تعثر دبلوماسي وتصعيد متبادل: بايدن يحذر من حرب عالمية.. وبلينكن يتوقع غزوا روسيّا لأوكرانيا
جو 24 :
طالب الرئيس الأميركي جو بايدن مواطنيه في أوكرانيا بالمغادرة، محذرا من حرب عالمية قد تنشب في أي لحظة "إن بدأ الروس والأميركيون إطلاق النار على بعضهم"، في حين قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يقع في أي وقت.
وقال بايدن إن الأمور قد تتدهور بسرعة في أوكرانيا عند اندلاع الحرب، وإن على المواطنين الأميركيين مغادرتها في الوقت الحالي.
وأضاف -في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" (NBC)- أنه لن يرسل قوات إلى أوكرانيا لإجلاء الرعايا الأميركيين إذا وقع غزو روسي.
ونفى بايدن وجود أي سيناريو للإقدام على تلك الخطوة، قائلا إنه عندما يبدأ الأميركيون والروس إطلاق النار على بعضهم، فإن الأمر سيكون حربا عالمية.
تصريحات بلينكن
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن روسيا أرسلت مزيدا من القوات إلى حدودها مع أوكرانيا، وإنها قد تغزو جارتها في أي وقت بما في ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية القائمة حاليا في بكين.
وأضاف أن واشنطن تواصل "خفض" عدد الموظفين في سفارتها في أوكرانيا، وكرر دعوة وزارة الخارجية للمواطنين الأميركيين في أوكرانيا لمغادرة البلاد على الفور.
وفي اجتماع مع نظرائه من تحالف "الحوار الأمني الرباعي" الأسترالي والهندي والياباني (كواد) في ملبورن، قال بلينكن "ببساطة، ما زلنا نرى مؤشرات مقلقة جدا على تصعيد روسي، بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية".
وتابع قائلا "كما قلنا من قبل، نحن في مرحلة يمكن أن يبدأ فيها الغزو في أي وقت، ولكي نكون واضحين، فإن ذلك يشمل فترة الأولمبياد".
تحذيرات سابقة
وكانت الخارجية الأميركية حذرت رعاياها الأميركيين من السفر إلى أوكرانيا وفق المستوى الرابع، وهو الأعلى؛ بسبب المخاوف المتزايدة من عمل عسكري من قبل روسيا.
كما طالب بيان للخارجية الأميركية أولئك الموجودين في أوكرانيا بالمغادرة فورا عبر الوسائل التجارية أو الخاصة.
وأوصت الوزارة في الوقت نفسه أولئك الذي يفضلون البقاء في أوكرانيا بالحرص وتوخي الحذر الشديد بسبب العمليات القتالية المحتملة إذا قامت روسيا بعمل عسكري.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي إن روسيا تشكل خطرا على أوكرانيا، وهي التي تستمر في تهديدها من خلال نشر قواتها على الحدود.
وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف كيربي أن أي غزو روسي لأوكرانيا ستكون له تداعيات اقتصادية قاسية.
حراك دبلوماسي
وعلى وقع هذه التطورات، تنعقد اليوم الجمعة محادثات في موسكو بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره البريطاني بن والاس لبحث تطورات الأزمة.
وفي بروكسل، تشارك سفيرة الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) والسفير لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مناقشة كيفية الاستجابة للأزمة الأمنية في أوروبا.
وفي وقت سابق، قالت روسيا وأوكرانيا إنهما أخفقتا في تحقيق أي انفراجة بعد يوم من المحادثات في برلين بين أطراف ما تسمى "صيغة النورماندي" لحل الأزمة الأوكرانية، وتضم روسيا وأوكرانيا إلى جانب فرنسا وألمانيا.
وعقب المحادثات، قال المبعوث الروسي ديمتري كوزاك إنه لم يتسنّ التوفيق بين تفسيرات روسيا وأوكرانيا المختلفة لاتفاق عام 2015 الذي يستهدف إنهاء القتال بين الانفصاليين المؤيدين لروسيا وقوات الحكومة الأوكرانية.
