عندما تستحيل دويتشه فيله الى اداة تصفية ومحاكم تفتيش
جو 24 :
خاص - في ممارسة لا علاقة لها لا بالحرية ولا بالمهنية أو الحرفية، وعلى طريقة "محاكم التفتيش" أعلنت مؤسسة دويتشه فيله الألمانية توقيف (5) صحفيين عرب بينهم فلسطينيون عن العمل بحجة "معاداة السامية"، وذلك على خلفية تعليقات ومنشورات عبر صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي تناولوا فيها ممارسات الاحتلال الصهيوني.
ما قامت مؤسسة دويتشه فيله، التي تزعم حرصها على حقوق الانسان وتُنظّر في هذا المجال، هو أشبه بالعمل الاستخباراتي ولا علاقة له بالعمل الصحفي، فلا يحقّ لمؤسسة اعلامية أن تُحاسب العاملين لديها على آرائهم ومعتقداتهم، والأصل أن يكون التقييم محصورا بأداء هذا الصحفي والتقارير التي يزودها بها وتخضعها المؤسسة لسياساتها المنحازة..
المؤسسة الألمانية التي تتبنى الرواية الصهيونية وتعيش عقدة الهولوكوست، تريد من الصحفيين الفلسطينيين والعرب، أن يبيعوا وطنهم وقضيتهم بالصمت على جرائم الاحتلال والهولوكوست الاسرائيلي بحقّ الفلسطينيين، بل وربما تريد منهم أن يروّجوا لرواية الاحتلال، متجاهلين الانتهاكات الاسرائيلية التي يقرّ بها كلّ العالم وتوثّقها كلّ المنظمات والمؤسسات الحقوقية؛ الأمم المتحدة، هيومن رايتس ووتش، والمفوضية السامية لحقوق الانسان.
دويتشه فيله لم تتوقف عند فصل اولئك الصحفيين العرب، بل ولاحقوا قناة رؤيا الأردنية وقاموا بالغاء اتفاقية التعاون معها بحجة معاداتها للسامية أيضا!
ممارسات دويشته فيله دفعت صحفيين أردنيين وعرب إلى اعلان مقاطعتهم هذه المؤسسة التي تريد فرض وصاية على عقول الصحفيين العاملين لديها والمتعاونين معها، وتصادر حقهم في التعبير عن رأيهم ضاربة المبادئ الاساسية لمهنة الصحافة.
وكانت دويتشه فيله (DW) قيّدت في وقت سابق نشر التقارير التي تنتقد الاحتلال الإسرائيلي معللة ذلك بمسؤولية برلين الخاصة تجاه الدولة اليهودية بسبب الهولوكوست، كما منعت مراسليها ومحرريها من تغطية جرائم الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في الفصل العنصري واضطهاد الفلسطينيين.
ومؤخرا، أوقفت المؤسسة الألمانية (5) صحفيين عرب، هم: مدير مكتب بيروت باسل العريضي، والصحفي اللبناني المخضرم داوود ابراهيم، ومرهف محمود، ومرام مرقة (مرام شحاتيت)، وفرح سالم، كما قامت بتشكيل لجنة تحقيق لهم.
واستند القرار إلى تعليقات كتبوها على صفحات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مقالات قديمة نُشرت لهم على صفحاتهم الافتراضية أو في صحف عربية تعود إلى أعوام سابقة.
كما أعلنت (DW) وقف التعاون مع قناة رؤيا الأردنية، بحجة "اكتشاف منشورات معادية للسامية نشرتها القناة في وسائل التواصل الاجتماعي". وانطلقت لجنة تحقيق على خلفية "اتهامات لبعض العاملين بمعاداة السامية".
ومن جانبها، ردّت قناة رؤيا ببيان دعت فيه جميع المؤسسات الإعلامية إلى "التفريق بعبارات واضحة بين انتقاد الأعمال غير القانونية أو اللاإنسانية أو العنصرية من قبل إسرائيل كدولة، ومعاداة السامية، التي تعني العنصرية ضد اليهود"، مؤكدة على أنه "لا ينبغي لأحد أن يتوقع من رؤيا عدم تغطية الأعمال العدائية التي تطال المدنيين الأبرياء خوفًا من اتهامات بمعاداة السامية".