"تسونامي" القصف يُفقد "حلا" غرفتها وألعابها
لحظات مُرعبة أقل ما توصف بأنها "تسونامي" ضرب المنطقة وثار في وجه كل شيء دون تفرقة؛ فقتل وأصاب البشر ودّمر الحجر حتى وصل لمنزل وغرفة ضحية "متلازمة داون" الطفلة حلا فلفل (15عامًا) من رفح ودّمرها بشكلٍ كامل وأصابها في يدها مع والدتها وشقيقها.
وتعرض حي الشعوت الذي تقطنه الطفلة "حلا" في ثاني أيام العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة لقصف جوي دون سابق إنذار؛ تسبب في استشهاد سبعة مدنيين وإصابة العشرات وتدمير عدد من المنزل بشكل كلي وجزئي.
وقد سارع أشقاء "حلا" للبحث عنها وسط الظلام الدامس والغبار الكثيف وهي تصرخ دون أن تستطيع التحدث؛ فمن نجا من القصف كان ينقل المصابين ويبحث عنهم بين ركام المنزل.
وقد تأخر الوصول لـ"حلا" بفعل كثافة الركام وصعوبة الدخول لغرفتها الصغيرة.
ظن شقيقها "سمير" أن شقيقتهم غير مُصابة فحملاها لخارج المنزل وهي تبكي وتصرخ من ثم نقلوها لمنزل أحد الأقارب في سيارة لعدم مقدرتها على السير على قدميها لإصابتها بإعاقة حركية منذ طفولتها؛ لكنهم اكتشفوا بعد يومين من القصف أنها مصابة في اليد بجروحٍ سطحية.
فقد فقدت "حلا" كرسيها المتحرك وألعابها وخزانتها التي تضم مقتنياتها وملابسها مع شقيقتها ميسون التي تعاني إعاقة ذهنية؛ وعادت بعد نحو أسبوع لتتفقد غرفتها وتبحث بين الركام عن بقايا ذكرياتها هناك مع شقيقتها.
يقول "سمير" لمراسل "صفا": "حملتها وهي تصرخ ولا تستطيع التحرك من بين الركام ولم ألاحظ من هول المشهد أنها مُصابة، حتى تبين لنا لاحقًا؛ فلم يعد لها أي شيء تحتفظ له من ملابس أو كرسي متحرك أو حتى ألعابها".
ويصف شقيق "حلا" ما حدث بالكارثة؛ بل "تسونامي" ضرب المنطقة المُكتظة بالسكان ومنازلها من الصفيح؛ وبالتالي ما حدث "جريمة" بحق البشر والشجر والحجر؛ وتساءل: "شو ذنب هذه الطفلة المسكينة وغيرها من المدنيين أن يفقدوا منازلهم والبعض منهم فقدوا روحه؟!".
واستشهد 49فلسطينيًا وأصيب المئات فيما دُمِرت عشرات الوحدات السكنية بين كلي وجزئي في تصعيدٍ بدأته "إسرائيل" بقصف شقة سكنية مساء الجمعة 5أغسطس ارتقى فيها مسؤول سرايا القدس في لواء غزة تيسير الجعبري، فيما ارتقى عددٌ آخر؛ جراء غارات متتالية متزامنة؛ ما دفع المقاومة للرد في تصعيد استمر ثلاثة أيام.