في المقابل، قال مبعوث أوكرانيا أندري يرماك إنه لم تتحقق انفراجة، لكن الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات. ويعدّ اجتماع برلين الثاني بعد اجتماع مماثل كان قد عقد في باريس قبل أسبوعين.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استمرار المحادثات بشأن الأزمة الأوكرانية بين بلاده وشركائها الأوروبيين والأميركيين علنا وخلف الأبواب المغلقة.
وقال بوتين إنه يتوقع تلقي مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أن يُنهي الرئيس الفرنسي مشاوراته مع الدول الغربية.
مغامرة وخيمة العواقب
وفي خضم استمرار الحراك الدبلوماسي، اتهم مدير هيئة الاستخبارات الروسية الخارجية سيرغي ناريشكين الدول الغربية بدفع أوكرانيا باتجاه مغامرة عسكرية وخيمة العواقب، في حين أعلن حلف الناتو التأهب لأسوأ سيناريو محتمل.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن روسيا هي الجهة الوحيدة التي تتسبب في تصعيد عسكري.
كما قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن وزراء دفاع الحلف سيناقشون الأسبوع المقبل تعزيز القوات في جنوب أوروبا وشرقها.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الوضع بالمقلق، في ظل الانتشار الكثيف للقوات الروسية في محيط أوكرانيا، لكنه قال إن قرار الحرب لم يتخذ بعد، رغم هذه الإجراءات.
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس أجرت أمس الخميس محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في موسكو.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إن أمام روسيا خيارين: احترام سيادة أوكرانيا أو التصعيد وتداعياته، في حين وصف وزير الخارجية الروسي المباحثات معها "بحوار الطرشان".
وأكد لافروف أن بلاده لا ترغب في تهديد أحد، بل هي التي تتلقى التهديدات، مشيرا إلى أنه لا يستبعد إجلاء الموظفين الرئيسيين من السفارة الروسية في كييف، بعد إجراءات مماثلة لدول أخرى.
وأعرب عن اعتقاده أن الغرب يستخدم التصعيد في الملف الأوكراني لاستعادة شعبية الساسة الغربيين المنهارة، وفق وصفه.
مناورات وتعزيزات
ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية انطلاق تدريبات لقوات الردع السريع من روسيا وبيلاروسيا تحت اسم "عزيمة الاتحاد 2022" في الأراضي البيلاروسية.
وأكدت وزارة الدفاع البيلاروسية أن التدريبات -التي تستمر 10 أيام- تحمل طابعا دفاعيا، ولا تمثل تهديدا للمجتمع الأوروبي أو الدول المجاورة.
وفي المعسكر المقابل، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بدء مناورات عسكرية في كل أنحاء البلاد.
وأضاف ريزنيكوف أن هذه المناورات ستُجرى في مناطق مقابلة للمناورات التي تجريها روسيا على حدودها، خاصة تلك التي انطلقت أمس الخميس على أراضي بيلاروسيا.
وفي سياق متصل، نشر مراسل موقع "باز فيد" (BuzzFeed) الإخباري عددا من صور الأقمار الصناعية التقطت خلال 24 ساعة الماضية، قال إنها تظهر التعزيزات العسكرية الروسية المستمرة في شبه جزيرة القرم وروسيا البيضاء.
وأضاف المراسل -في تغريدة- أن هذه الصور تكشف عن عمليات الانتشار الجديدة والواسعة في جميع أنحاء المنطقة.
في الأثناء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن 65 طائرة أجنبية أجرت عمليات استطلاع قرب الأجواء الروسية في الأسبوع الأخير.
وصول قاذفات
وأعلنت القوات الجوية الأميركية وصول 4 قاذفات "بي 52 ستراتو فورترس" (B52 Stratofortress) إلى قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني للمشاركة في تدريبات جوية مشتركة.
وقالت -في بيان- إن الطائرات الأربع أقلعت من قاعدة "مينوت" الجوية بداكوتا الشمالية، ووصلت إلى قاعدة "راف فيرفورد" البريطانية للتدريب على مهام القوة الأميركية الأوروبية المشتركة.
واستبعد المتحدث باسم القوات الجوية الأميركية في أوروبا وأفريقيا إريك أنتوني أن يكون وصول الطائرات ردا على التوتر الحالي بين أوكرانيا وروسيا.
(الجزيرة + وكالات)