ضد الأسد وأرفض الهجمات الصاروخية
نضال منصور
جو 24 : بعد أكثر من عامين على مسلسل القتل اليومي في سورية، استيقظت أميركا وأوروبا على ضرورة توجيه ضربة عسكرية محدودة لتأديب نظام بشار الأسد، وليس إسقاطه بعد اتهامه باستخدام "الكيماوي" في الغوطة.
ومنذ أيام ونحن أمام عملية ضخ معلوماتي وعلى الهواء مباشرة عن طبيعة الضربة العسكرية على سورية، وتكشف وسائل الإعلام عن الأهداف المتوقعة، وتؤكد أميركا بأنها عملية "محدودة" تستمر لأيام، ولن يكون فيها أي محاولات للتدخل المباشر في الأراضي السورية، بل ضربات من الجو، وفي الغالب صواريخ موجهة من نوع "كروز" و"توماهوك" تنطلق من البوارج الحربية المرابطة في البحر المتوسط.
إذن؛ الأيام القادمة ستشهد هذا التحرك العسكري الاستعراضي الأميركي أساساً، وتسانده فرنسا، وتراقبه بريطانيا بعد تصويت برلمانها على رفض التدخل العسكري. والغريب والطريف في القصة أن الغرب بقيادة أميركا كان يشيع ليل نهار أن يده مقيدة في سورية، وأنه لن يستطيع التدخل للحد ومنع المجازر التي ترتكب يومياً، وحجته كانت أنه لن يحصل على تفويض من مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي ـ الصيني.
وطوال أكثر من عامين كنا نشاهد مسلسل الأمم المتحدة ومراقبيها، واجتماعات جنيف والجامعة العربية، والمبعوث الأخضر الإبراهيمي، ودون سابق إنذار يصبح "الكيماوي" كفيلاً بالضرب وبعرض الحائط بـ"الفيتو" الروسي، وبغض النظر عن الغطاء الأممي، وتُقرع طبول الحرب، ويسقط النمر الروسي في صمت مطبق.
يتفرد الرئيس الأميركي أوباما بقرار حرب خاطفة لرد الاعتبار لخطوطه الحمراء، ولتأديب الأسد الذي لم يسمع كلامه بعدم استخدام "الكيماوي"، أما عمليات القتل اليومي بالطائرات والمدافع فلا اعتراض عليها، وتزايد أخطار الحرب الطائفية بعد التغاضي عن تمدد وجود الجماعات المتطرفة مثل النصرة والميليشيات التابعة لها، بل وتسهيل دخولها إلى الأراضي السورية، فهو باعتقادهم لا يشكل خطراً، ولا يعتبرونه سبباً كافياً للتدخل من أجل حماية الشعب السوري الذي يسقط ضحية، ولا بواكي له.
لا نؤيد حاكماً مستبداً مثل بشار الأسد، وبالتأكيد لن نقبل بحكم النصرة وميليشياتها، والمعارضة السورية بأطيافها المختلفة للأسف تزداد وهناً، ولم تغير على أرض الواقع ما يحدث، ولكننا رغم المعاش الصعب لن نهلل لهذه الضربات العسكرية، ولن نرحب بقصف المدن السورية بصواريخ "كروز"، فالخاسر الأول والأخير في هذه الضربات التكتيكية سورية وشعبها، أما نظام الأسد فإنه سيبقى، ولا أعتقد أنه سيذهب صاغراً إلى "جنيف 2"، ليقبل بالتخلي عن السلطة والرحيل.
دمشق والمدن السورية التي لا تبعد بعضها سوى كيلومترات محدودة عن الأراضي الأردنية، ستتعرض لهجمات صاروخية، وسنكتفي بالفرجة والترقب، وكل الكلام عن الاستعدادات لمواجهة أخطار الأسلحة الكيماوية مثير للضحك، فماذا فعلت حكومتنا لإنقاذنا من خطر كيماوي محتمل سوى تصريحات "فشنك"، وهو ما يذكرني بنفس المشهد الكوميدي أبان الحرب على العراق عام 1990، وانتظار الصواريخ العراقية الكيماوية والتي قد تحمل أيضاً رؤوساً نووية؟!.
الأردن لن يتدخل في الضربات العسكرية المقبلة ما لم يصبح هدفاً من نظام الأسد، وسنبقى نلعب دور الحياد في الأزمة، ونترقب إن كان النظام يستطيع الصمود والبقاء، أم أن المعارضة السورية قادرة على اقتناص حالة الإرباك خلال الهجمات الصاروخية للانقضاض على النظام والقضاء عليه، أو أن حالة لا غالب ولا مغلوب ستستمر لأشهر غير معلومة.
مثل الكثيرين في العالم العربي لا أستطيع أن أغمض عينيّ عن مجازر النظام، وبنفس الوقت دخول التنظيمات المتطرفة ترعبني قلقاً على مستقبل سورية، وأعارض تدخلاً عسكرياً استعراضياً يدمر سورية ليأتي المقاول الغربي لإعادة تعميرها، ولكني لا أعرف ماذا أقول لأهل سورية عن الحل لخلاصهم من عذابات القتل والتشريد؟!.
