احزاب الانابيب لا تعمر طويلا
د. محمد تركي بني سلامة
جو 24 :
ميلاد حزبي سياسي جديد في البلاد ، بهذه المواصفات ، هل يمكننا اعتباره عرسا ديمقراطيا كما يحلو لهم ان يقولوا ، ام انه مأتم ديمقراطي ومناسبة لننعى الحياة الحزبية في بلادنا ؟!
ما نريد ان نقوله هنا ان الدولة العميقة تدشن مرحلة جديدة من الاستبداد عنوانها الانتقال من هندسة الانتخابات وتزوير ارادة الشعب إلى هندسة الاحزاب السياسية واختطاف التجربة الديمقراطية ، لم يبقَ شئ في الحياة المدنية والسياسية من الأحزاب إلى البرلمان إلى الإعلام الى اخر قائمة مؤسسات الدولة، الا وتم افساده وتعهيره ، فالديمقراطية المزيفة أسوأ انواع الاستبداد.
الحزب الذي يولد ويضم عشرات الوزراء السابقين والاعيان والنواب، لا ينقصه الا ان يتم الإعلان عنه من الديوان او السفارة او الدائرة ويضم بعض أصحاب الدولة من رؤساء الوزارات السابقين وغيرهم من أركان السلطة المتوحشة ، يكشف بوضوح عن آفاق ومظاهر وابعاد المرحلة القادمة بعد التعديلات الدستورية، واي نوع من تحديث واصلاح للمنظومة السياسية الهشة ،سيتم في قادم الأيام.
لكن اثبتت الأحداث ان تجارب أحزاب الانابيب السابقة لم تعمر طويلا ومصيرها الزوال، الشعب الاردني المكبل بقيود الفقر والقهر والهوان لن يقبل باحزاب ولدت ميتة ، ولا وظيفة لها سوى الكذب والخداع والتضليل والنفاق والمتاجرة بدماء ودموع الشعب وبيعه اوهام الإصلاح واكاذيب الديمقراطية ، فالفجوة كبيرة بين جماهير الشعب المؤمن بالحرية والديمقراطية ومكافحة جادة لكل انواع الفساد واستعادة الثروات المنهوبة، وتغيير الواقع المر الذي يعيشه إلى الأفضل ، وبين من يسعى لركوب موجة الاحزاب للدفاع عن مكاسبه او الحصول على المزيد .
اخيرا نقترح على الجهات التي هندسة انشاء هذا الحزب ضرورة هندسة حزب اخر موازي وبذلك يكون لدينا حزبين كبيرين يتداولان السلطة في مرحلة الحكومة البرلمانية أسوة بالدول الديمقراطية التي يسود فيها نظام الحزبيين مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك نحسن من صورة الديكور للحياة السياسية في البلاد.