حول تمديد اعتقال مرسي بتهمة التخابر مع حماس!!
ياسر الزعاترة
جو 24 : لأن الله لا يصلح عمل المفسدين، وإن تمكنوا أحيانا في الدنيا، فإن الانقلابيين في مصر لم يوفقوا أبدا في أية لعبة أداروها من أجل إخراج انقلابهم بطريقة مقنعة. وكانت البداية من دون شك هي لعبة الحشود التي وصلت بحسب إعلامهم 30 مليونا رددها سياسيون وإعلاميون بطريقة مبتذلة حتى صارت مثار تندر من قبل الإعلاميين الأجانب؛ ممن يعلمون تمام العلم أنها لم تصل بحال حدود المليوني مواطن بحسبة المساحات والأرقام، فيما يعلم الجميع أن الصناديق هي الحكم في الديمقراطية وليست الحشود.
ولتبرير اعتقال رئيس منتخب عبر الصناديق الحرة والنزيهة، قام الانقلابيون بتوجيه تهمة مبتذلة له تتمثل في التخابر مع حماس، وها هم يصدرون قرارا بتمديد اعتقاله 15 يوما أخرى على ذات التهمة، لأن توفير الأدلة سيحتاج مزيدا من الوقت، مع أن من المفترض أن تكون الأدلة جاهزة لديهم كي يقدموها للقضاء بحيث يُحكم عليه بالسجن المؤبد؛ لأن ما فعله يشكل خيانة عظمى. ألم يتخابر مع جهة معادية لمصر وشعبها؟!
والحال أن شيطنة حماس من قبل فضائيات الفلول التي يمولها المال الحرام المسروق من جيوب المصريين، وذلك القادم من الخارج، لم تكن سوى جزء لا يتجزأ من حملة الشيطنة بحق الإخوان والرئيس، وحيث وصلت بهم الحال حد الحديث عن التنازل عن سيناء لحماس كي تقوم بترحيل الفلسطينيين إليها!!
كان النظام السابق يتواصل مع حماس بشكل دائم، وقادة حماس يدخلون ويخرجون من وإلى مصر بشكل دائم ويلتقون مع المسؤولين المصريين، ولم يعرف أحد تهمة اسمها التخابر مع حماس، اللهم إلا في الكيان الصهيوني، بينما يتواصل مسؤولو الحركة مع زعماء كبار في المنطقة، وفي الإقليم أيضا، بل توجد لهم اتصالات أيضا مع دول في شتى أنحاء العالم من غرب وشرق.
ماذا فعلت حماس لمصر كي يغدو تخابر مرسي معها جريمة، وهل تجرؤ حماس على فعل ذلك، وهي التي تتنفس أصلا من خلال الرئة المصرية، سواء أكان الحاكم في القاهرة مرسي أم شفيق أم مبارك أم أي أحد آخر؟!
إنه الابتذال والارتباك في آن، ولو كان القوم موفقين في عملهم لاكتفوا بالقول القديم ممثلا في أنهم يحتجزون مرسي خوفا على حياته، لكن حجم الحشود التي خرجت تناصر الشرعية ولا زالت ترابط في الميادين وتملأ الشوارع بين حين وآخر لم تلبث أن أربكتهم فشرعوا يمارسون المراهقة السياسية في أسوأ تجلياتها.
حين يكون مرسي متهما بالتخابر مع حركة حماس، فهذا يعني أنه متهم من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهذا هو سر الانحياز الكبير من قبل الدوائر الصهيونية لصالح الانقلابيين؛ ما انعكس على الموقف الأمريكي الذي لا يتحرك خارج سياق هواجس تل أبيب. وهو أيضا ما يفسر طلب باراك من الغربيين دعم الانقلابيين لأن دعمهم مباشرة من الدولة الصهيونية يحرجهم.
هو إذن تبدل الأولويات الذي يشكل فضيحة لمن يزعمون الثورة ممن منحوا الشرعية للانقلاب، بينما يقدم بعضهم أنفسهم على أنهم مناضلون قوميون ويساريون يناهضون العدو الصهيوني الذي تشكل دولته خطرا حقيقيا على أمن مصر القومي، الذي تشكل حماس وكل الشعب الفلسطيني قاعدة متقدمة للدفاع عنه.
شرف لمحمد مرسي أن يُقال إنه تخابر مع حماس، وهو الذي كانت له وقفته المشرفة إبان المعركة التي نشبت مع الاحتلال إثر اغتيال الشهيد أحمد الجعبري، والتي تبنى خلالها الموقف الفلسطيني الرافض لغطرسة الاحتلال، وهو موقف لم يكن بوسع المحتلين أن ينسوه، هؤلاء الذين تعودوا على أمثال عمر سليمان في القاهرة، ذلك الذي كان يضغط على حماس لكي تعلن الاستسلام، كما فعل إبان معركة الفرقان (2008/2009).
