"الغد" والسلطة
أسلوب مفضوح، تصرّ الحكومة على الاستناد إليه بالتعاون مع الصحف الرسمية وشبه الرسمة لتزييف وعي الناس وخداع المواطن، وتمرير القرارات الرسمية المنحازة لتحالف السلطة ورأس المال على حساب الغالبية العظمى من الأردنيين.
مسؤول معيّن يسرّب لصحيفة رسمية أو شبه رسمية خبرا ما، لتجتهد الصحيفة بالدفاع عن الموقف الرسمي وتبرير القرارات الحكوميّة التي تستهدف جيوب المواطنين دون محاولة اجتراح الحلول الحقيقيّة للأزمة الاقتصادية الخانقة.
بالأمس القريب نشرت صحيفة "الغد" مادّة تبرّر فيها قرار الحكومة برفع الدعم عن الطحين، وبالتالي رفع سعر الخبز، متذرعة بالتلاعب الذي يمارسه بعض التجّار، في محاولة واضحة لتبرير قرار الحكومة برفع أسعار الخبز عوضا عن تشديد الرقابة على السوق.
وتستمرّ "الغد" في تبرير قرارات رفع الأسعار لتنشر مادّة أخرى تفيد بأن فاتورة المياه سترتفع في بداية العام القادم، ولم تكتف الصحيفة بنشر هذه المعلومة التي سرّبها مسؤول لا يرغب في تبنّيها، حيث نفى وزير المياه للإذاعات المحليّة هذا النبأ الذي قام بتسريبه، بل عمدت "الغد" إلى محاولة إقناع الناس بضرورة هذه الخطوة، عبر سياسة تحريريّة منحازة للموقف الرسمي، دون ادنى اعتبار للمعايير المهنيّة في نقل الخبر.
اجتهاد بعض الصحف في محاولات تبرير القرارات الرسمية، وفق هذه الآليّة المكشوفة، تفضح علاقة كثير من وسائل الإعلام بالسلطة، ولن نتردّد في فضح هذه المنابر التي يقتصر عملها على تسويق القرارات والمواقف الرسميّة، عوضا عن كشف الحقيقة للرأي العام.
