"أمن الدولة".. خطأ في ترجمة توجيهات الملك أم تفاقم اضطراب السياسة الفصاميّة ؟!
تامر خرمه- اعتقلت الأجهزة الأمنيّة فجر الثلاثاء الناشط معين الحراسيس، قبل تحويله إلى محكمة أمن الدولة التي تملك الكثير من التهم الجاهزة والمعلّبة، من تهمة "إطالة اللسان" إلى "التجمهر غير المشروع" وحتّى "تقويض نظام الحكم".
يبدو أن هناك من يعارض بشكل واضح التوجيهات الملكيّة بتعديل قانون "أمن الدولة"، أو لكيّ لا "نظلم" أحدا يمكن القول أن هناك "خطأ" في ترجمة توجيهات الملك !!
"أخطاء الترجمة" بدأت منذ اللّحظة الأولى التي تباهى فيها رئيس الوزراء د. عبدالله النسور بصدور التوجيهات الملكيّة بتعديل قانون محكمة أمن الدولة، حيث ما لبث النسور أن أعلن عن هذه "الخطوة الجريئة" حتى قامت الأجهزة الأمنيّة في إربد باعتقال طالب جامعي وتحويله إلى "أمن الدولة" بتهمة "تقويض نظام الحكم".
ترى من هو صاحب هذه القرارات الأمنيّة الذي لا يتقن التحدّث بلغة الملك ؟ فلا يوجد أيّ مبرّر لمثل هذه الاعتقالات سوى بأن الأجهزة لا تعرف "الترجمة"، أو أن حالة الفصام بلغت أقصى درجاتها في مطابخ صنع القرار، بعد أن كان الأمر يقتصر على اضطراب السياسة الفصاميّة، وأعراض الذهان الرسمي، التي لم تكن تظهر إلا خلال الاعتصامات.
أمّا اليوم فقد وصل الأمر إلى أقصى درجات الشيزوفرينيا التي تستوجب علاجاً جذريّاً، كاستئصال الغدّة العرفيّة مثلاً، أو العلاج بـ "الصدمة المدنيّة".
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، إذا كان معين الحراسيس، أو محمود العابدي، أو مؤيد الغوادرة، أو هشام الحيصة، أو ثابت عساف، أو طارق خضر، أو باسم الروابدة، قاموا بأية مخالفة قانونيّة، فلماذا لا يتم تحويلهم إلى القضاء المدني ؟ هل "أرهبوا" الدولة عندما عبّروا عن رأيهم وطالبوا بالإصلاح واجتثاث الفساد ؟! وهل "خدّروا" الشعب عندما هتفوا بكلمة حريّة ؟! أم هل "خانوا" الوطن والشعب عندما عبّروا عن عشقهم لتراب الأردن ؟!
من الواضح أن "المترجم" العتيد في المركز الأمني يجهل كافّة اللّغات، وسطر "الترجمة" الوحيد الذي يتقنه هو الاعتقال السياسي، ليعبّر تماما عن ذهان السلطة الزوري، واضطراب القلق الذي يصيبها بنوبات ذعر دوريّة، تنتابها فجأة دون أيّ مبرّر أو ميعاد !!