مثل الإنفلوانزا.. هل يصبح كورونا مرضا متوطنا؟
جو 24 :
تعتقد منظمة الصحة العالمية أن متحور أوميكرون "في طريقه إلى إصابة أكثر من نصف الأوروبيين"، مضيفة أنه "لا ينبغي أن ينظر إلى كورونا بعد على أنه مرض متوطن شبيه بالإنفلونزا."
وقال مدير المنظمة في أوروبا، هانز كلوج، في مؤتمر صحفي إن القارة شهدت أكثر من 7 ملايين حالة إصابة بالمتحور تم الإبلاغ عنها في الأسبوع الأول من عام 2022، أي أكثر من الضعف بالمقارنة بالأسبوعين السابقين.
وقال كلوج في إشارة إلى أبحاث أجراها مركز في جامعة واشنطن "بهذا المعدل، يتوقع معهد القياسات الصحية والتقييم أن أكثر من 50 بالمئة من سكان القارة سيصابون بأوميكرون في الأسابيع الستة إلى الثمانية المقبلة".
وقال كلوج ان 50 من بين 53 دولة في أوروبا وآسيا الوسطى سجلت حالات من هذا المتحور شديد العدوى.
ومع ذلك، تظهر أدلة على أن أوميكرون يؤثر على الجهاز التنفسي العلوي أكثر من الرئتين، مما يسبب أعراضا أكثر اعتدالا من المتغيرات السابقة.
إلا أن منظمة الصحة العالمية حذرت من أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
والاثنين، قال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إنه قد يكون حان الوقت لتغيير الطريقة التي يتم بها تعقب مرضى كورونا، والتفكير في طريقة مماثلة للإنفلونزا بدلا من ذلك، بسبب عدد الوفيات المنخفض.
ويعني هذا ضمنا معاملة الفيروس على أنه مرض متوطن، وليس وباء، أي أنه لن يتم تسجيل كل حالة ولن تجرى اختبارات لجميع الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض.
لكن منظمة الصحة العالمية، على لسان مسؤولة الطوارئ فيها، كاثرين سمولوود، تقول إن التوطن يتطلب انتقالا مستقرا ويمكن التنبؤ به.
وأضافت "لا يزال لدينا قدر كبير من عدم اليقين، والفيروس يتطور بسرعة كبيرة، ويفرض تحديات جديدة. نحن بالتأكيد لسنا في النقطة التي يمكننا أن نسميها مستوطنة".
وأضافت "قد يصبح هذا المرض متوطنا في الوقت المناسب، ولكن تثبيت ذلك أمر صعب بعض الشيء في هذه المرحلة".
ولا تزال اللقاحات المعتمدة حاليا توفر حماية جيدة من الإصابة الشديدة وخطر الوفاة، ولكن بسبب الحجم غير المسبوق لانتقال العدوى، يشهد العالم ارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات، مما يشكل تحديا للنظم الصحية وتقديم الخدمات في العديد من البلدان.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في منظمة الصحة العالمية قولهم إن هناك "قلقا عميقا من أنه مع تحرك المتغير شرقا، فإن العالم لم يشهد بعد التأثير الكامل في البلدان التي تنخفض فيها مستويات الإقبال على التطعيم".
وحذرت منظمة الصحة من علاج الفيروس مثل الإنفلونزا الموسمية، لأن الكثير من خواص أوميكرون لا تزال غير معروفة.
وفيما كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت لعدة أشهر من أن الجرعات المعززة يمكن أن تزيد من تفاقم عدم المساواة في اللقاحات في جميع أنحاء العالم، قال مسؤولوها، الثلاثاء، إن تلك الجرعات ستلعب دورا أساسيا في حماية الأشخاص الأكثر ضعفا من الإصابات الحادة.
ومنذ اكتشاف أوميكرون لأول مرة في أواخر نوفمبر، انتشر في جميع أنحاء الكوكب بوتيرة لم يسبق لها مثيل خلال عامين من الوباء.
وحذر تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز من أن المتحور أوميكرون "يتوعد بالتسبب في اضطراب مجتمعي في جميع أنحاء القارة".
وأضافت نقلا عن خبراء الصحة أن "أعداد المصابين ستكون مرتفعة للغاية في العديد من الأماكن لدرجة أن المدارس في العديد من البلدان لن تتمكن من إبقاء جميع الفصول مفتوحة" بسبب المرض ونقص الموظفين.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن معدل دخول المستشفيات للأشخاص غير المطعمين فى الموجة الأخيرة "أعلى بستة أضعاف من معدل الاستشفاء بالنسبة لمن تم تطعيمهم بالكامل".
وفي فرنسا، تسبب انتشار المرض بإلغاء 10452 فصلا دراسيا الاثنين.
قال رئيس الوزراء، جان كاستكس، إنه في المستقبل سيسمح لتلاميذ المدارس فى البلاد بالقيام باختبارات ذاتية بدلا من اختبارات بي سي آر الحالية، إذا ثبتت إصابة أحد في للحفاظ على سير نظام التعليم.
وقال كاستيكس "إذا أغلقنا الفصول بمجرد أن تكون هناك حالة واحدة، مع الأخذ في الاعتبار متحور أوميكرون، فإن جميع المدارس الفرنسية ستغلق في غضون أيام".
الحرة