اختبار جديد تفشل به الحكومة.. خراب يعتري المنظومة برمّتها!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية -
في الأنباء، أن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة قام بجولة تفقدية، الخميس، شملت غرف العمليات الرئيسة في وزارة الداخلية، ومديرية الدفاع المدني، ووزارة الأشغال العامة والإسكان، ومركز طوارئ أمانة عمان الكبرى، حيث أكد أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك بين مختلف الفرق العاملة في الميدان من الوزارات والأجهزة والمؤسسات المختلفة، لإدامة عمل المرافق وفتح الطُّرق، وخدمة المواطنين وتوفير جميع متطلباتهم..
الرئيس الخصاونة، زعم خلال جولته أن جميع المؤسسات الحكومية والأهلية عملت بتكاملية وكفاءة عالية، متجاهلا بذلك مئات الشكاوى المتعلقة إما بانقطاع التيار الكهربائي أو عدم تمكن المواطنين من تأمين وسائل التدفئة لهم ولأطفالهم، فيما كانت الحجة الدائمة لدى شركة الكهرباء الأردنية وموزعي الغاز عدم فتح الطرقات الداخلية التي تؤدي إلى منازل المواطنين أو أماكن الأعطال.
الواقع أن هذه العاصفة الثلجية البسيطة كشفت هشاشة الاستعدادات الرسمية وعدم جدوى غرف العمليات المشتركة، كما أثارت تساؤلات عديدة حول دور المركز الوطني للأمن وادارة الأزمات، فالأصل أن يكون العمل أكثر تناسقا وفاعلية، وأن لا تظلّ المؤسسات الرسمية وشركات الخدمات الرئيسة تعمل وكأنها جزر معزولة!
من غير المقبول في دولة تحتفي بمئويتها الثانية، ولديها غرف عمليات وغرف عمليات مشتركة، أن نرى وضعا كما رصدناه في الاردن24؛ شكاوى من مختلف أنحاء المملكة وتحديدا العاصمة عمان حول اغلاق الطرق لساعات طويلة وعدم تمكّن المواطنين من الوصول إلى أعمالهم، انقطاعات طويلة ومتكررة للتيار الكهربائي، دون أي استجابة من شركة الكهرباء الأردنية، ومقسم شكاوى الكهرباء قد فصل من كثرة الاتصالات!
حالات يندى لها الجبين وردتنا وبالتأكيد حاول أصحابها ايصال شكواهم للجهات المعنية دون فائدة؛ كبار سنّ لا يملكون وسائل تدفئة، طلبة جامعات تقطعت بهم السبل في عمان، عائلات اضطرت لاشعال فحم داخل المنازل لتدفئة أبنائهم، منازل بلا كهرباء منذ نحو (20) ساعة! كيف يمكن أن يقبل أحدنا أن دولتنا في مئويتها الثانية مازالت عاجزة عن اعادة التيار لمنازل في وسط العاصمة منذ (20) ساعة؟!
وبينما تمسّكت الشركة بحجة اغلاق الطرقات وعدم قدرتها على الوصول إلى أماكن الأعطال نتيجة عدم قيام أمانة عمان وغيرها من الجهات المعنية بفتح الطرقات، جاء الردّ من الأمانة بأنها تقوم بفتح الطرقات وأن شركة الكهرباء تملك أصلا آليات قادرة على التحرّك في مثل هذه الأجواء! هل هذا هو التنسيق والتعاون الذي يتحدث عنه الرئيس الخصاونة؟!
وبعيدا عن حجة كلا الطرفين -الشركة والأمانة- يبقى الأهمّ في المعادلة أن المواطن يقضي الساعات الأشدّ برودة في هذا الشتاء دون تدفئة أو إنارة جراء ضعف وسوء التنسيق بين الجهات المختلفة! رغم أن الحالة الجويّة لم تكن مفاجئة على الاطلاق، بل إنها كانت محددة بالساعة والدقيقة من قبل ادارة الأرصاد الجوية ومراكز الرصد الأخرى!
هذه الحكومة، برئيسها وكلّ أعضائها، يتحمّلون مسؤولية ما يعانيه المواطن الأردني من انقطاع في الخدمات الرئيسة، والمراقب يعي جيّدا أن التعامل مع هذه العاصفة الثلجية هو الأسوأ على الاطلاق، ولا عذر لهم في هذا، فنحن لسنا أمام أمطار غزيرة يمكن الاختباء فيها وراء "تقلّبات المناخ" أو "حجم قطرة الماء" أو "طبوغرافية عمان"، نحن أمام ثلوج اعتيادية تحتاج كاسحات وجرافات متوفّرة، ولا ينقصها غير حسن الادارة والتنسيق الفعال..
هذا اختبار جديد ترسب فيه حكومة الخصاونة.. وترسب فيه مؤسسات الدولة وتتكشف عيوبها وعوارها وعجز اداراتها..