الأرض والتربة والمناخ وزراعة الأشجار
اللواء المتقاعد عبد السلام الحسنات
جو 24 :
منذ قدم التاريخ اهتم الإنسان بزراعة الأشجار وخاصة الحرجية منها حيث أنها مصدر هام للتنوع البيئي من حيوانات ( برية وطيور وحشرات مثل النحل) . واستخدام أخشاب الأشجار الجافة في بناء المساكن أو في استخداماتها المختلفة من طهي وتدفئة والاستفادة منها في الحفاظ على التربة من الانجر
وفوائد الأحراش لا تعد ، كما إنها مصدر رئيسي لمعاجلة الانحباس الحراري باستهلاكها لثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأوكسجين . وان نسبة مساحة الأحراش في الأردن لا تتعدى ١،1 % . من المساحة الكلية وهذا يعتبر محدودا جدا .
فالمناطق التي فيها أحراش , مثل مرتفعات، أم قيس ، ومرتفعات عجلون ، ومرتفعات السلط ، والطفيلة والشوبك ، عادة تساعد على هطول الامطارعليها .
وفي المناطق القريبة منها لذا الاهتمام بهذه الأحراش وتسمينها وزيادة رقعة المنطقة الحرجية سيكون لها اثر كبير على زيادة معدل الهطول المطري على الأردن . كما سيزيد من التنوع البيئي للحيوانات البرية والطيور.
وان وجود سدود ترابية على هذه المرتفعات , ستكون عامل مهم للنباتات والحيوانات والطيور، ويمكن أن تكون عامل مهم في تشجيع السياحة البيئية داخليا والسياحة من خارج الأردن دوليا وإقليميا .
ويكثر في الأردن زراعة الأشجار المثمرة , كشجر الزيتون وأشجار الحمضيات واللوزيات والتين والتوت والعنب والتفاح , ولها اثر اقتصادي على السكان والدولة . ولكن يمكن مضاعفة أعدادها لتصبح أكثر إنتاجية .
كما أن زراعة الخضراوات، في غور الأردن والمرتفعات الشرقية ، وسهول حوران في مناطق اربد والرمثا وفي سهول مادبا والكرك والطفيلة ، وجزء من المناطق الصحراوية بالمحاصيل الزراعية الموسمية ( الحبوب والخضروات ) يكون دخلها المادي ما يقارب 34 مليار دينار سنويا . كما يعمل بها أعداد كبيرة من الأيدي العاملة . ولقد تم إنشاء بعض المصانع الزراعية كمصانع رب البندورة والمخللات بأنواعها والتجفيف.
ولكن من العوامل المضرة هو استخدام البيوت الدافئة البلاستيكية . مما يؤثر على ارتفاع درجة الحرارة . كما أن أساليب الري تحتاج تطوير لاستهلاك الحد الأدنى من مياه الري .
ويمكن تقسيم المناخ في الأردن، إلى: منطقة غور الأردن حار صيفا ،ودافئ شتاءًا. والمرتفعات الشرقية، صالحة لزراعة الأحراش وتكثيفها والطقس معتدل صيفا وبارد شتاءا،والسهول وحتى خط سكة الحديد الحجاز شبه جافة. وشرق سكة الحديد صحراوية ولكن حال توفر الماء فهي صالحة لكافة أنواع الزراعة. وهناك أراضي صالحة لزراعة أشجار النخيل.
والمناطق الجبلية الصخرية تزرع بتوفر المياه وتوفر المعدات الزراعية المناسبة والاستفادة ، منها في بناء القرى والتجمعات السكانية وكذلك إنشاء محطات الطاقة الشمسية.
أما التغير المناخي الناتج عن الانحباس الحراري الذي يزيد من ارتفاع درجة حرارة الأرض , ويؤثر على الطقس ، ويزيد الكوارث الطبيعية ، من حيث تشكل الأعاصير والأمطار والفيضانات والثلوج , الجفاف والتصحر . وذوبان ثلوج القطب الشمالي والقطب الجنوبي وارتفاع سطح المياه وغير ذلك في نقصان المساحات اليابسة التي تؤثر على الزراعة والسكن .
فالانحباس الحراري يؤثر على صحة الإنسان وكذلك على موارده الغذائية مما يزيد من المعاناة الاجتماعية والأمراض ونقص الغذاء، كما يؤثر بشكل رئيسي على البيئة سواء كانت حيوانية أو نباتية أو حشرات ، وهذا يؤثر في النهاية على نوعية حياة الإنسان وتقدمه الصحي والعلمي والاجتماعي .
