

ووصفت عائلة الراحل ما حصل معه بأنه عملية اغتيال مع سبق الإصرار والترصد، قائلة "إن نزار بنات خرج حيّا من منزله لكنه فارق الحياة في مقرات الأمن الفلسطيني".

وعلى خلفية ذلك، أمر رئيس الوزراء محمد اشتية، بتشكيل لجنة تحقيق فورية ومحايدة، بخصوص وفاة الناشط نزار بنات بعد اعتقاله من قبل قوى الأمن، ويترأس اللجنة وزير العدل محمد الشلالدة، وعضوية: ممثل عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وطبيب يمثل عائلة بنات، واللواء ماهر الفارس عن الاستخبارات العسكرية.

وأكدت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان أنها باشرت بشكل مستقل التحقيق في وفاة الناشط بنات، ويشارك الآن طبيب من طرف الهيئة في عملية تشريح الجثمان، وستصدر الهيئة تقريراً مشتركاً مع مؤسسة الحق حال ظهور نتائج التحقيق.

فقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند :"مصدوم وحزين لوفاة الناشط نزار بنات عقب اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطيني. تعازينا الحارة الى عائلته وأحبائه".

ودعا وينسلاند لاجراء تحقيق فوري ومستقل وشفاف، مؤكدا انه يجب تقديم الجناة إلى العدالة".

من جهتها، قالت لين هاستينغز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية المحلية : ألاحظ أنه قد تم الشروع في تحقيق وأدعو السلطات إلى ضمان تقديم المسؤولين بسرعة إلى العدالة". 

وطالب الاتحاد الأوروبي، بإجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف فورا في قضية وفاة الناشط نزار بنات.

وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، في تغريدة له على "توتير": "مصدومون وحزينون لوفاة الناشط والمرشح التشريعي السابق نزار بنات عقب اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية الليلة الماضية".

ولم تغيب الفصائل الفلسطينية عن مشهد الأدانة والاستنكار لما حدث مع الناشط بنات، ودانت حركة حماس ما وصفته بـ"اغتيال أجهزة الأمن الناشط بنات، وقال الناطق باسمها فوزي برهوم إن هذه الجريمة المدبرة والمنظمة تعكس نوايا وسلوك السلطة وأجهزتها الأمنية تجاه النشطاء المعارضين وخصومها السياسيين.

كما دان المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي ما وصفها بـ"الجريمة التي أدت إلى استشهاد نزار"، مضيفا: "أنه تم الاستقواء عليه في وقت يعربد فيه الاستيطان في كل مدن الضفة ويقتل الأبرياء على الحواجز"،

واعتبرت الجبهة الشعبية "أن الحادث يفتح مجددا موضوع طبيعة دور ووظيفة السلطة وأجهزتها الأمنية، واستباحتها حقوق المواطنين الديمقراطية من خلال سياسة تكميم الأفواه والملاحقة والاعتقال والقتل".

ودعا الحراك النصراوي الفلسطيني في أراضي الـ 48 إلى رسم جدارية جديدة للناشط نزار بنّات بالقرب من جدارية الشهيد المثقف المشتبك باسل الأعرج التي سيتم ترميمها في الناصرة، ضمن ورشة إعادة رسم جداريات فلسطين مع فنانين من الناصرة، بعد غد السبت الساعة السابعة مساءً.

ويعرف بنات أنّه ناشط ومُعارض، من دورا بمحافظة الخليل، واشتهر بانتقاداته اللاذعة للسلطة الفلسطينية، واعتُقل من قبل الأجهزة الأمنية عدة مرات.

وشكّل بنات قائمة "الحرية والكرامة" لخوض انتخابات المجلس التشريعي، التي كانت مقررة يوم 22 مايو/أيار الماضي، قبل صدور مرسوم رئاسي (في 30 أبريل/نيسان الماضي) بإلغائها.