jo24_banner
jo24_banner

مسمار في نعش الديمقراطية!

حلمي الأسمر
جو 24 : في إسرائيل، ينظرون إلى الحدث المصري بشكل مختلف، فعينهم على مسألتين محددتين: الأولى الجيش المصري، ومدى قدرته على البقاء والتطور، والثانية محاربة أي تجربة ديمقراطية مكتملة، هذا ما يشغل إسرائيل تحديدا، وفي الأثناء، تفعل كل ما باستطاعتها لتحقيق هدف إضعاف الجيش المصري، وقتل التجربة الديمقراطية، بكل الطرق!

ما يؤيد هذا الاستخلاص، كثير جدا، وإن كان مسؤولو الصهاينة يحرصون على العمل بصمت لتحقيق هذين الهدفين، ومع ذلك، تفلت منهم تصريحات ومؤشرات، تفضح نواياهم وما يفعلونه، على ألسنة كتابهم وإعلامييهم.

يحزكيل درور، الذي يوصف بإنه أبو الفكر الاستراتيجي الصهيوني، يقول: « إن أهمية الانقلاب الذي قام به الجنرال السيسي لا تكمن في اقصاء جماعة متطرفة مثل جماعة الاخوان المسلمين، بل لأن هذه الخطوة تمثل آخر مسمار في نعش عملية التحول الديموقراطي التي بدأت بتفجر ثورات التحول الديموقراطي، وهذا تحول عظيم بالنسبة لنا، لإن التحول الديموقراطي هو أحد المتطلبات الرئيسة لتحقيق نهضة عربية تغير موازين القوى القائمة لغير صالحنا «أما الجنرال رؤفين بيدهتسور، قائد أركان سلاح الجو الصهيوني، فيقول: حتى في أكثر الأحلام وردية لم يكن لإسرائيل ان تتوقع حدوث هذه النتيجة، فاندفاع الجيش المصري نحو السياسة على هذا النحو غير المسبوق يعني عدم إحداث أي تغيير على موازين القوى القائم بيننا وبين العرب في المستقبل ولفترة طويلة، على اعتبار إن آخر ما سيعني قادة الجيش المصري في المستقبل هو تعزيز قوته العسكرية، حيث سيكون جل تركيزهم على تحسين قدرتهم على الإمساك بزمام الأمور في البلاد!!
ومن هنا، يتجند « مركز أبحاث الأمن القومي « الإسرائيلي، الذي يعتبر أهم مراكز التقدير الاستراتيجي في الكيان الصهيوني لوضع تصورات لدعم الإنقلاب، لتحقيق أهداف إسرائيل، ومن هذه التوصيات، التي رفعها المركز لدوائر صنع القرار في تل أبيب..

إن الهدف الرئيس لإسرائيل ليس فقط الحفاظ على علاقات السلام مع مصر في المرحلة المقبلة، بل تعميق هذه العلاقات، ومما لا شك فيه إن المصلحة الإسرائيلية تتطلب تشكيل نظام علماني ليبرالي ذي فاعلية ومسؤول، لا تمنعه قيود أيدلوجية من مواجهة الجهات المتطرفة، سواء في مصر كلها وفي سيناء على وجه الخصوص، لكن تحقيق هذا الهدف يوجب على إسرائيل القيام بعدة خطوات، منها: تعزيز التعاون مع الجيش المصري ومواصلة السماح لهذا الجيش بدفع المزيد من القوات في سيناء، لكي يتمكن الجيش المصري من العمل ضد البؤر الجهادية ولكي يتصدى لعمليات تهريب السلاح عبر سيناء إلى قطاع غزة/ إسرائيل ستواصل تعزيز علاقتها وتنسيقها من قيادة الجيش المصري، وفي الوقت ذاته تحرص إسرائيل على بناء مركبات القوة العسكرية بحيث لا تكون عرضة لمفاجآت في المستقبل/ إسرائيل مطالبة ببذل جهود كبيرة من أجل ضمان تواصل الدعم الدولي لقادة العسكر في مصر، وعليها تشجيع المستثمرين الأجانب على تدشين مشاريع البنى التحتية في مصر من أجل توفير فرص العمل على اعتبار إن تدهور الاوضاع لاقتصادية سيهدد حكم العسكر/ يجب تشجيع القوى العربية الإقليمية في المنطقة التي عملت على المس بحكم الإخوان المسلمين، لإنها خشيت أن يؤدي نجاح هذا الحكم إلى القضاء على أنظمة الحكم فيها « على مواصلة تقديم المساعدات لحكم العسكر من أجل ضمان نجاح حكمهم.

إسرائيل ستفعل كل ما يمكنها لنجاح الإنقلاب، لأنها ستبكي دما إن لم ينجح، على حد تعبير كبير معلقي صحيفة اسرائيل اليوم، دان مرغليت، ولهذا ايضا وايضا، يقول المفكر الصهيوني اليميني رون ايدر يدعو في مقال نشره في الصحيفة نفسها، الغرب الى غض الطرف عن ما وصفه بـ «المجازر « التي يرتكبها السيسي ضد ابناء شعبه لأنها الطريق لمنع قيام دولة اسلامية في المنطقة!


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news