واهم مسببات الانحباس الحراري هو غاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي للأرض . وينتج هذا عن التلوث البيئي الناتج عن استهلاك الوقود الاحفوري، بترول، الفحم الحجري، حرائق الغابات وقطع الأشجار والزراعة في البيوت البلاستيكية وتربية الماشية . وهي كلها أمور تزيد من درجة الحرارة وهناك أمور كثيرة يمكن التعامل معها ، وتقليل تأثيرها على البيئة بمجملها وتحسين حالة الكوكب. لتصبح أكثر ملائمة للتوازن البيئي وحياة الإنسان
وتحسين مستواها للأفضل.
وان زراعة الأحراش والاهتمام بها ، واستخدام الطاقة البديلة ، كالطاقة الشمسية والرياح والمياه والطاقة الكهربائية الذرية وبدون استخدام البترول ومشتقاته والفحم الحجري عوامل مهمة في التخفيف من أسباب الانحباس الحراري وتحسين البيئة محليا وإقليميا وعالميا.
وتعتبر الأشجار المقاومة للجفاف والملوحة هي أكثر الأشجار الملائمة للبيئة الأردنية خاصة المناطق الصحراوية ، وشبه الصحراوية , يوجد نبات ألغاف في دول الخليج خاصة ، دولة قطر والإمارات والسعودية .
كذلك الأشجار المحلية في البيئة الصحراوية كأشجار الغضا والرتم والطرفة ، كلها تساعد على حفظ التنوع البيئي ، وهي من أشجار الصحراء الأردنية ويمكن استنباتها وزراعتها ضمن المستنبتات الزراعية الأردنية.
والاشجار التالية يمكن زراعتها في المرتفعات الأردنية،كالبلوط، البطم، العرعر، الزعرور، الحلفا، السدر، السمر، الخروب، القبقب، الحور، الزان، الجوز، الصفصاف، الكينا، السرو، والصنوبر ، وهذه الأشجار كثيرة التنوع ، وكثير منها يقاوم الجفاف وبعض هذه الأشجار منذ احتلال الرمان لهذه المنطقة .
وتحتاج هذه الأشجار إلى ري عدة مرات في الصيف ، حتى تتمكن الجذور من النمو وتحتاج إلى حراسة، لمنع مربي المواشي من الرعي فيها ومن ثم أكل الغراس لهذا فهي تحتاج إلى حراسة وتسييج وهذا يخلق وظائف كثيرة.
ويمكن استصلاح أراضي كثيرة لزراعة الخضراوات والحبوب والفواكه. ضمن المناطق الصحراوية وبالأخص زراعة النخيل في المناطق التي فيها ملوحة أو حتى مياه مالحة نسبيا.
ونحتاج إلى معدات زراعية كافيه من الآليات والآلات ومعدات أساليب الري الحديثة , والري مهم في الصيف في السنوات الأولى من الزراعة الحرجية , حتى نمو الجذور ووصلوها إلى المنطقة الرطبة من التربة , والحصول على ما تحتاج من الغذاء.
كما أن الخبرات الزراعية ، ممثلة بالمهندسين الزراعيين والفنيين الزراعيين من داخل أو خارج الوطن موجودة .
كما يوجد في كل من دول الجوار يقضه حول الاهتمام بالبيئة , كما هو في كافة أنحاء العالم , ويمكن الاستفادة من الخبرات المتنوعة من الدول العربية والغربية لتغيير المناخ ، وخفض درجة الحرارة وتقليل الانحباس الحراري.
وهنالك الكثير مما يجب المحافظة عليه ، وخاصة في فصل الصيف من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية والعمل على توعية المواطنين بأهمية المحافظة على البيئة والشجرة والمياه والهواء من التلوث.
إن ملوثات البيئة في الأردن ، كثيرة وتحتاج من كل مواطن يعيش على هذه الأرض ، أن يساهم بشكل فاعل في الحفاظ عليها من اجل الأجيال القادمة . كما أنه على مؤسسات الدولة سن القوانين والأنظمة للحفاظ على بيئة نظيفة .
وتاليا ظواهر يومية تزيد من ممارسات خاطئة تزيد من معانات البيئة وبؤسها ومنها الامتناع عن رمي القمامة , ووضعها في الأماكن المخصصة لها.وعدم سكب الزيوت العادمه ووضعها في المخصص لها تمهيدا للتخلص منها بالطرق السليمة، وغسيل السيارات في الأماكن المخصصة لها . وعدم رمي أعقاب السجائر في الشوارع والأحراش. وعدم تلويث المياه ،وتلويث الهواء، وإشعال النيران في الغابات. والتقيد بالتعليمات الصادرة عن مؤسسات الدولة ، بما يخص البيئة.
مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى السابق