دراسة تزعم ارتباط مادة كيميائية في منتجات الشعر الشائعة بـ"سرطان الثدي"
توصلت دراسة حديثة إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في منتجات الشعر الشعبية ترتبط بسرطان الثدي.
ودرس الباحثون على وجه التحديد النساء ذوات البشرة السمراء اللائي هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي تحت سن 40 عاما.
واختبروا آثار البارابين، الموجود في العديد من منتجات العناية بالشعر والعناية الشخصية، على خلايا سرطان الثدي لدى النساء ذوات البشرة الداكنة.
ووجدت الدراسة أنه عند وضع البارابين على خلايا سرطان الثدي في طبق المختبر، أدى ذلك إلى زيادة نموها وانتشارها.
ولم يُشاهد هذا التأثير في خط خلايا سرطان الثدي من النساء البيض عند الجرعات التي تم اختبارها، وفقا للباحثين في مركز مدينة الأمل الطبي الوطني، لوس أنجلوس، كاليفورنيا.
كما غيَر البارابين أيضا تعبير الإستروجين، وهو هرمون يقود سرطانات الثدي.
وتُعرف مادة البارابين باسم "المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء" لأنها تشبه الهرمونات، وبالتالي قد تكون قادرة على تقليدها في الجسم.
وهناك مخاوف من أن هذا قد يؤثر على مخاطر الإصابة بالأمراض، على سبيل المثال لأن البارابين يشبه كيميائيا الإستروجين.
وقالت الدكتورة ليندسي تريفينيو، الباحثة الرئيسية: "قد يكون التعرض لمواد كيميائية ضارة تسمى المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء في الشعر ومنتجات العناية الشخصية أحد أسباب ارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. وتحاكي هذه المواد الكيميائية تأثيرات الهرمونات على الجسم".
وزعمت الدكتورة تريفينيو أنه في حين ركزت الدراسة على النساء السود، فإن المعلومات الموجودة بين المواد الكيميائية ومخاطر الإصابة بالسرطان "يمكن استخدامها لمساعدة جميع النساء المعرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي".
وأشارت مارالين دروس، أستاذة طب الغدد الصماء بجامعة كوين ماري، والتي لم تشارك في الدراسة إلى أنه يجب توخي الحذر بشأن هذه النتائج. وقالت: "إنه اكتشاف مثير للاهتمام. لكن لا ينبغي أن نقفز تلقائيا لترجمة ما نراه في العالم الاصطناعي لمجموعة من الخلايا في طبق مع وضع مادة كيميائية عليها مباشرة، ووضع العالم الحقيقي الذي لم يتم العثور فيه على ارتباط. لا يمكن ترجمته بشكل فوري ومباشر إلى نتيجة مفادها أن البارابين في البيئة يسبب سرطان الثدي لدى البشر".
وأضافت: "نعلم أن هناك بارابين في البيئة. ونعلم أنها مادة تستخدم في منتجات مثل الشامبو. لكن يتم استخدامها بكميات صغيرة وهي منظمة بإحكام شديد. ولا يوجد دليل من الدراسات السكانية على أن التعرض للبارابين يسبب سرطان الثدي، أو أن مجموعات الأفراد الذين يرون المزيد من البارابين هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي".
وأضافت البروفيسورة دروس، عضو جمعية الغدد الصماء، أنه لا توجد معلومات حول ما إذا كانت النساء السوداوات يستخدمن الشامبو أكثر من النساء البيض، أو كيف يمكن لبشرتهن امتصاصه بشكل مختلف.
ومع ذلك، زعمت الدكتورة تريفينو أن "النساء السود أكثر عرضة لشراء واستخدام منتجات الشعر" مع البارابين.
وتابعت: "لكن ليس لدينا الكثير من البيانات حول كيف يمكن أن يزيد البارابين من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء السود. هذا لأنه لم يتم اختيار النساء السود للمشاركة في معظم الدراسات البحثية التي تبحث في هذا الرابط. وأيضا، الدراسات التي أجريت لاختبار هذا الرابط استخدمت فقط خطوط خلايا سرطان الثدي من النساء البيض".
وكانت هناك العديد من الدراسات البشرية الكبيرة التي تبحث في ما إذا كان التعرض للبارابين يسبب السرطان لدى البشر، ولكن هذا صعب، نظرا لوجود العديد من المواد الكيميائية الأخرى في الحياة اليومية، وعوامل الخطر.
وتقول مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "إن مادة البارابين لا تسبب السرطان للبشر، بما في ذلك سرطان الثدي. يستخدم البارابين في منتجات العناية الشخصية كمادة حافظة. وهذا يعني أنها تسمح للمنتجات بأن تدوم لفترة أطول على الرف".
ووجدت بعض الدراسات الصغيرة التي أجريت على الفئران أن البارابين قد يعمل مثل هرمون الاستروجين المرتبط بسرطان الثدي. ولكن لا يوجد دليل جيد يربط البارابين بسرطان الثدي لدى البشر".
المصدر: ذي صن