كاراباللو ريستو: السياسيون في الغرب يهربون من القضايا الرئيسية بمناقشة الحجاب
أسعد العزوني- قال الباحث الزائر من أمريكا اللاتينية في المعهد الملكي للدراسات الدينية في العاصمة الأردنية، عمان البروفيسور خوان كاراباللو ريستو أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر /أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية ،شكلت صدمة كبرى للعالم سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا وإعلاميا ،وبالتالي فإن ذلك إنعكس على الجميع خوفا وهلعا من المصير خاصة وأن هناك طائرات جرى تفجيرها وإحتجازها في الجو.
وأضاف أن الغرب وبدون تمحيص وقبل أن تلتقط أمريكا أنفاسها وجهوا اللوم والإتهام إلى الجماعات الدينية الإسلامية التي فشلت في تحقيق الإندماج في الغرب،وكانت التهمة جاهزة لتنظيم القاعدة.
وردا على سؤال حول تجسير الهوة بين الغرب والمسلمين قال ريستو أن الطريقة المثلى للوصول إلى الهدف المنشود هي اللجوء إلى الحوار الهادف البناء هي الإتفاق على تعريف محدد للأصولية ووضعها في إطارها لصحيح والنظر إليها كعامل بناء لا حركة تخريب،وعدم تعميم الإتهامات على جميع المسلمين بأنهم قتلة وإرهابيين .
وطالب الباحث الزائر بالبدء الفوري بالحوار الموضوعي الهادف البعيد عن الإتهامية والرغبة في التفجير ،وتحديد الجماعات الإسلامية الأصوليه وفهماها ودراستها قبل الجلوس معها وأن يتم التركيز على الإيجابيات والإبتعاد عن السلبيات قدر الإمكان،لافتا إلى وجود قلق في الغرب بسبب الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين الأمر الذي يلحق الضرر بهم ،لأن التعميم لا يجوز.
وقال أن النقاش يجب أن يكون موضوعيا وهادفا وهادئا،لأن قادة هذه الحركات ليست غبية أو جاهلة أو معقدة بل هم متنورون ومثقفون واعدون ولديهم إتجاهات فكرية متعددة ،شأنها شأن الغرب .
وفي معرض رده على سؤال حول واقع حجاب المرأة المسلمة في الغرب ،ولماذا يثورون في وجهها أجاب أن الغربيين عندما يرون إمراة مسلمة في شوارعهم يشعرون بالدهشة إلى حد الصدمة بسبب لباسها ،وإختلافها عن غيرها .مبينا أن المرأة المحجبة تحمل رمز دينها، بمعنى أن الحجاب بات رمزا للمرأة المسلمة،وبالتالي أصبحت رمزا للحوار.
وأوضح البروفيسور ريستو أن هناك حوارا سياسيا حول الحجاب في كل من فرنسا وبلجيكا وأسبانيا وجرى إعتبار ذلك قضية سياسيا ،منوها أن هناك دولا غربية تحظر على المرأة وضع "البوركا"الفغانية على رأسها .
وبين أيضا أن المرأة المسلمة المحجبة في الغرب أصبحت منبوذة ،وأن مجالس المدن الأسبانية تمنع البوركا الأفغانية رغم عدم وجودها أصلا،مشددا على أن السياسيين في الغرب يهربون من مناقشة القضايا الرئيسية مثل الإقتصاد والتعليم والأسرة التي تمثل القضايا الرئيسية للمجتمع وإنشغلوا بمناقشة الحجاب والبوركا .كما إتهم الإعلام الغربي بأنه يركز على البوركا تاركا القضايا الرئيسية.
وبخصوص إرتداء الراهبات المسيحيات في الكنائس غطاء الشعر دون إعتراض من أحد أوضح ريستو أن الراهبة المسيحية تنتمي للأكثرية المسيحية في البلاد وبالتالي فإن أحدا لا يعترض عليهن كما يحصل مع المرأة المسلمة المحجبة التي تنتمي إلى الأقلية المسلمة ،علما أن الخلاف الدائر ليس بسبب الحجاب بل لصورتها النمطية ورمزها الإجتماعي ،لافتا أن البعض في الغرب ينظر إلى المرأة المسلمة المحجبة على انها مقيدة وجاهلة وضعيفة.
وقال البروفيسور ريستو أن الحجاب في الغرب هذه الأيام أصبح رمزا للأصولية ،وبالتالي فإن بعض أرباب العمل لا يقومون بتوظيف المرأة المحجبة،وينظرون إلى المرأة المسلمة التي تخلع الحجاب أو لا ترتديه أساسا على أنها متحررة ويمكن توظيفها.
وأضاف أن السلفية تعد جزءا من الأصولية الإسلامية وأن هناك نوعا من الغلو والتطرف،مشيرا إلى ان هذه الكلمة اصبحت دارجة في الغرب وأن بعضهم يحاولون التحدث مع الإعلام.
وبين أيضا أن السلفية موجودة وبكثافة في الأردن ،وأن جمعية الكتاب والسنة هي عنوانها ،موضحا أنها لا تتدخل بالسياسة ،وأن القرآن والسنة هما الأساس وينادون دوما بالإصلاح والتجديد ويرغبون بتجديد المجتمع الإسلامي،لافتا إلى أن الغرب ينظر إليهم على أنهم متخلفين ويتمنون لهم الإنهيار لأنهم يرون فيهم الجهاد والأصولية كما أن الغربيين ينظرون إلى رجل الدين المسلم" الشيخ"بالإرتياب ويصفون لحيته الطويلة ب"المكنسة "، معللا ذلك بأن الغرب لم يتوصل بعد للفهم الحقيقي للإسلام ويركز على فهمه للقاعدة بمعنى أنه ينظر إلى الإسلام من خلال رؤيته لتنظيم القاعدة،مطالبا الغرب بالإستماع للمسلمين قبل إصدار الحكم عليهم .