متقاعدو الفوسفات بين سندان الغاء التامين الصحي ومطرقة الذنيبات
محمد عربيات
جو 24 :
موضوع التامين الصحي يشغل بال نسبة كبيرة من الاردنيين لارتفاع كلفة العلاج في بعض الحالات، وقد عقدت الكثير من الندوات وقدمت الكثير من المقترحات لتطبيق التامين الصحي الشامل ولم يتحقق شيء بالرغم من حق العلاج هو حق من حقوق الانسان، وها نحن ندخل المئوية الثانية لدولتنا الاردنية املين ان يتحقق التامين الصحي الشامل للاردنيين بافضل صورة، الجهات التي تقدم خدمة التامين الصحي حكومية ممثلة بوزارة الصحة وقوات مسلحة ممثلة بالخدمات الطبية الملكية والقطاع الخاص ،كل جهة تتحدث عن الخدمات التي تقدمها وتعمل على ان تكون خدماتها منافسة ومتقدمة ، مما يجعل الاردن مقصدا للعلاج من قبل الاشقاء العرب وغيرهم ايضا ، ومع ذلك هناك من بفضل من المسؤولين العلاج بالخارج ولا ندري السبب ، هل هو نوع من البرستيج ام عدم قناعة بالاطباء الاردنيين ام هناك اسباب اخرى ؟
نعلم ان هناك نسبة من الاردنيين يتوفر لهم العلاج وهم من على راس عملهم بالقطاع العام والقوات المسلحة حيث يحصل على بطافة التامين الصحي له ولاسرته مقابل نسبة يدفعها شهريا من الراتب وتبقى البطاقة سارية المفعول بعد التقاعد ايضا ، اما العاملين بالقطاع الخاص فمشكلتهم تكمن بان بعض الشركات تقدم تامين صحي بتغطية ممتازة للمستخدم وافراد اسرته من خلال شركات التامين التي تقدم مثل هذه الخدمات ، وبعض الشركات تقدم تامين صحي ليس بالمستوى المطلوب وشركات لا تقدم اي شكل من اشكال التامين الصحي ، اما التامين الصحي المنصوص عليه بقانون الضمان الاجتماعي فلا زال يراوح مكانه ولا موعد محدد لتطبيقه للاسف الشديد، وقد كتبنا كثيرا حول هذا الامر ، وتكمن مشكلة العاملين بالقطاع الخاص انه بحال خروجهم من العمل يصبحوا بدون اي تامين صحي لهم ولافراد اسرهم ،مما يضطرهم للبحث عن تامين صحي وهذا يكلفهم الكثير .
بفترة خصخصة الشركات ولغاية تشجيع المستخدمين على التقدم لطلب التقاعد قامت بعض الشركات باستحداث نظام للحوافز لتشجيع من بلغوا سن التقاعد المبكر واكبر التقدم بطلب للتقاعد ، وهنا نود التطرق لما جرى بشركة الفوسفات احدى الشركات التي جرى خصخصتها وقضيتها معروفة ، نعلم جميعا طبيعة بعض جوانب العمل بهذه الشركة ، وخاصة من يعملوا بالميدان وتحديدا بالمناجم فقد حرص المستخدمين وقبل الخروج على التقاعد بنظام الحوافز ان يكون لهم تامين صحي لما بعد التقاعد وقد استجابت الشركة لهذا الامر واستحدثت نظام للتامين بعد التقاعد ، وطبقته لسنوات طويلة بمزايا ابلغنا المتقاعدون بانها تلبي طموحهم وبقيت الامور تسير بشكل مريح الى ان تم تعيين معالي الدكتور محمد الذنيبات رئيسا لمجلس ادارة الفوسفات ،وبدأت المنغصات من خلال التراجع عن تغطييات تامينية منصوص عليها بنظام التامين الصحي منذ عام 2000 وما جرى من اضافات لاحقة ايضا.
يخوض متقاعدي شركة الفوسفات معركتهم مع ادارة الشركة متمسكين بحقهم بالتامين الصحي، وفق ما نص عليه نظام التامين الصحي وتعديلاته وما تم التوافق عليه بمذكرة تم التوقيع عليها بتاريخ 24/10/2021 والذي لم تلتزم به الشركة ، وتدعي بتقديم تامين صحي للمتقاعدين بنفس مستوى التامين الصحي الذي يقدم للوزراء والنواب ، ومن المؤسف ان يقف متقاعدي الفوسفات امام شركتهم التي بنوها بسواعدهم ووصلت الى ما وصلت اليه ،وتحقيق ارباح لصالح من تم بيعهم الشركة واستطاعوا ان يستردوا ما دفعوه ثمنا للشركة بوقت قصير ، بينما ابناء الشركة اللذين هم بامس الحاجة للرعاية الصحية جراء ما تعرضوا له خلال عملهم بمواقع العمل المختلفة من غبار وخلافه ، ترفض ادارة الشركة الجلوس معهم ومحاورتهم للوصول الى حل ينهي معاناتهم ، يقفوا امام الشركة تحت حر الشمس لساعات طويلة بينما من يملكوا قرار حل معاناتهم يجلسوا بمكاتبهم الوثيرة المخدومة بانظمة التكييف ذات الخمس نجوم عدا عن ذلك من المؤسف ايضا ان نرى غياب وسائل الاعلام عن تغطية هذا الامر ، وبظني ان سبب هذا الغياب له علاقة بالدعاية والاعلان الذي تقدمه الشركة والحرص على عدم خسارته .
ومن هنا نوجه النداء تلو النداء لادارة الشركة لانصاف ابنائها ونامل ان يكون رجل رشيد يخرج لدعوة المتقاعدين والتوصل لحل يرضي جميع الاطراف ونأمل ان يكون باقرب فرصة ممكنه ,
* الكاتب مؤسس الجمعية الاردنية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي