لماذا ندفع فواتير ضعفكم وجهلكم وعجزكم وتجاوزاتكم؟
جو 24 :
كتب أحمد الحراسيس -
ارتفاع قياسي على أسعار المحروقات، وتعديل على تعرفة الكهرباء من شأنه زيادة الأسعار على شريحة من المشتركين المنزليين، وفرض رسوم على أنظمة الطاقة المتجددة، وارتفاع مضطرد على أسعار السلع الغذائية الأساسية، وارتفاع على أسعار العديد من السلع التي تمسّ بشكل مباشر حياة المواطنين، وأخيرا، زيادة على أسعار الفائدة تقضم مزيدا من دخول المواطنين المتآكلة أصلا..
هذا غيض من فيض تحديات وأزمات يواجهها المواطن الأردني تحت سمع ونظر حكومة الدكتور بشر الخصاونة، ودون أن يحرّك أحد ساكنا لانقاذ المواطنين والقطاعات الاقتصادية المختلفة، لا بل تصرّ الحكومة في كلّ شهر على رفع أسعار المحروقات أكثر، وتتمسّك بفرض ضريبة على أنظمة الطاقة المتجددة، وتترك المواطن -مستهلكا ومزارعا ومنتجا- في مواجهة مفتوحة مع الضرائب والرسوم الكثيرة التي تفرضها على المستوردات والمنتجات المحلية.
لا نعلم من هو المفكّر الفذّ الذي يعتقد أن الأردني قادر على تحمّل كلّ هذا، ويظنّ بأن انهاك المواطن اقتصاديا لن يكون له أثر اقتصادي واجتماعي وأمني وأيضا سياسي على بلادنا!
لدى محاولة رصد والبحث عن اجراءات الحكومة لمواجهة كلّ تلك الأزمات، لم نجد غير تهديد ووعيد بعين حكومية حمراء -للأسف- لم تنعكس على واقع المواطن في شيء، بل أن الحكومة نفسها شاركت في ضرب المواطن من خلال الإصرار على رفع أسعار المحروقات وتطبيق تعرفة الكهرباء الجديدة وفرض رسوم على أنظمة الطاقة المتجددة!
من غير المعقول أن لا يتفتق ذهن وعقل الحكومة عن اجراء غير رفع الأسعار وفرض الرسوم عند كلّ أزمة! أين خطّتها الاقتصادية ودراساتها؟ لماذا تنحصر حلولها بجيب المواطن؟! ما الذي تفعله الحكومة في الدوار الرابع؟ أين أثر اللجنة التي شكلها الديوان الملكي لوضع تصوّر وخطة انقاذ اقتصادية؟
الواقع أن الرفع لم يكن في يوم حلّا لأي مشكلة اقتصادية واجهتنا، بل على العكس؛ كلّ رفع للأسعار أو الضرائب والرسوم عمّق الأزمة الاقتصادية وزاد عجز الموازنة والمديونية العامة.. فالمعادلة البسيطة التي يؤكدها خبراء الاقتصاد أن "الضريبة تقتل الضريبة".
الأردنيون اليوم يريدون أن يعرفوا متى ستستقرّ أوضاعهم الاقتصادية، وإلى متى ستبقى الأسعار ترتفع ورواتبهم ثابتة؟ ولماذا ترتفع الضرائب دون زيادة الرواتب؟ ومن أين تعتقد الحكومات أن الأردنيين يمكن أن يعوّضوا حجم الارتفاع في الأسعار وأن الأردنيين مازالوا قادرين على حلّ أزمات الحكومات؟ إلى متى سيبقى المواطن يدفع فواتير ضعف الحكومات وجهلها وعجزها وتجاوزاتها؟
الأصل بالحكومات أن تمتلك حلولا ابداعية للأزمات، وأن تمتلك رؤية اقتصادية وسياسية شاملة، قادرة على إحداث فارق في حياة المواطنين.. فالمواطن وإن انتشل الحكومة في أزمة فلن يكون قادرا على ذلك في المرة القادمة.