اغتيال شيرين أبو عاقلة.. موقف أميركي وشهادات ميدانية جديدة و الاحتلال الإسرائيلي تضايق الجنازة
جو 24 :
أخضع الاحتلال الإسرائيلي بعض جنوده للتحقيق حول اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وفي الوقت ذاته مارس التضييق على ترتيبات جنازتها، وبينما ظهرت للعلن شهادات جديدة حول الجريمة دخلت واشنطن على الخط وعبرت عن موقف جديد.
وقد نقلت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) الأميركية عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن الجيش يحقق في 3 وقائع إطلاق نار من قبل جنوده خلال حادثة قتل أبو عاقلة.
وأضافت الصحيفة أن جيش الاحتلال يحقق في اتهام أحد عناصره بقتل شيرين أبو عاقلة.
وأكد موقع "والا" الإسرائيلي أن جيش الاحتلال لا يستبعد في هذه المرحلة أن تكون قواته استهدفت بالخطأ مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة فأردتها قتيلة.
من جانبها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) الأميركية عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إنه لا يمكن استبعاد أن تكون الرصاصة التي قتلت مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة صادرة من الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن الجيش حدد حالة إطلاق نار جرت أول أمس الأربعاء من قبل الجانب الإسرائيلي يعتقد أنها تسببت في مقتل أبو عاقلة.
وفي السياق ذاته، قال قائد القيادة المركزية الإسرائيلية اللواء يهودا فوكس -في مقابلة مع قناة إسرائيلية- إنه لا يستبعد أي سبب محتمل لاغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة.
وأضاف فوكس أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار بشكل عشوائي على عدة أماكن، وأنه في هذه المرحلة لا يعرف على وجه اليقين سبب إصابة أبو عاقلة.
أدلة وبيانات
كما كشف تحقيق للجزيرة عبر تحليل بيانات موقع الاغتيال وجود مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في مرمى قوات الاحتلال، وفند التحقيق الرواية الإسرائيلية الأولية التي تحدثت عن احتمال استهدافها برصاص فلسطيني.
وأوضح تحديد الموقع الجغرافي للمقطع الذي يظهر إطلاق النار من مقاومين فلسطينيين أنهم كانوا على بعد 260 مترا من مكان شيرين أبو عاقلة، وتفصل المكانين أبنية سكنية بارتفاعات متفاوتة، وهو ما يستبعد وجود مرمى واضح لإطلاق النار بين المكانين.
وقد برزت للعلن شهادات ميدانية جديدة تؤكد تورط إسرائيل في اغتيال الصحفية أبو عاقلة وتنفي وجود مسلحين فلسطينيين قرب مكان العملية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصورها في جنين أنه لم يشاهد مقاتلين فلسطينيين بالقرب من المكان الذي استشهدت فيه مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وأضافت الوكالة أن مصورها أكد أن إطلاق الرصاص كان من قبل الجيش الإسرائيلي، وأنه شاهد جثمان الزميلة شيرين التي كانت تضع خوذة وسترة واقية من الرصاص كتب عليها كلمة "صحافة".
وتضاف شهادة مصور الوكالة الفرنسية إلى شهادات صحفيين ومصورين آخرين دحضوا الرواية الإسرائيلية التي حاولت في البداية التنصل من مسؤولية قتل أبو عاقلة وتحميلها لمسلحين فلسطينيين.
في الأثناء، قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل وربيرغ إن الولايات المتحدة جاهزة لتقديم أي مساعدة في التحقيقات الجارية بشأن اغتيال شيرين أبو عاقلة.
وأضاف وربيرغ -في مقابلة مع الجزيرة- أن واشنطن لا تعتقد أن المحكمة الجنائية الدولية المكان الأنسب للنظر في مثل هذه القضية.
كما شدد على أن الولايات المتحدة تتوقع مساءلة كاملة لمرتكبي جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، مؤكدا أن واشنطن ستتابع عن كثب التحقيقات الجارية بشأن ملابسات اغتيالها.
ترتيبات الجنازة
بدورها، استدعت الشرطة الإسرائيلية توني شقيق شيرين أبو عاقلة، وحاولت فرض شروط بشأن جنازتها.
وقال العضو العربي في الكنيست أحمد الطيبي إنه رافق توني أبو عاقلة إلى مركز الشرطة، وإن المسؤولين هناك حذروا توني من رفع العلم الفلسطيني ومن إطلاق الهتافات خلال الجنازة.
وأضاف الطيبي أن الشروط الإسرائيلية رفضت، وأنه رد بالقول إن هذه الجنازة ليست لإنسان توفي بحادث طرق، بل هي جنازة سياسية ووطنية لشهيدة، ولا أحد يستطيع فرض شروط بشأنها.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن مئات من ضباط الشرطة الإسرائيلية سينتشرون بشكل علني وسري لمواكبة جنازة شيرين أبو عاقلة.
وقالت "تايمز أوف إسرائيل" (Times of Israel) إن الشرطة الإسرائيلية تستعد لاضطرابات محتملة في وقت مبكر من اليوم الجمعة قبل جنازة أبو عاقلة.
ومن المقرر إتمام إجراءات دفن الزميلة شيرين أبو عاقلة اليوم الجمعة في القدس المحتلة.
وأمس الخميس، شيع موكب رسمي وجماهيري جثمان الزميلة الشهيدة من المستشفى الاستشاري في رام الله إلى مقر الرئاسة الفلسطينية.
ووسط حضور جماهيري كبير طوال الطريق لُف جثمان الشهيدة بعلم فلسطين، ونقل في سيارة عسكرية، حيث أقيمت لها مراسم تشييع ووداع رسمية.
وحاصرت الشرطة الإسرائيلية مشيعي جثمان الزميلة شيرين أبو عاقلة أمام المستشفى الفرنسي في القدس، كما عرقلت قوات الاحتلال موكب التشييع المتجه إلى القدس، وفق ما أفاد مراسل الجزيرة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية اغتالت الزميلة شيرين أبو عاقلة أثناء توجهها لتغطية الأوضاع والتطورات في مخيم جنين صباح أول أمس الأربعاء.
كما أصيب منتج الجزيرة علي السمودي الذي استهدف مع الزميلة شيرين بإطلاق النار عليه في ظهره.
وقوبلت الجريمة بردود فعل عربية ودولية غاضبة، حيث طالبت حكومات ونقابات ومنظمات بإجراء تحقيق في الجريمة ومحاسبة مرتكبيها.
المصدر : الجزيرة + وكالات