واشنطن تصف العثور على مئات القبور في غابة أوكرانية بـ"المروعة"
جو 24 :
علق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة على إعلان السلطات الأوكرانية العثور على مئات القبور في غابة قريبة من مدينة إيزيوم التي استعادتها القوات الأوكرانية من الروس مؤخرًا في منطقة خاركيف، بأنها مروعة.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن جمعه بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، إن الولايات المتحدة شهدت شهدنا تقارير بشأن هذه المقابر الجماعية، وبكل تأكيد هذا أمر مريع وهي قصة مستمرة.
وبحسب السلطات المحلية، فقد عُثر في المجمل على 443 قبرًا في هذا الموقع أحدها يحتوي على جثث 17 جنديًا أوكرانيًا. وكان رجلان يرتديان لباسًا أبيض يحفران الجمعة في أرض رملية، قرب صليب كُتب عليه "الجيش الأوكراني، 17 شخصًا. إيزيوم، من المشرحة".
"كنت في أوكرانيا الأسبوع الماضي وأحد الأمور التي رأيتها مباشرة وهي على بعد اميال قليلة من كييف نفسها هي مبان تم تفجيرها وقصفها وتدميرها في مناطق مدنية بأكملها فلا يمكن ان يكون هناك سبب لما حدث هناك"، بحسب بلينكن.
وتحدث عن ضرورة جمع الأدلة وتوثيق الجرائم المرتكبة والمحاسبة سواء عن طريق عملية أوكرانية كاملة أو عبر آلية أخرى في المحكمة الجنائية الدولية في الأمم المتحدة، وقال إن ذلك سيكون ذو أهمية كبيرة للتأكد من أن من ارتكب هذه الفظائع.
وقال أوليغ كوتينكو، المسؤول الحكومي الأوكراني عن البحث عن الأشخاص المفقودين، إن هذه القبور حُفرت أثناء القتال عندما سيطرت القوات الروسية على المدينة في آذار/مارس وأثناء احتلالها الذي انتهى الأسبوع الماضي. وقد تحتوي بعض القبور على جثث عديدة.
وأشار كوتينكو إلى أن "القبور التي لا تحمل أسماء هي لأشخاص (عُثر عليهم) في الشارع". بالإضافة إلى ذلك كما قال، "مات الكثير من الناس من الجوع. كان هذا الجزء من المدينة معزولًا، بدون إمدادات. كان الناس محتجزين".
على الفور، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنها تريد أن ترسل "قريبًا جدًا" بعثة إلى إيزيوم "لتحديد ظروف مقتل هؤلاء الأشخاص".
بدوره، أعلن مدير الشرطة الوطنية الأوكرانية إيغور كليمنكو اكتشاف عشر "غرف تعذيب" في بلدات استعيدت في الفترة الأخيرة من الروس في منطقة خاركيف، بينها ستّ في إيزيوم واثنتان في بالاكليا.
وأشار إلى أن عُثر على جثث قرابة 50 مدنيًا خلال هذا الأسبوع في الأراضي التي انسحبت منها القوات الروسية في منطقة خاركيف.
اتُهمت القوات الروسية بارتكاب فظائع في المناطق التي كانت تحت سيطرتها وخصوصًا في بوتشا في ضاحية كييف، حيث عُثر على جثث مدنيين قُتلوا بدم بارد، بعد خروج القوات الروسية منها أواخر آذار/مارس. ونفت موسكو مسؤوليتها عن هذه الفظائع.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي توجه إلى إيزيوم الأربعاء في زيارته الأولى إلى هذه المنطقة الواقعة على الحدود مع روسيا منذ طرد القوات الروسية منها إثر هجوم مضاد شنّته القوات الأوكرانية مطلع أيلول/سبتمبر على جبهات عديدة.
أكد المستشار الرئاسي الأوكراني ميخاييلو بودولياك في تغريدة الجمعة أن "هذا واحد من مواقع دفن جماعية أخرى عثر عليها قرب إيزيوم. على مدى أشهر هيمن الرعب والعنف والتعذيب وعمليات القتل الجماعية في الأراضي المحتلة".
وزار فريق وكالة فرانس برس إيزيوم التي كان عدد سكانها 50 ألف نسمة قبل الحرب الروسية، بعيد طرد القوات الروسية منها ليل السبت الأحد. كان حجم الدمار هائلًا مع انهيار منازل كثيرة ومبان إدارية جراء المعارك وانتشار هياكل مدرّعات في الشوارع.