2024-07-01 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

دول الخليج.. والحرب على سوريا!

مصطفى الصراف
جو 24 : اختار المعسكر الغربي أرض سوريا ميداناً لصراعه مع المعسكر الشرقي، الذي يتقدمه الاتحاد الروسي والصين وايران، وفيه يحقق اهدافا عدة، في مقدمتها الأمن الاسرائيلي، ونقل سوريا من موقعها كدولة ممانعة الى موقع الاستسلام وطمس الهوية العربية. غير ان هذه الهجمة الشرسة باءت بالفشل، ويكاد المعسكر الغربي يخرج منها يجرجر اذياله، ولكن الأمر الغريب، هو انه في الوقت الذي يناقش مجلس الأمن تسوية هذا الصراع والخروج منه بصورة سلمية، تصر بعض الدول العربية على تحويل الصراع الى صراع مسلح، وتطالب بتدخل عسكري، وبذل الاموال لتسليح فلول «القاعدة» ومرتزقة «بلاك ووتر» والهاربين من السجون ومن الخدمة العسكرية وزجها في ميدان المعركة، تحت مسمى «الجيش السوري الحر»، لقد نشرت الصحافة المحلية صورة وزعت عليها ظهرت فيها رؤوس اطفال مقطعة وقيل نساء - ايضا - هتكت اعراضهن، وشيوخ عددهم - كما قيل - اربعون ضحية تقشعر لتلك الصورة الابدان، اقدم على ذبحهم اولئك المجرمون القتلة، في الوقت نفسه الذي يناقش فيه مجلس الأمن الحلول السلمية للازمة في سوريا، واتهموا فيها الجيش الوطني السوري وقوات حفظ النظام، وذلك كمحاولة اعلامية لدعم حجة من ينادي باستدعاء التدخل العسكري الاجنبي في سوريا، على غرار السيناريو الليبي، الذي قتل فيه ما يجاوز مائة الف من البشر، وها نحن نرى التفجيرات العشوائية تحصد المزيد من المدنيين، يقوم بها اولئك المجرمون أنفسهم كرد فعل لهزائمهم المتلاحقة، لاشاعة الرعب في قلوب الشعب السوري البطل، الذي وقف صامداً مع قيادته ومع جيشه الوطني. ان مثل هذه التفجيرات خبرناها جيداً، فهي لا يقدم عليها الا تلك المجموعات التي تفجّ.ر نفسها بين المدنيين، وفي المساجد والمآتم والاعراس والكنائس من دون وازع من ضمير، حتما لا مصلحة للنظام السوري في القيام بها، وهو ينشد القاء السلاح وانجاح مهمة المبعوث الدولي. يا ترى، هل من الحكمة المضي في تسليح هؤلاء؟! بحجة دعم «الجيش السوري الحر»، يجب علينا نحن الشعوب الخليجية خصوصا، ان ننأى بأنفسنا عن دعم اولئك القتلة، واذا كان ثمة موقف يجب ان نقفه مع الشعب السوري، فيجب ان يكون مع اغلبيته بدلاً من فرض الحصار الاقتصادي عليه، وان نقف معه في صموده ضد الصهيونية العالمية، التي تشن الحرب عليه، بدلاً من اظهار العداء لسوريا العربية، او على الأقل نحفظ لانفسنا حيادنا، لا سيما نحن لسنا دولاً قادرة على الحروب، ولسنا من الراغبين فيها، ولا مصلحة لنا في زج انفسنا فيها، واحيي بهذه المناسبة موقف ضاحي الخلفان رئيس شرطة الامارات في ندائه ان تنتهج الدول الخليجية سياسة متوازنة في الصراع بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي، واقامة علاقات طيبة مع الصين وروسيا وايران، بدلاً من صرف اموالنا والجهر بتسليح اولئك القتلة ليستعملوا السلاح في التفجيرات في المدنيين وهدم البنى التحتية لدولة عربية شقيقة، ومعاداة غالبية شعبها، وايجاد القطيعة بيننا نحن شعوب الخليج - وشعب الكويت خاصة - وبين الشعب السوري الشقيق.(القبس )
تابعو الأردن 24 على google news