فاجعة الطفلة لين تثير غضب الاردنيين وسط مطالبات باستقالة الحكومة.. اين تذهب اموالنا؟
جو 24 :
رصد - اجتاحت التغريدات والمنشورات المنددة بفاجعة وفاة الطفلة لين في مستشفى البشير مواقع التواصل الاجتماعي، فيما طالب مواطنون الحكومة بتقديم استقالتها بعد كلّ هذا الفشل في تحسين المنظومة الصحية، حيث صارت حوادث الوفاة في المستشفيات نتيجة خطأ أو اهمال طبي أو اداري أو الاجراءات البيروقراطية أمرا يتكرر بين الفترة والأخرى.
وحمّل المغرّدون الحكومة المسؤولية الأكبر عن وفاة الطفلة لين، قائلين إنها المسؤولة عن هذا التداعي الذي يشهده القطاع الصحي، مطالبين بتوفير أعداد اضافية من الأطباء والممرضين والأخصائيين وتوفير مستشفيات قادرة على التعاطي مع هذا العدد الكبير من المرضى والمراجعين.
ولفتوا إلى أن المواطن يحصل على أسوأ الخدمات الصحية والتعليمية بالرغم من حجم الضرائب والرسوم التي يدفعها ويموّل خزينة الدولة بها، قائلين إن عدم انعكاس تلك الضرائب على خدمات الصحة والتعليم يستوجب محاسبة الحكومة عليه.
وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء المستقيل، د. حازم القرالة أن المنظومة الصحية في تراجع وبكلّ المقاييس، معتبرا قيام الحكومة بتوجيه اللوم على مقدّم الخدمة الصحية باعتباره المسؤول الأوحد عن هذا التردي "هرب من تحمّل المسؤولية".
وأضاف في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "العامل البشري المنهك في الميدان جزء لا يتجزأ من منظومة متكاملة الأصل أن تدار بشكل سليم، ويتحمل العامل البشري جزءا من المسؤولية كما في كل بلدان العالم، لكن لا يجوز التغافل عن باقي أجزاء هذه المنظومة وبالاخص من يشرف عليها ومن يديرها".
وقالت عضو المجلس المستقيل، د. فرح الشواورة: إن قضية الطفلة لين ليست قصة إهمال فردي فحسب "ان ثبت"، فالنظام الصحي برمته في أسوأ أحواله؛ طوارئ البشير يراجعها الآلاف في بعض الأيام، والكوادر منهكة تنتظر أقرب فرصة للفرار طلبا لحياة كريمة و بيئة عمل أفضل.
واستعرضت الشواورة بعض صور المعاناة المتكررة، وعلى رأسها عدم توفّر الأسرّة في معظم الوقت، وانقطاع بعض الأدوية لأشهر، ومواعيد الصور التي قد تمتد لأكثر من نصف عام، وعدم وجود أخصائيين للعديد من التخصصات الفرعية، إلى جانب مواعيد العيادات المكتظة ينتظر المريض من أجلها شهوراً، مختتمة منشورها بالقول: "هذا النظام الصحي يقتل يومياً أكثر من عشرين لين، و اذا لم تتوفر الارادة السياسية لانتشاله من التردي سيراوح مكانه وسنستمر في سماع قصص تدمي القلب كل يوم.
وقالت الناشطة والاعلامية ديما علم فراج: "طالما هناك مقاومة ولوبي ضد تغليظ عقوبات قانون المساءلة الطبية، وحسب ما قرأت فإن قانون العقوبات الاردني يخلو من كلمة "الخطأ الطبي"، سنرى أكثر من هذا، اللي صار مع الطفلة لين ممكن يصير مع اي واحد، وسكوتنا يعني نحن شركاء".
وقال وليد عليمات: إن الطفلة لين واحدة من آلاف الذين انتهت حياتهم بخطأ أو اهمال، نحن أكثر شعب في العالم يدفع ضرائب قياسا بدخله، ولا نرى أي انعكاس على الخدمات ومنها القطاع الصحي فأين أموالنا؟ كلّ ما نراه من مستشفيات ومدارس وطرق هي منح خارجية!
