" العَرّافَةُ "
المحامي محمد احمد المجالي
جو 24 :
حَطَّمـتُ كَفّـيْ وَفِنجانــيْ وَمِرآتــيْ
في حالِنا اليَومَ ما يُنبي عَنِ الآتيْ
عَرَّافَــةُ الحَيِّ جُــزءٌ مِـن حُكومَتِنــا
وَتُقنِعُ النّاسَ في غِـشِّ الحُكوماتِ
تَبيعُنا الوَهمَ والأَحلامَ كاذِبّةً
وتَسرِق المالَ من جيبِ الفقيراتِ
قالتْ لِسَلمى وسَلمى عانِسٌ ذَبَلَتْ
وَطالَما وُصِفَتْ أَحلى الجَميلاتِ
إِني رأَيتُ فَتىً يأتي على عَجَلٍ
يَسعى إِليكِ على خَيلٍ سَبوقاتِ
عِشرونَ عاماً مَضَتْ لَمْ يأتِ فارِسُها
وَفاتَها الفَوتُ في حُمَّى القِطاراتِ
قالتْ لِزَيدٍ وَزَيدٌ كانَ أَفقَرنا
غَدَاً سَتخرُجُ مِن عُنْقِ الزُجاجاتِ
عِشرونَ عاماً مَضَتْ وَالفَقرُ يَقتُلُهُ
وَماتَ في جَلطَةٍ مِنْ بَعدِ جَلطاتِ
قالتْ لِأُمِّ سَميرٍ وَهوَ لا عَمَـلٌ
لَديهِ يُنقِذُهُ مِن ذُلِّ حاجاتِ
هذا سَميرٌ غَدَاً يَزهو الزَّمانُ بِهِ
رأَيتُهُ فَلَكَـاً بينَ المَجرَّاتِ
خَمسونَ عاماً مَضَتْ قَد جُـنَّ صاحِبُنا
يُعالجُ الآنَ في إحدى المَصَحّاتِ
كَذابَــةٌ أَبَـداً ، مُحتالةٌ أبَـداً
وَتَزرَعُ الوَهمَ في عُمقِ الجِراحاتِ
عَرَّافَةُ الحَيِّ قالوا أَنَّها رَحَلَتْ
وَعَيَّنوها خَبيراً في السِّياساتِ