2024-05-27 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

فانتازيا النسور الكيميائيّة !!

فانتازيا النسور الكيميائيّة !!
جو 24 : كتب تامر خرمه-

رئيس الوزراء د. عبدالله النسور عاد إلى إطلاق تصريحاته الغريبة، ولكن هذه المرّة تجاوز كلّ حدود المنطق والمعقول، بل وأبجديّات العمل السياسي.

نذكر كيف كاد الرئيس الجهبذ أن يتسبّب بكارثة اقتصاديّة عندما أطلق العنان لكلماته، وصرّح بأن عملة الدولة على وشك الانهيار، ليتسبّب بحالة هلع دفعت الناس إلى "الركض نحو البنوك"، في ظلّ الأزمة الماليّة التي نرزح تحت وطأتها نتيجة السياسات الرسميّة المغامرة.

واليوم قرّر الرجل تفجير قنبلة أخرى تنسف تصوّر الأمن والاستقرار، بل وتهدّد "أمن الدولة" الأردنيّة، بمعناه الحقيقي، وليس بذلك المعنى التحريفي الذي ترجمته السلطة عبر محاكمة المدنيّين امام المحاكم العسكريّة.

رئيس الوزراء.. أعجوبة الدوّار الرابع.. ملك التصريحات الناريّة.. قال لوسائل إعلام عالميّة إن "الأردن مستعد لاحتمالات وقوع حروب كيميائية في المنطقة". هل تبدأ بتوزيع الكمّامات على المواطنين "دولتك" ؟!

هذا السياسي المحنّك، الذي من المفترض أنّه يدرك أبعاد ما يقول باعتباره ممثلاً للدولة الأردنيّة، لم يكتف بتصريح مقتضب، بل زاد وعاد وفصّل وحلّل وبرّر وخاض في التفاصيل، ليصل إلى نتيجة مفادها: "يجب ان نخاف" !!

ترى هل تسيطر على الرجل نزعة سيكولوجيّة معقّدة أو رغبة متطرّفة لا يطفئها سوى خلق حالة من الهستيريا الجماعيّة بين الناس ؟! أم أنّه مجرّد عاشق للمفردات الغريبة والكلمات التي قد تعجبه دون أن يكترث لوقعها على السامع ؟!

أنت رئيس حكومة يا رجل !! هل تدرك أبعاد ما تقول على الصعيدين الداخلي والخارجي ؟! أم أنّك تحترف الاستفزاز دون أيّ مبرّر ؟! فمن هو الذي تعرّض للأردن أو هدّده أو لوّح له بـ "الكيماوي" ؟! هل هناك صديق خياليّ يزور الدوّار الرابع في آخر الليل مدجّجا بـ "السيرين" أو "الراديوم" ؟!!

تحوّل خطير تجاه الأزمة السوريّة عكسته تصريحات رئيس الوزراء الذي يحاول إرضاء الغرور السعودي على ما يبدو، ويشعر بالقوّة السحريّة خلف صفوف عساكر "اليانكي" المتمترسين على حدودنا الشماليّة !!

يا رجل "إرحم حالك".. وارحمنا.. نقول لك باختصار وبالعربي البسيط، وبلهجة عاميّة نتمنّى ان تفهمها: "تصريحاتك رح تفوّتنا بالحيط".. "حاجة تصرّح بحياتك".

نأمل إن كان هناك من يملك التأثير على ساسة هذا البلد أن يقنع الرئيس "العبقري" -وناطقة الإعلامي أيضاً- بالعمل بصمت... حقّا لا داعي للتصريح، وليسمح لي زملائي في وسائل الإعلام الأردنيّة أن أقول للرئيس أننا نعفيه من حقّنا في تصريحاته الرسميّة، "بعين الله".. سنبحث عن المعلومة في أيّ مكان آخر !!

تقول إنك "مستعد لخطر الكيماوي" !! حقّاً ؟! هلاّ حدّثتنا قليلا عن هذه الاستعادادات ؟! هل قمت بتوزيع الكمّامات ونشرات التوعية على المناطق الحدوديّة في الرمثا والمفرق ؟! ما هي هذه الاستعدادات التي تتحدّث عنها ؟! أم هل تعني أنّك أنت مستعد على وجه التحديد ؟! بصراحة إن مثل هذه التصريحات هي الخطر الكيميائي الوحيد الذي ينتشر بيننا !!

طوال السنتين الماضيتين التزم الأردن الحياد تجاه الأزمة السوريّة، ولم يقحم نفسه في هذه الأزمة باعتبار أن سورية دولة حدوديّة شقيقة وأن لا مصلحة للأردن بالتدخّل في شؤونها، واعتبر هذا الموقف حكيما.. بل إنّنا لم نتدخّل حتّى في التوسّط للوصول إلى حلّ سياسي ينهي هذه الأزمة.. فما الذي تغيّر الآن ؟!

إذا كنت لا تريد لعب دور إيجابي حيال الأزمة السوريّة، فعلى الأقل ينبغي حصر الدور الأردني في حدود القضيّة الإنسانيّة المتعلّقة باللاجئين السوريّين، دون زجّ البلاد في شؤون الغير وإقحامنا فيما لا يحمد عقباه.. فهل يملك أحد شرح هذه المسألة لصنّاع القرار، خاصّة وانّها ليست مسألة "لوغاريتميّة" يصعب فهمها أو حتى إقحامها في المخّ البشري !!
تابعو الأردن 24 على google news