الخلايلة: لا قيد على خطيب الجمعة
أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة دعم الوزارة وتبنيها للأنشطة التي تقام في المساجد، وتشرف عليها مديريات الأوقاف في محافظات المملكة.
جاء ذلك خلال افتتاحه أمس الاثنين فعاليات الموسم الثقافي الإسلامي الثاني الذي ينظمه المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد "التوابون” بمنطقة خريبة السوق، بحضور مدير مديرية أوقاف عمان الثالثة الدكتور عبدالسلام البزايعة.
وقال الخلايلة خلال ندوة بعنوان "خطبة الجمعة، وأثرها في المجتمع” إن الوزارة تدعم هذه المواسم الثقافية الإسلامية في جميع مساجد المملكة، لما لها من تماس مباشر مع الجمهور، وتعالج مختلف القضايا الدينية والاجتماعية، ولا سيما أن من يشرف عليها هم كوكبة من العلماء والأئمة والوعاظ والواعظات الذين نعتز بهم وبحملهم لأمانة المسؤولية.
وأضاف أن المواسم الثقافية تشكل حالة من التشابك بين العلماء والمجتمع المحلي والمؤسسات الرسمية والأهلية، مشيرا إلى أن الوزارة تعقد سنويا العديد من ملتقيات الوعظ والإرشاد في مختلف مناطق المملكة بمشاركة مميزة من قبل أئمة وخطباء الوزارة، وهي بمثابة مؤتمرات علمية يتباحث فيها العلماء، ويتبادلون الأفكار والخبرات ما ينعكس على أدائهم وإيصال رسالة ورؤية الوزارة الدعوية.
وبين الوزير أن الإسلام أعطى خطبة الجمعة مكانة مرموقة، وأمر الله تعالى المسلمين بالكف عن الدنيا عند النداء لصلاة الجمعة؛ نظرا لأهمية هذا الملتقى العظيم للمسلمين في يوم الجمعة من كل أسبوع.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة المنورة مهاجرا إليها من مكة المكرمة، بنى المسجد، وأقام أول خطبة للجمعة في المدينة، فكان خطابه دعويا قائما على الرحمة والمحبة والتسامح، والحث على القيم والأخلاق الإسلامية.
وأكد الخلايلة أن المطلوب منا اليوم هو تطبيق الأحكام والضوابط التي شرعها الإسلام لخطبة الجمعة، ولا نتجاهلها حتى لا نخرج عن الهدف منها وأهميتها العظيمة، لافتا إلى أن خطبة الجمعة هي وسيلة تربوية إيمانية تُبني الأمم، وتربي الإنسان، ولا تُحرض على الكراهية أو الانتقام والحقد لأن ذلك لا يخدم أحدا ولا يحقق الغاية منها.
وأوضح أن خطبة الجمعة، مقصودها التأثير في المجتمع وتوجيهه دعويا وتربويا وبناء الإنسان، وأن تكون الأمة أمة علم وحضارة منتجة قوامها المعرفة والريادة والإبداع في مختلف مجالات الحياة، بالإضافة إلى الجانب الدعوي القائم على الوسطية والاعتدال، وأن تعنى خطبة الجمعة بمعالجة المشاكل الاجتماعية، وتعزيز القيم والأخلاق الإسلامية والسلوكيات الحميدة، وغرس العقيدة في نفوس الناس، وتعليمهم أحكام دينهم، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.
وقال إن الدين نصيحة كما علمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وخطيب الجمعة ناصح أمين، يتوجب عليه أن يقوم بتوجيه الناس، والخطباء والدعاء هم أطباء الناس في الجوانب الدعوية والتربوية، معبرا عن الاعتزاز بكوكبة العلماء الذين يرتقون المساجد، مشيرا إلى أن خطبة الجمعة تقام أسبوعيا في حوالي 4600 مسجد.
وبين أن الخطبة الموحدة التي أقرتها الوزارة منذ سنوات، غير إلزامية للخطباء من حيث النص، وإنما من حيث العنوان، كما أن محاورها تضعها لجنة مختصة في الوزارة مدعومة بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، ويترك للخطيب أن يُحلق بالأداء، وأن يعالج في خطبته القضايا المجتمعية لا أن يجعلها نشرة أخبار أو ملخصا إعلاميا لأحداث الأسبوع، لأن مثل ذلك لا يمكن أن يترك الأثر لدى المصلين، ولا ينعكس على إصلاح المجتمع.
وأكد الخلايلة عدم وجود قيد على خطيب الجمعة أثناء إلقاء الخطبة، وفي الوقت نفسه لا نريد منه أن يُهبط عزيمة الناس ويقتل فيهم الأمل والتفاؤل، مشيرا إلى أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- حثنا على العمل والإنتاجية والتطلع للمستقبل بنظرة أمل وتخطيط.
بدوره قال مدير المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد "التوابون” الدكتور جمال أبو حسان إن المركز ينظم دورات شرعية ومحاضرات تخدم المجتمع بالتعاون مع المؤسسات الرسمية في المنطقة، ويحتضن مئات الطلاب في حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، ومحاضرات عامة.
وأضاف أن الموسم الثقافي الذي ينظمه المركز للعام الثاني على التوالي، سيتخلله محاضرات مرتبطة بالأسرة والمجتمع، ومكافحة الجريمة، والاهتمام بالمناسبات الوطنية المختلفة.
–(بترا)