(الغد)
ومنذ أيام ونحن أمام عملية ضخ معلوماتي وعلى الهواء مباشرة عن طبيعة الضربة العسكرية على سورية، وتكشف وسائل الإعلام عن الأهداف المتوقعة، وتؤكد أميركا بأنها عملية "محدودة" تستمر لأيام، ولن يكون فيها أي محاولات للتدخل المباشر في الأراضي السورية، بل ضربات من الجو، وفي الغالب صواريخ موجهة من نوع "كروز" و"توماهوك" تنطلق من البوارج الحربية المرابطة في البحر المتوسط.
إذن؛ الأيام القادمة ستشهد هذا التحرك العسكري الاستعراضي الأميركي أساساً، وتسانده فرنسا، وتراقبه بريطانيا بعد تصويت برلمانها على رفض التدخل العسكري. والغريب والطريف في القصة أن الغرب بقيادة أميركا كان يشيع ليل نهار أن يده مقيدة في سورية، وأنه لن يستطيع التدخل للحد ومنع المجازر التي ترتكب يومياً، وحجته كانت أنه لن يحصل على تفويض من مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي ـ الصيني.
وطوال أكثر من عامين كنا نشاهد مسلسل الأمم المتحدة ومراقبيها، واجتماعات جنيف والجامعة العربية، والمبعوث الأخضر الإبراهيمي، ودون سابق إنذار يصبح "الكيماوي" كفيلاً بالضرب وبعرض الحائط بـ"الفيتو" الروسي، وبغض النظر عن الغطاء الأممي، وتُقرع طبول الحرب، ويسقط النمر الروسي في صمت مطبق.
يتفرد الرئيس الأميركي أوباما بقرار حرب خاطفة لرد الاعتبار لخطوطه الحمراء، ولتأديب الأسد الذي لم يسمع كلامه بعدم استخدام "الكيماوي"، أما عمليات القتل اليومي بالطائرات والمدافع فلا اعتراض عليها، وتزايد أخطار الحرب الطائفية بعد التغاضي عن تمدد وجود الجماعات المتطرفة مثل النصرة والميليشيات التابعة لها، بل وتسهيل دخولها إلى الأراضي السورية، فهو باعتقادهم لا يشكل خطراً، ولا يعتبرونه سبباً كافياً للتدخل من أجل حماية الشعب السوري الذي يسقط ضحية، ولا بواكي له.
لا نؤيد حاكماً مستبداً مثل بشار الأسد، وبالتأكيد لن نقبل بحكم النصرة وميليشياتها، والمعارضة السورية بأطيافها المختلفة للأسف تزداد وهناً، ولم تغير على أرض الواقع ما يحدث، ولكننا رغم المعاش الصعب لن نهلل لهذه الضربات العسكرية، ولن نرحب بقصف المدن السورية بصواريخ "كروز"، فالخاسر الأول والأخير في هذه الضربات التكتيكية سورية وشعبها، أما نظام الأسد فإنه سيبقى، ولا أعتقد أنه سيذهب صاغراً إلى "جنيف 2"، ليقبل بالتخلي عن السلطة والرحيل.
دمشق والمدن السورية التي لا تبعد بعضها سوى كيلومترات محدودة عن الأراضي الأردنية، ستتعرض لهجمات صاروخية، وسنكتفي بالفرجة والترقب، وكل الكلام عن الاستعدادات لمواجهة أخطار الأسلحة الكيماوية مثير للضحك، فماذا فعلت حكومتنا لإنقاذنا من خطر كيماوي محتمل سوى تصريحات "فشنك"، وهو ما يذكرني بنفس المشهد الكوميدي أبان الحرب على العراق عام 1990، وانتظار الصواريخ العراقية الكيماوية والتي قد تحمل أيضاً رؤوساً نووية؟!.
الأردن لن يتدخل في الضربات العسكرية المقبلة ما لم يصبح هدفاً من نظام الأسد، وسنبقى نلعب دور الحياد في الأزمة، ونترقب إن كان النظام يستطيع الصمود والبقاء، أم أن المعارضة السورية قادرة على اقتناص حالة الإرباك خلال الهجمات الصاروخية للانقضاض على النظام والقضاء عليه، أو أن حالة لا غالب ولا مغلوب ستستمر لأشهر غير معلومة.
مثل الكثيرين في العالم العربي لا أستطيع أن أغمض عينيّ عن مجازر النظام، وبنفس الوقت دخول التنظيمات المتطرفة ترعبني قلقاً على مستقبل سورية، وأعارض تدخلاً عسكرياً استعراضياً يدمر سورية ليأتي المقاول الغربي لإعادة تعميرها، ولكني لا أعرف ماذا أقول لأهل سورية عن الحل لخلاصهم من عذابات القتل والتشريد؟!.
(الغد)