2024-11-18 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أحلام فوق... سحاب!!

م. عمر محمد الجراح
جو 24 : يستيقظ من نومه سعيدا ليتفاجأ بأن الشموع التي أضاءت ليلا في غرفة نومه مازالت مشتعلة، يتحرك نحو الشمعة الاولى و الابتسامة لا تفارقه، يطفئها و يكرر ذات الفعل بذات الإبتسامة مع باقي الشموع!

وبدندنات اغنية لا يحفظها جيدا يدخل الحمام و يغسل وجهه و يعود امام المرآة ليسرح شعره ويختار زجاجة العطر التي يستعملها.. لا يفكر كثيرا فمثل هذه الاختيارات يحسمها وفقا لما يحظى بإعجاب شريكة حياته ووالدة صغيره وصغيرته.

على نفس دندنات الأغنية التي لا يحفظها جيدا (عيش ايامك ضحك ولعب وجد وحب..) يجلس على مائدة إفطار خفيف و متنوع، قدمته خادمة آسيوية لا تفارق الإبتسامة وجهها ايضا، يأتي الصغار متحركين بين المشي و القفز، يرتدون ثيابهم المدرسية ويجلس كل واحد منهم بعد قبلات الصباح، على مقعده المخصص، وبالجملة اليومية المعهودة يحثهم أن يقولوا (صباح الخير بابا بالعربية لا بالانجليزية و لا بالفرنسية كما يفعلان بخبث طفولي يزيد إنشراح قلبه)، و بوعد التنفيذ منهما إعتبارا من الغد، تأتي أمهم و بيدها حقيبتين صغيرتين تحتويان ما يحب الصغار تناوله في استراحة المدرسة، و تبدأ فعاليات إفطار الأسرة السعيدة.

زامور الباص لا يقطع عليهم تلك اللحظات و إنما جرس الباب و الذي وراءه فتاة ذات وجه ملائكي، تستأذن بأن يرافقها الصغار نحو حافلة المدرسة.
و مع خروجهما و بصحبة فنجان القهوة الذي أحضرته الآسيوية صاحبة الإبتسامة الدائمة يتحدث الأب والأم عن شقاوة الأولاد وعن دراستهم وعن - أيضا- أحلامهم لصغارهم.

يكمل الأبوان قهوتهما بالتندر و الضحك على جيرانهم الذين تأخروا ثلاثة أيام في إجازة الصيف خارج البلاد مع أولادهم، وتعرض الأب للإستجواب في المطار أثناء العودة حول سبب تأخر التحاق إبنائه في مدرستهم!!

ثم يستعدان للتوجه للعمل، هو نحو جامعته التي يحاضر فيها و هي نحو عيادتها لتستقبل مراجعي آلام الأسنان!

في مكانها المحدد يصف سيارته ويسير حاملا حقيبته متذكرا أيامه الجامعية الهانئة والمسطحات الخضراء التي كان يجلس عليها بين المحاضرات، وسهولة التعليم الجامعي في كلية الهندسة تلك الأيام وتفاني القائمين على الكلية ومن قبلهم الحكومة واللذان يتنافسان في توفير أجواء التعليم و تكاليفه للطلاب جميعا.

"لذلك فضلت التدريس على الإنخراط في العمل السياسي!! فأية متعة ينالها السياسيون وانا أراهم يتطاحنون في مناظراتهم التي لا تنتهي، والتي تدور مواضيعها حول طلاء ميدان المدينة باللون الوردي أو زراعته بالأشجار الخضراء؟! أو يختلفون حول رواتب كبار السن التي توزع بالقانون، هل يتم اعتماد سن السابعة والخمسين أو الثامنة والخمسين؟ منذ سنتين كان الستين هو السن لذلك!!".. يحدث نفسه.

ومن متعة الذكريات يخرج داخلا قاعة محاضراته مرحبا بطلابه و متمنيا لهم دوام النجاح، ليبدأ بمادة علمية دسمة.

هي تدخل عيادتها تستقبلها ابتسامة ممرضة كلها حرص على الحفاظ على نظافة عيادة أسنان وفق متطلبات وزارة الصحة الصارمة، وترتيب مواعيد المرضى والإتصال بالمراجعين جميعا لضمان عدم هدر وقتهم أو وقت طبيبتهم.. بيئة مثالية للعمل كانت تحلم بها وأتت كما تمنت بطبيعية لا تعكرها مصادفة.

موعد عودة الجميع للمنزل لا يتغير والسعادة التي تكتنف الجميع لا تنقص، فقط تتنوع أسبابها، ولا تنقطع الإ بموعد نوم محدد يحترمه الجميع... ينامون!!

يصحو بعد أن أطفأ المنبه قبل نصف ساعة، يطالع الساعة بتثاقل.. لقد تأخر عن الباص الذي سيقله إلى المصنع الذي يعمل فيه منذ سنوات في سحاب...

بسرعة جنونيه يرتدي ثيابه و يخرج كي يلحق من الدوام ما أمكن..

فكرة تقفز الى ذهنه.. سحااااب، العنوان ليس مصادفة!!
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير