هدوء نسبي!؟
د. أحمد أبو غنيمة
جو 24 :
حالة الهدوء - النسبي - التي تغلّف الشارع الاردني إزاء الحالة المعيشية الصعبة التي نعيشها والارتفاع الحاد في تكاليف الحياة؛ يجب ان تُشكّل عامل " قلق " كبير لدى الدولة، لا عامل " اطمئنان " بان الامور عال العال كما تصل التقارير لاصحاب القرار.
قبل سنوات اخبرني احد السياسيين، ان حالة " التطنيش " التي تمارسها الدولة مع احتجاجات الشعب وعدم خوفهم من انفجار الشارع؛ تعود بالاساس لدراسة بحثية قام بها احد مراكز الاستطلاع وقياس الرأي العام في الاردن، كانت نتيجتها ان الشعب مهما تم ضغطه والتضييق عليه في معيشته لن يصل إلى حالة " النزول للشارع " !!
قد تكون هذه النتيجة صحيحة نظرياً وعملياً كما نشاهده الان من سكون الشارع وهدوئه؛ ولكن الحقيقة التي يغفل عنها اصحاب القرار، ان اي مجتمع يتم التضييق عليه في معيشته ( كما حالنا في الاردن ) لا بد ان تاتيه " لحظة الحقيقة " التي تقول ان الصمت والسكون لن يكون إلى ما لا نهاية؛ التاريخ يقول ان هناك " لحظة تاريخية " قادمة لا محالة في ظل سياسات حكومية لا ترى الشعب ولا تسمع أنين معاناته اليومية،،،
اتقدم بنصيحة صادقة لكل المسؤولين واصحاب القرار؛ انه مهما حاولتم إرسال رسائل بزياراتكم ولقاءاتكم - المُرتّبة امنياً - ان الاردن بخير والشعب بخير؛ فإن الامور عكس ما تعتقدون وتتوهمون، فالشعوب تنام قليلاً او تتعب ولكنها لا تموت ولا تزول؛ أدركوا انفسكم وادركوا وطننا قبل فوات الأوان...
والله من وراء القصد....