تطمينات أمريكية كاذبة!
حلمي الأسمر
جو 24 : بدأت مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية وسط أجواء تراوحت بين الرفض الشعبي في الشارع الفلسطيني، وعدم المبالاة والإهمال، وحدهم المتفاوضون من اهتموا بالأمر على نحو استثنائي، فقد عادوا «للعمل» بعد طول بطالة!
على نحو محدد وغير قابل للتأويل، يرى نعوم تشومسكي هو أستاذ لسانيات وفيلسوف أميركي يهودي ومؤلف أكثر من 100 كتاب، أن المفاوضات تدور ضمن إطار افتراضات معينة واحد من الافتراضات يطرح خيارين: إما حل دولتين، أو «التحول إلى محصلة تبدو قريبة من أن تصبح لا مفر منها بحكم الأمر الواقع أي دولة من النهر إلى البحر» وهي محصلة تجر وراءها «على الفور تهديد وجود هوية إسرائيل باعتبارها دولة يهودية ديمقراطية» بسبب ما يصطلح على تسميته «المشكل الديمغرافي» الذي يلعب لصالح الفلسطينيين. أما الخيار الثالث الذي يبدو أكثر واقعية، فهو أن تستمر إسرائيل في سياستها الحالية بدعم اقتصادي وعسكري ودبلوماسي كامل من الولايات المتحدة ممهور ببعض الجمل التي تشير إلى خلافات، والتعبير الأخير لتشومسكي نفسه!
الجديد في هذا المشهد، ما نشره موقع صحيفة «معاريف» نقلاً عن الصحافي الامريكي اليهودي، جيفري جولدبرغ، يوم الجمعة قوله إن وزير الخارجية الامريكي جون كيري، (حذر!) رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، من أنه في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن «إسرائيل» ستضطر الى مواجهة حملة دولية ضد شرعيتها لوحدها . الصحافي المقرب من البيت الابيض، يقول أيضا أن المحادثة بين كيري ونتنياهو كانت في غاية الصعوبة والتوتر . وقال مسؤول «إسرائيلي» للموقع، إن تسريب المعلومات يدل على ان المحادثات بين كيري ونتنياهو كانت غاية في الصعوبة، وان كيري على قناعة ان مسؤولية نجاح المفاوضات أو فشلها ستقع على نتنياهو وليس على الفلسطينيين!
أعتقد أن هذا التسريب موجه للشعب الفلسطيني، اليائس من المفاوضات، ومن الإدارة الأمريكية، وكأنه يحاول إشاعة تفاؤل كاذب يتناقض تماما مع كل المواقف الأمريكية من المفاوضات، بل يبدو لي أن الفلسطينيين يفاوضون امريكا وإسرائيل لأنهما طرف واحد في مقابل الطرف الفلسطيني، والأدلة اكثر من أن تحصى، فالسياسات الأمريكية واضحة وجذورها تعود إلى حرب 1967 واستمر العمل بها منذ ذلك التاريخ مع التزام أكبر منذ توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993.
محكمة العدل الدولية قالت إن جميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية وكذلك قرر مجلس الأمن الدولي، وقد شاركت الولايات المتحدة المواقف الدولية، لكنها تراجعت عن ذلك إبان رئاسة رونالد ريغن معتبرة تلك الإجراءات «ضارة بالسلام» ثمّ اعتبرتها مع باراك أوباما «غير مساعدة على السلام.» ومع العودة إلى المفاوضات، قالت إسرائيل بوضوح أنّها ماضية في الاستيطان في القدس الشرقية وأنها بصدد التوسع في «لائحة أولوياتها الوطنية» فيما يتعلق بمشاريع الاستيطان. وإمعانا في دعم المواقف الإسرائيلية، عين اوباما مارتن إنديك، المعروف بعمله إلى جانب اللوبي الإسرائيلي، والمقرب من مستشار الرئيس دنيس روس المعروف بتشديده على كون «حاجات إسرائيل» تبدو أكثر «من رغبات الفلسطينيين.» ومن شأن هذه المعطيات أن تسقط المقولة السائدة بكون الفلسطينيين يتهربون من التفاوض عبر فرضهم شروطا مسبقة. ففي الواقع فإنّ الولايات المتحدة وإسرائيل –والكلام لتشومسكي- هما من يفرضان شروطا مسبقة حاسمة، ومن ضمنها أن المسار ينبغي أن يظل بيد الولايات المتحدة التي تعد أحد المساهمين الفاعلين في الخلاف بدعم إسرائيل، وليست «وسيطا نزيها.» ومن ضمن تلك الشروط المسبقة أيضا أن أنشطة الاستيطان الإسرائيلية ينبغي أن يسمح لها بالاستمرار.
لقد كان هناك توافق دولي يدعم حل «دولتين على الحدود المعترف بها دوليا» مع احتمال «تعديلات بسيطة أو متوافق عليها» على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1947. ومن ضمن المرحبين بذلك التوافق الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بما فيها إيران، غير أن الولايات المتحدة وإسرائيل رفضتا ذلك التوافق عام 1976 عندما استخدمت واشنطن الفيتو أمام مجلس الأمن إزاء مشروع قرار قدمته مصر والأردن وسوريا. وفي فبراير/ شباط 2012، استخدمت واشنطن الفيتو ضد مشروع قرار يتعلق بالاستيطان «غير القانوني» على اعتبار أن هناك استيطانا قانونيا(!) ..