الانقلابيون ومن ناصرهم يسقطون أخلاقيا وسياسيا على مختلف الأصعدة، بينما يكبر أنصار الشرعية، وفي مقدمتهم الرئيس المعتقل، ومعه سائر الرموز الذين اعتقلوا ظلما وبتهم تافهة ومتهافتة. وسيأتي اليوم الذي يعود فيه الحق إلى نصابه، ويقف القتلة أمام محاكم الشعب ليعرف الجميع من هو الحريص على أمن مصر ومصالحها، ومن هو اللص ومن هو الخائن؟
(الدستور)
ولتبرير اعتقال رئيس منتخب عبر الصناديق الحرة والنزيهة، قام الانقلابيون بتوجيه تهمة مبتذلة له تتمثل في التخابر مع حماس، وها هم يصدرون قرارا بتمديد اعتقاله 15 يوما أخرى على ذات التهمة، لأن توفير الأدلة سيحتاج مزيدا من الوقت، مع أن من المفترض أن تكون الأدلة جاهزة لديهم كي يقدموها للقضاء بحيث يُحكم عليه بالسجن المؤبد؛ لأن ما فعله يشكل خيانة عظمى. ألم يتخابر مع جهة معادية لمصر وشعبها؟!
والحال أن شيطنة حماس من قبل فضائيات الفلول التي يمولها المال الحرام المسروق من جيوب المصريين، وذلك القادم من الخارج، لم تكن سوى جزء لا يتجزأ من حملة الشيطنة بحق الإخوان والرئيس، وحيث وصلت بهم الحال حد الحديث عن التنازل عن سيناء لحماس كي تقوم بترحيل الفلسطينيين إليها!!
كان النظام السابق يتواصل مع حماس بشكل دائم، وقادة حماس يدخلون ويخرجون من وإلى مصر بشكل دائم ويلتقون مع المسؤولين المصريين، ولم يعرف أحد تهمة اسمها التخابر مع حماس، اللهم إلا في الكيان الصهيوني، بينما يتواصل مسؤولو الحركة مع زعماء كبار في المنطقة، وفي الإقليم أيضا، بل توجد لهم اتصالات أيضا مع دول في شتى أنحاء العالم من غرب وشرق.
ماذا فعلت حماس لمصر كي يغدو تخابر مرسي معها جريمة، وهل تجرؤ حماس على فعل ذلك، وهي التي تتنفس أصلا من خلال الرئة المصرية، سواء أكان الحاكم في القاهرة مرسي أم شفيق أم مبارك أم أي أحد آخر؟!
إنه الابتذال والارتباك في آن، ولو كان القوم موفقين في عملهم لاكتفوا بالقول القديم ممثلا في أنهم يحتجزون مرسي خوفا على حياته، لكن حجم الحشود التي خرجت تناصر الشرعية ولا زالت ترابط في الميادين وتملأ الشوارع بين حين وآخر لم تلبث أن أربكتهم فشرعوا يمارسون المراهقة السياسية في أسوأ تجلياتها.
حين يكون مرسي متهما بالتخابر مع حركة حماس، فهذا يعني أنه متهم من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهذا هو سر الانحياز الكبير من قبل الدوائر الصهيونية لصالح الانقلابيين؛ ما انعكس على الموقف الأمريكي الذي لا يتحرك خارج سياق هواجس تل أبيب. وهو أيضا ما يفسر طلب باراك من الغربيين دعم الانقلابيين لأن دعمهم مباشرة من الدولة الصهيونية يحرجهم.
هو إذن تبدل الأولويات الذي يشكل فضيحة لمن يزعمون الثورة ممن منحوا الشرعية للانقلاب، بينما يقدم بعضهم أنفسهم على أنهم مناضلون قوميون ويساريون يناهضون العدو الصهيوني الذي تشكل دولته خطرا حقيقيا على أمن مصر القومي، الذي تشكل حماس وكل الشعب الفلسطيني قاعدة متقدمة للدفاع عنه.
شرف لمحمد مرسي أن يُقال إنه تخابر مع حماس، وهو الذي كانت له وقفته المشرفة إبان المعركة التي نشبت مع الاحتلال إثر اغتيال الشهيد أحمد الجعبري، والتي تبنى خلالها الموقف الفلسطيني الرافض لغطرسة الاحتلال، وهو موقف لم يكن بوسع المحتلين أن ينسوه، هؤلاء الذين تعودوا على أمثال عمر سليمان في القاهرة، ذلك الذي كان يضغط على حماس لكي تعلن الاستسلام، كما فعل إبان معركة الفرقان (2008/2009).
الانقلابيون ومن ناصرهم يسقطون أخلاقيا وسياسيا على مختلف الأصعدة، بينما يكبر أنصار الشرعية، وفي مقدمتهم الرئيس المعتقل، ومعه سائر الرموز الذين اعتقلوا ظلما وبتهم تافهة ومتهافتة. وسيأتي اليوم الذي يعود فيه الحق إلى نصابه، ويقف القتلة أمام محاكم الشعب ليعرف الجميع من هو الحريص على أمن مصر ومصالحها، ومن هو اللص ومن هو الخائن؟
(الدستور)