واعتبر الزميل احسان التميمي المطالبات باقالة وزير الصحة "سطحية"، قائلا: "إن تفتيت المنظومة الصحية والتعليمية والاجتماعية تبدو متعمدة، والحلّ أن لا يحصل أحدنا على خدمة تختلف عن الآخر. متابعا: "ما حصل مع الطفلة لين قد يحدث مع أي أردني نتيجة سوء تشخيص أو عدم وجود أسرّة أو عدم وجود طبيب مختص، كم من مريض راجع المستشفيات وهو يعاني من آلام في الصدر، وبسبب عدم وجود طبيب قلب في غالبية مستشفيات الدولة تدهورت حالته الصحية ومن ثمّ توفي؟!
وقال مصعب الحراسيس إن ما تعرضت له لين أبو حطب ليس وليد لحظة إهمال يا وزير الصحة، إنما هو نتيجة متوقعة لعقود من الفساد والترهل الإداري وإقصاء الكفاءات. القضية لن تنتهي بلجنة تحقيق وتصريحات تطمينية فضفاضة؛ القضية بحاجة لهيكلة كاملة وشاملة لوزارة الصحة بدءا من أصغر مركز صحي وصولا لأكبر مستشفى.
وقال فادي الشروف: لو كان علاج مسؤولي الدولة الأردنية في مستشفى البشير، ورأى أحدهم حجم الاهمال والتقصير، لما حدث أي خطأ طبي في أي مستشفى بالاردن.
واستغرب قاسم عبابنة عدم وجود تضامن رسمي مع قضية الطفلة لين التي مضى على وفاتها أكثر من أسبوع، متسائلا: "ألا يصوّر أحدهم بطنه من جهة الزائدة ويتضامن مع لين وأهلها؟!" فيما قال عبدالله القضاة: "عذرًا، التغريدات للبناطيل الممزقه وليس للقلوب الممزقة بالحسرة والألم".
وقالت لوريس غازي: "لا أفهم الفرق بين من يقفز عن جسر أو يحرق نفسه بالبنزين، وبين من يصبر على ظروف الحياة، ما الفرق بينهم طالما النتيجة واحدة؛ الانتحار أو النحر؟!"، وتابعت: "من حق الانسان في دولة القانون الرعاية الصحية، من حقّه أن يموت كما البشر، أخجل من القول إنني من بلد يموت فيها الانسان لأنه لا يمتلك كلفة عملية زائدة دودية".
وتساءل محمد الطوالبة: "من المسؤول عن تدهور القطاع الصحي والقطاع التعليمي والسياحي وقطاع الإستثمار بالبلد؟! إلى أين يسيرون بنا؟". فيما قال سائد حدادين: "متى ينتهي مسلسل الترهل والفساد الاداري والاهمال؟ ومتى نشهد عمليات تقييم ومساءلة حقيقية وواقعية؟ نريد ثورة ادارية بيضاء لنكون دولة مؤسسات حقيقية تبنى على الكفاءة والمعرفة والعمل الجاد".
وقالت رنا خليل: "المستشفيات الحكومية وبعض الخاصة عبارة عن مسالخ لا ترتقي حتى لمستوى عيادات البيطرية حاشاكم، أين تذهبون بالضرائب التي ندفعها؟! يجب أن يكون علاج مسؤولي الدول في المراكز الحكومية ليتحسن مستواها".
وقالت ريم الريان: "الطفلة لين ضحية الاهمال والفساد المتفشي في الدولة. لا اقتصاد ولا تعليم ولا صحة، ماذا بقي؟ الوطن ليس بخير وأهله يدفعون الثمن حياتهم وحياة أحبائهم، ولا محاسبة للمسؤولين".
وقال أنس الجبارات: "ما dحدث في المستشفيات الحكومية اجمالا من اهمال طبي وعدم مبالاة بأرواح الناس أمر طبيعي اعتاده معظم رواد هذه المستشفيات، ولولا الحاجة وضعف الدخل المادي لدى المواطن الأردني لاختار عدم دخول أي مشفى حكومي او حتى التعامل مع الكوادر الطبية في هذه المستشفيات المتهالكة".
وطالب محمود الكيلاني باقالة وزير الصحة ومدير مستشفيات البشير ومحاسبتهم.