هل ينبىء تصريح كيري عن تغير ما في الموقف الأمريكي، ام انها رسالة تطمين كاذبة للفلسطينيين؟
(الدستور)
على نحو محدد وغير قابل للتأويل، يرى نعوم تشومسكي هو أستاذ لسانيات وفيلسوف أميركي يهودي ومؤلف أكثر من 100 كتاب، أن المفاوضات تدور ضمن إطار افتراضات معينة واحد من الافتراضات يطرح خيارين: إما حل دولتين، أو «التحول إلى محصلة تبدو قريبة من أن تصبح لا مفر منها بحكم الأمر الواقع أي دولة من النهر إلى البحر» وهي محصلة تجر وراءها «على الفور تهديد وجود هوية إسرائيل باعتبارها دولة يهودية ديمقراطية» بسبب ما يصطلح على تسميته «المشكل الديمغرافي» الذي يلعب لصالح الفلسطينيين. أما الخيار الثالث الذي يبدو أكثر واقعية، فهو أن تستمر إسرائيل في سياستها الحالية بدعم اقتصادي وعسكري ودبلوماسي كامل من الولايات المتحدة ممهور ببعض الجمل التي تشير إلى خلافات، والتعبير الأخير لتشومسكي نفسه!
الجديد في هذا المشهد، ما نشره موقع صحيفة «معاريف» نقلاً عن الصحافي الامريكي اليهودي، جيفري جولدبرغ، يوم الجمعة قوله إن وزير الخارجية الامريكي جون كيري، (حذر!) رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، من أنه في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن «إسرائيل» ستضطر الى مواجهة حملة دولية ضد شرعيتها لوحدها . الصحافي المقرب من البيت الابيض، يقول أيضا أن المحادثة بين كيري ونتنياهو كانت في غاية الصعوبة والتوتر . وقال مسؤول «إسرائيلي» للموقع، إن تسريب المعلومات يدل على ان المحادثات بين كيري ونتنياهو كانت غاية في الصعوبة، وان كيري على قناعة ان مسؤولية نجاح المفاوضات أو فشلها ستقع على نتنياهو وليس على الفلسطينيين!
أعتقد أن هذا التسريب موجه للشعب الفلسطيني، اليائس من المفاوضات، ومن الإدارة الأمريكية، وكأنه يحاول إشاعة تفاؤل كاذب يتناقض تماما مع كل المواقف الأمريكية من المفاوضات، بل يبدو لي أن الفلسطينيين يفاوضون امريكا وإسرائيل لأنهما طرف واحد في مقابل الطرف الفلسطيني، والأدلة اكثر من أن تحصى، فالسياسات الأمريكية واضحة وجذورها تعود إلى حرب 1967 واستمر العمل بها منذ ذلك التاريخ مع التزام أكبر منذ توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993.
محكمة العدل الدولية قالت إن جميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية وكذلك قرر مجلس الأمن الدولي، وقد شاركت الولايات المتحدة المواقف الدولية، لكنها تراجعت عن ذلك إبان رئاسة رونالد ريغن معتبرة تلك الإجراءات «ضارة بالسلام» ثمّ اعتبرتها مع باراك أوباما «غير مساعدة على السلام.» ومع العودة إلى المفاوضات، قالت إسرائيل بوضوح أنّها ماضية في الاستيطان في القدس الشرقية وأنها بصدد التوسع في «لائحة أولوياتها الوطنية» فيما يتعلق بمشاريع الاستيطان. وإمعانا في دعم المواقف الإسرائيلية، عين اوباما مارتن إنديك، المعروف بعمله إلى جانب اللوبي الإسرائيلي، والمقرب من مستشار الرئيس دنيس روس المعروف بتشديده على كون «حاجات إسرائيل» تبدو أكثر «من رغبات الفلسطينيين.» ومن شأن هذه المعطيات أن تسقط المقولة السائدة بكون الفلسطينيين يتهربون من التفاوض عبر فرضهم شروطا مسبقة. ففي الواقع فإنّ الولايات المتحدة وإسرائيل –والكلام لتشومسكي- هما من يفرضان شروطا مسبقة حاسمة، ومن ضمنها أن المسار ينبغي أن يظل بيد الولايات المتحدة التي تعد أحد المساهمين الفاعلين في الخلاف بدعم إسرائيل، وليست «وسيطا نزيها.» ومن ضمن تلك الشروط المسبقة أيضا أن أنشطة الاستيطان الإسرائيلية ينبغي أن يسمح لها بالاستمرار.
لقد كان هناك توافق دولي يدعم حل «دولتين على الحدود المعترف بها دوليا» مع احتمال «تعديلات بسيطة أو متوافق عليها» على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1947. ومن ضمن المرحبين بذلك التوافق الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بما فيها إيران، غير أن الولايات المتحدة وإسرائيل رفضتا ذلك التوافق عام 1976 عندما استخدمت واشنطن الفيتو أمام مجلس الأمن إزاء مشروع قرار قدمته مصر والأردن وسوريا. وفي فبراير/ شباط 2012، استخدمت واشنطن الفيتو ضد مشروع قرار يتعلق بالاستيطان «غير القانوني» على اعتبار أن هناك استيطانا قانونيا(!) ..
هل ينبىء تصريح كيري عن تغير ما في الموقف الأمريكي، ام انها رسالة تطمين كاذبة للفلسطينيين؟
(الدستور)