المتطوعون ينقذون الموقف..

خاص - لا يمكن لأحد أن يُنكر الجهود التي تبذلها بعض الجهات الرسمية في الميدان، وفي مقدمة ذلك الجهود التي تبذلها مديرية الأمن العام، فهناك عمل مضنِ لفتح الطرقات وانقاذ العالقين واسعاف المرضى والمصابين وغيرها من الخدمات التي يقدمها بعض منتسبي الأمن بشكل فردي أيضا.. إلا أن الجهود ومهما كانت مضنية، فإنها تبقى ناقصة وتحتاج إلى سند وتعاون مجتمعي.

وكما أن الواجب يحتّم علينا انتقاد المظاهر المجتمعية السلبية، فإن الواجب علينا أيضا أن نسلّط الضوء على المظاهر الايجابية الكثيرة، فالشعب الأردني معدنه أصيل يظهر دائما في الملمّات، وهذا ما اعتدناه في مختلف الأزمات التي مرّت بها البلاد.

في العاصفة الثلجية التي عمّت الأردن خلال الساعات الماضية، نشطت بعض الفرق التي يملك أعضاؤها مركبات قادرة على السير في الثلوج، حاملين على عاتقهم مسؤولية تقديم العون لكلّ شخص يحتاج إلى مساعدة، سواء بالانتقال من مكان إلى آخر أو تأمين بعض الاحتياجات الأساسية للمنزل وغيرها.

من تلك الفرق، برز نشاط فريق "رويال سينتر - Royal Car Care Center" وقد رصدت الاردن24 أعضاء من هذا الفريق ينتشرون في الشوارع، يوقفون كلّ من شعروا بحاجته للمساعدة، يسألونه فيما إذا كان بإمكانهم تقديم العون له، ويفعلون ما تمليه عليهم ضمائرهم.. وفي إحدى الحالات كان أحد المواطنين قد وصل الدوار الثامن قادما من الجبيهة سيرا على الأقدم للوصول إلى مقرّ عمله، فيما لم تحفل به كلّ المركبات التي تتبع جهات رسمية (أمنية وغير أمنية)، حتى صادفه أحد أعضاء الفريق على الدوار الثامن وسأله عن سبب خروجه فجرا وفي هذه الأجواء، وإن كان بحاجة إلى مساعدة، فما كان إلا أن ساعده بالوصول إلى مقرّ عمله قرب الدوار الخامس.

أعضاء فريق "رويال سينتر" نشروا أسماء وأرقام هواتفهم الشخصية، داعين جميع المواطنين إلى عدم التردد -في حال واجهتهم أي مشكلة- بالاتصال فورا على أرقام الأعضاء في المناطق التي يتواجدون بها..

إلى جانب فريق "رويال"، هناك العديد من الفرق الأهلية التي تنشط بمركباتها المؤهلة، وآخرون لا يترددون بتقديم الخدمة حتى سيرا على الأقدام، يكرّسون وقتهم وجهدهم ومالهم ومركباتهم لخدمة شريكهم وأخيهم المواطن، يفعلون ذلك دونما انتظار شكر أو مقابل، لا يبتغون إلا رضا الله وراحة المواطن.. فلهم كلّ الشكر والتقدير والتحية.