روان طفلة «قتلها» زوجها ليلة الدخلة!
زواج القاصرات ممن لم يبلغن الحلم ليس من الدين في شيء، ومن يدافع عن هذا السلوك المشين موردا عشرات الأدلة من النصوص الفقهية، يظلم نفسه ويظلم الدين، ويظلم المجتمع بأسره، ويُخرجنا –كأمة- من دائرة الإنسانية، وإلا كيف يتسق مع فهمنا ومنطقنا أن «يقتل» رجل أربعيني فتاة في عمر الثامنة، بحجة أنها «عروسه» وبحجة أنه يمارس حقه «الشرعي» في ليلة «الدخلة» وأي دخلة، تركت وراءها طفلة في حالة نزيف داخلي مميت، بعد أن مزقت وحشية العريس أعضاء البنت الصغيرة البريئة، التي لم تدرك بعد معنى الزواج؟
هذا ما حدث مع روان، العروس اليمنية التي وصلت بالكاد سن الثامنة، بعد أن «شيعها» أهلوها، ولا أقول زفوها، لعريس يبلغ عمره أضعاف أضعاف عمرها، كي تنقل إلى المستشفى وهي بين الحياة والموت، ثم تفيض روحها إلى بارئها لاعنة من تسبب بهذه المأساة المروعة!
أسوأ جزء في المشهد، فيما يسوقه بعض شيوخ الشبق الجنسي، المدافعين عن زواج البنات الصغيرات، استشهادهم بما يروى عن زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسيدة عائشة وهي في سن التاسعة، وفي ما هذا الحديث ما يقال، حتى ولو كان مرويا في البخاري، وهو أصح الكتب بعد كتاب الله، ولكنه ليس قرآنا فهو جهد بشري نشهد أنه تم وفق أدق وأرقى المعايير التي عرفتها البشرية في تأليف الكتب توثيقا وصدقية، ومع هذا، وقعتُ على آراء شرعية وعلمية تنظر فيما نسب إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وتستخلص ما لا يجيز الزواج من طفلة في عمر تسع سنوات، ولا حتى بمن هي أكبر، إلا أن تكون بلغت من العمر ما يؤهلها لتحمل أعباء الزواج وبموافقتها الواعية الراشدة!
ومما وقعت عليه في هذا الشأن، بحث علمي رصين نشره إسلام بحيرى رئيس مركز الدراسات الإسلامية بـصحيفة اليوم السابع المصرية، يوم الخميس، 16 أكتوبر 2008 وهذا رابطه لمن يريد قراءته، ( هنا ) وخلاصته بعد البحث والتنقيب، وملاحقة التواريخ بالتفصيل، أن السيدة عائشة تزوجت الرسول عليه الصلاة والسلام بعمر الـ (18) سنة على التقدير الصحيح, وليس (9) سنوات, وأن هذه الرواية التى أخرجها البخاري تخالف بشدة قصوى الخط الزمني لأحداث البعثة النبوية، وفي المقال تتبع دقيق لأحداث وتواريخ البعثة، ناهيك عن نقد لرواة الحديث، وتمحيص شديد لموثوقيتهم، اعتمادا على المصادر المعتبرة، ولم اقع على رأي يناقش هذا البحث، أو يرد عليه بشكل دامغ ومن جنس ما بحث، بل قرأت تعليقات تنتقد اجتراء باحث (صحفي) ليس من أهل الأزهر (هكذا!) على خوض غمار مسألة بهذا الأهمية، مع أن ثمة حاجة للتصدي لهذا البحث علميا ومنطقيا قبل رفضه!
وأختم بكلام ابن عثيمين -رحمه الله- في تعليقه على حديث عائشة – رضي الله عنها- حين قال: المسألة عندي أن منعها أحسن، والذي يظهر لي أنه من الناحية الانضباطية في الوقت الحاضر، أن يُمنع الأبُ من تزويج ابنته مطلقا، حتى تبلغ وتُستأذن، وكم من امرأة زوّجها أبوها بغير رضاها، فلما عرفت وأتعبها زوجها قالت لأهلها: إما أن تفكوني من هذا الرجل ، وإلا أحرقت نفسي، ويقول: ولا مانع من أن نمنع الناس من تزويج النساء اللاتي دون البلوغ مطلقا!
فأين أهل اليمن المدافعون عن هذه الجريمة، من عقاب الله عز وجل، ولعنات الضحايا الصغيرات؟