الادارة الكارثية لملف الاعلام.. وزير خارج التغطية ومدير مفتون بالتجربة المصرية!!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - نشرت وسائل اعلام أردنيّة ومصرية تصريحات منسوبة إلى مدير هيئة الاعلام المحامي طارق أبو الراغب، يبدي فيها رغبته بالاستفادة من التجربة المصريّة في ضبط المشهد الاعلامي، قائلا إن تلك التجربة "ملهمة"!
حديث أبو الراغب جاء ليكشف عن الفهم الحكومي لمعنى "الضبط"، فهي تعتقد أن تكميم الأفواه واعلام اللون الواحد هو الأصل. والحقيقة أن أساس الاعلام هو اطلاق الحريات، وليس خنقها واخضاعها للرؤية الرسمية والأمنية.
تغنّي أبو الراغب بالتجربة المصرية في خنق وسائل الاعلام لم يكن مستغربا على الاطلاق، فهو من سبق واقترح فرض الترخيص على البثّ عبر الانترنت، فهذا مقترح لم تذهب إليه أي دولة أو نظام في العالم، بما فيها الدول الشمولية والأنظمة البوليسية.
الأصل بالحكومة أن تبحث عن تجارب الدول النامية التي حققت تقدّما على صعيد تعزيز الحريات العامة وحرية التعبير والرأي وحرية الاعلام من أجل استنساخها وتطبيقها في الأردن، لا أن تبحث عن تجارب الدول في تكميم الأفواه وقمع الآراء وخنق الحريات، خاصة والحديث الرسمي اليوم عن توجهات نحو الاصلاح السياسي وتحديث المنظومة السياسية للدولة التي تدخل مئويتها الثانية.
الصمت الحكومي على تصريحات مدير هيئة الاعلام يؤكد أنها تتفق وتتسق معها، ويؤكد أننا أمام حكومة خارج كلّ سياقات التحوّل الذي يشهده العالم اليوم؛ العالم يسير في اتجاه ونحن نسير في الاتجاه المعاكس تماما، الفضاء أصبح مفتوحا والحكومة تعتقد أن بامكانها مصادرة حريات الناس وكتم أنفاسهم!
الواقع أن الفجوة تتسع في كلّ يوم بين الجسم الصحفي وهيئة الاعلام التي يُفترض أن تنظّم وتطوّر وتعظّم المنجز في الاعلام الأردني، فالتجربة المصرية ليست التجربة التي يمكن الاستفادة منها أو الاشادة بها، على العكس تماما. وربما كان الأجدر بمدير هيئة الاعلام أن يتحدث عن التجارب الاعلامية المشرقة في دول أخرى كثيرة مثل لبنان والكويت وتونس وكثير من الدول الغربية.
الأردنيون اليوم بين وزير اعلام يقيم الدنيا ولا يقعدها بتصريحاته التي تأتي دائما خارج السياق، ومدير هيئة مفتون بتكميم الاعلام، والحقيقة أن هذا يعكس التخبط الحكومي في مختلف الملفات (الصحة، التعليم، المياه، وغيرها).