اطفال النطف؛ رحلة من السجن الى النور بضمانات شرعية وقانونية.. وفيلم اميرة تبنى رواية الاحتلال
جو 24 :
لم يتمكن الطفل أسعد فهمي أبو صلاح "٨ سنوات" من رؤية والده المعتقل في سجون الاحتلال منذ عام ٢٠٠٨.
الطفل أسعد يُعرف بسفير الحرية، وُلد عن طريق نطفة مهربة عام ٢٠١٣، ليرى نور الحياة دون والده، ويرتاد المدرسة الابتدائية الصف الثالث، ومتفوق في دراسته، ويتمنى أن يكون والده معه في كل لحظة تفوق.
يقول الطفل: "نفسي بابا يكون معنا ويشوفني وأنا بكبر ويكون إلى أخوة، حياتنا بدها بابا معنا."
من جهتها، تقول والدة الأسيرين صلاح وفهمي أبو صلاح :"ابني فهمي حكم عليه ٢٢ عاما داخل الاسر، ولم يمر على زواجه سوى عام ولديه ابنة كانت حين اعتقل فهمي عمرها ٤٠ يوما فقط."
وتضيف" فكر ابني بتهريب نطفة من داخل السجن، وفي إحدى الزيارات قال سأعمل كل جهدي حتى حياتي مع زوجتي رغم الأسر تبقى مستمرة، فتم تهريب أول نطفة عام ٢٠١٣ لكن عملية الزراعة فشلت، وتم تهريب نطفة مرة أخرى تكللت بالنجاح كانت ثمرتها حفيدي أسعد."
وتتابع: حياتنا تغيرت كثيرا بعد مجيء أسعد وأصبحت مستقرة جدا، وهوّن علينا حكم ابني فهمي ال٢٢ سنة.
وتواصل حديثها: عندما اشتاق لابني فهمي، أحتضن أسعد وارى فيه ابني فهمي تماما واتعامل معه كما كنت اتعامل مع ابني وهو صغير.
وتوضح أن الاحتلال منعها من زيارة ابنها منذ عام ٢٠١٦، ولولا المنع من الزيارة كنت هربت بدل النطفة العديد، وفق قولها.
وعن فيلم أميرة المسيء للأسرى، تشير إلى أن هذا الفيلم أساء بشكل كبير جدا لقضية الأسرى خاصة التشكيك في نسبهم، وجميع معلومات الفيلم مغلوطة وغير صحيحة، معبرة عن استغرابها الشديد من هذه الهجمة .
شروط قانونية
في السياق، يقول جمال فروانة رئيس منظمة أنصار الأسرى إن عدد أطفال النطف المهربة "سفراء الحرية" 101، موضحا أن هناك شروطا محددة لتهريب النطف، تعتمد على الأمور الدينية والوطنية والاجتماعية سواء في داخل السجون أو خارجها بمعنى أن يكون هناك شهود من داخل السجون وأيضا شهود خارج السجون ويجري تهريبها وهذا يدحض ما اثاره الفيلم المسيء لنضالات الأسرى.
ويتابع، كان من المفترض للمنتجين والممثلين أن يبحثوا عن بطولات وآلام ومعاناة الحركة الأسيرة ليتحدثوا عنها، مؤكدا أن تاريخ الحركة الأسيرة حافل بهذه المعاناة والآلام وحافل أيضا بالبطولات التي جسدتها الحركة الأسيرة على مدار تاريخها.
ونوه أن الكثير من الممثلين والمنتجين يبحثون عن الشهرة ولو حتى على حساب معاناة الناس وبطولاتهم وهم يبحثون عن الشهرة والمال وهذا ما جسده الفيلم هم أرادوا ورغم الدوس على معاناة الاسرى لايعينهم ذلك، يعنيهم الشهرة والمال وهذا ما لايتحقق لطالما هناك إرادة وضمير وطني وعربي ودولي سيحارب هذا الفيلم.
لا مجال للخطأ
من ناحيته، يؤكد عبد الله قنديل رئيس جمعية واعد للأسرى على أن ليس هناك أحرص من الأسير على أن تصل هذه النطفة في عملية معقدة بسلام، لكنها بالغة الدقة ولا يكون هناك مجال لأي خطأ هنا أوهناك، مضيفا "اعتقد بأن الحركة الأسيرة سطرت نجاحات تاريخية أمام هذا الاحتلال بكل ما أوتي من وسائل مراقبة و ما إلى ذلك."
ويضيف "اليوم هناك حرب شعواء تشن بحق الأسير الفلسطيني بألا ينتصر على آلة السطو الإسرائيلية وهناك إرادة واضحة من قبل الأسير الفلسطيني ليسطر انتصارا على السجان الإسرائيلي."
ويشدد على أن الاحتلال وسياق حربه أمام عملية النطف المهربة والتي أحرجته كثيرا يحاول ألا يعترف بشرعية أطفال النطف المهربة وعدم إصدار شهادات ميلاد لهم وهذا يدلل على المأزق الذي يقع فيه الاحتلال أمام إرادة الأسير الفلسطيني.
عمل هابط
فيما، ينوه يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية إلى أن فيلم أميرة هابط ويعتبر عملا مسيئا جدا لقضية ليست فقط حساسة بل مقدسة لدى الشعب الفلسطيني.
ويؤكد أن المساس بها وتشويهها وتزوير وتدنيس الحقائق وتضليل المجتمع في هذه الروايات الكاذبة وهي روايات احتلال، وكأننا نؤكد على التطبيع وندفع باتجاه تزوير الحقيقة، مطالبا بمقاطعة الفيلم ومعاقبة من شارك فيه، والمطلوب أيضا من القضاء الفلسطيني أن يقدمهم إلى محاكمات لانها قضية مقدسة.
(معا- فداء حلس)