jo24_banner
jo24_banner

مبروك تم تغيير بنطال الرئيس ولون جواربه

د. عبدالحكيم الحسبان
جو 24 :



في إحدى الجامعات الكبيرة، تواترت كثيرا قرارات اعفاء الرئيس. والاعفاء في عرف الدول يعني أن أداء الرئيس لم يكن بالسويّة المطلوبة وبما يليق ويفي بمتطلبات المؤسسة واحتياجاتها، أو أن فسادا بائنا انخرط فيه الرئيس فأوقع ضررا بالمؤسسة ومصالح العاملين فيها، وعموم المنتفعين منها. ما استوجب ايقاف الضرر وعزله.

أربع مرات تم اعفاء الرئيس من موقعه والاتيان برئيس جديد ليدير الجامعة، وفي كل مرة كان يأتي الرئيس كان يجد طاقم الادارة من عمداء ومدراء قد تم تعيينه من قبل السلف الصالح والذي لولا تقصيره المفترض لما تم قرار الاعفاء ولما جيء بالجديد رئيسا.

في كل مرة ياتي الرئيس الجديد لمكتبه بعد ان يخرج الرئيس المعفى منه، ويرفض الجديد ان يسمي طاقما جديدا للادارة. ويبقى يعمل بنفس عدة الشغل السابقة والتي لولا فشلها لما تمت قرارات الاعفاء. هكذا يقول المنطق.

والحال أن بعضا من عدة الشغل هذه جيء به عميدا لأن من جاء به عميدا انتقاه لأنه يعرف بالضبط كل النقاط السوداء في تاريخه، ويوم جاء به عميدا قال وبالحرف، لا تحدثوني عن قذارة فلان، فلا أحد يعرف سجله القذر مثلي، ولكني سآتي به عميدا. وجيء به عميدا ومازال عميدا حيا يرزق ويرتزق منذ أربع سنوات.

والحال أيضا، أن عدّة الشغل هذه التي أوقعت الجامعة في الحضيص ودفعت صانع القرار لاتخاذ قرارات الاعفاء بصورة متتالية، مازالت هي نفسها منذ ما يزيد على أربع سنين.

وفي كل مرة يأتي رئيس جديد ليخلف آخر تم اعفائه، يقول لك الرئيس القادم الجديد؛ كيف أعفي عميدا وهو لم يكمل فترته بعد؟ وكيف أعفي عميدا ولم يتبق من فترته سوى أشهر معدودة؟ وكيف أعفي عميدا من موقعه وهو بالكاد لم يمر على تعيينه سوى أشهر معدودة؟ والحجة أن اللياقة والاعتبارات الانسانية تمنع عطوفته من اتخاذ قرار الاعفاء!

بالمقابل ينسى عطوفة الرئيس القادم أنه وكي يتسنى لعطوفته أن يؤتى به رئيسا كان لا بدّ من اعفاء رئيس سابق هو زميل له. بكلمات اخرى، من يقبل وربما من شارك جديا في العمل على اعفاء زميله السابق من موقعه كي يأتي مكانه، يرفض أن يتخذ قرارات الاعفاء بحجة أخلاقية! ولم تمنعه -هذه الحجة- هو نفسه من المشاركة في قرار اعفاء زميله السابق.

أما وأن قرارات اعفاء الرؤساء تتوالى في هذه الجامعة في حين أن كل مجالس الإدارة فيها هي ذاتها وبنفس الوجوه التي يثير معظمها احساسا بالغثيان بين أبناء المؤسسة، وفي حين تحتفظ الدولة في سجونها بتهم يندى لها الجبين بمن عيّن وسمّى معظم هذه القيادات، فإن الشعور العام في هذه الجامعة أنه رغم كل قرارات اعفاء الرؤساء في الجامعة فإن لا تغيير يحصل طالما أن بنى الادارة والقيادة هي ذاتها، وطالما أن الرئيس القادم يحتفظ بنفس هذه البنى، وبالتالي فإن الشعور العام هو أن التغييرات في موقع الرئيس لا تأتي فعلا برئيس جديد، وأن كل ما يتغير بعد قرارات الدولة ومجالسها الموقرة هو نوع بنطال الرئيس وفي أحسن الظروف لون جرابات الرئيس..


 
تابعو الأردن 24 على google news