عرض سعودي لروسيا مقابل تخليها عن سوريا
نشرت صحيفة ديلي تلغراف أن السعودية عرضت على روسيا صفقة سرية ضخمة تسيطر بموجبها على سوق النفط العالمية وتصون عقود الغاز الروسية مقابل تخلي الكرملين عن نظام الأسد في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإفشاءات تأتي وسط توتر كبير في الشرق الأوسط مع تأهب السفن الحربية الأميركية والبريطانية والفرنسية لتوجيه ضربات صاروخية إلى سوريا، بينما هددت إيران بالثأر.
وقالت الصحيفة إن نسخا مسربة لاجتماع مغلق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمير السعودي بندر بن سلطان تلقي ضوءا هاما على الواقعية السياسية الخشنة للجانبين.
وذكرت الصحيفة أن الأمير بندر -رئيس الاستخبارات السعودية- واجه الكرملين بمزيج من الإغراءات والتهديدات في محاولة لكسر الجمود بشأن سوريا. وقال بندر في الاجتماع الذي دار بينهما لمدة أربع ساعات "دعنا ندرس كيف نضع معا إستراتيجية روسية سعودية حول موضوع النفط، والهدف هو الاتفاق على سعر النفط وكميات الإنتاج التي تحافظ على استقرار الأسعار في الأسواق العالمية".
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات يبدو أنها تعرض تحالفا بين كارتل الدول المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا، اللذين ينتجان معا أكثر من أربعين مليون برميل يوميا، أي نحو 45% من الإنتاج العالمي. وأضافت أن هذه الخطوة يمكن أن تغير المشهد الإستراتيجي.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن تفاصيل المحادثات سربت أول مرة للصحافة الروسية ثم ظهرت نسخة أكثر تفصيلا في صحيفة السفير اللبنانية، المرتبطة بحزب الله والمعادية للسعودية.
ونقلت الصحيفة عن السفير قولها إن الأمير بندر تعهد بحماية القاعدة البحرية الروسية في سوريا إذا أطيح بنظام الأسد، لكنه ألمح أيضا إلى هجمات "إرهابية" شيشانية على أوليمبيات روسيا الشتوية في مدينة شوتسي الشركسية إذا لم يكن هناك اتفاق. وقال بندر "أستطيع أن أضمن لكم حماية الألعاب الأوليمبية الشتوية العام المقبل". وزعم قائلا "المجموعات الشيشانية التي تهدد أمن الألعاب تحت سيطرتنا".
وأشارت الصحيفة إلى استطراد الأمير بندر بأن الشيشانيين العاملين في سوريا يشكلون أداة ضغط يمكن فتحها وغلقها. وقال "هذه الجماعات لا تخيفنا ونحن نستخدمها في مواجهة النظام السوري لكنها ليس لها دور في المستقبل السياسي لسوريا".
وأضافت الصحيفة أن لقاء بندر بوتين كان عاصفا ومليئا بالتحذيرات من "تحول خطير" في سوريا. لكن بوتين لم يتأثر بالعرض السعودي، رغم تصاعد الضغط الغربي منذ ذلك الحين.
(الجزيرة)