الشيخ جراح.. هكذا عاش سكانه ليلة عصيبة بسبب اعتداءات المستوطنين
جو 24 :
عادت قضية حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة إلى الواجهة من جديد، بعدما هاجم مئات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بطريقة همجية وعنيفة سكانه وممتلكاتهم خلال اليومين الأخيرين، ما أدى لإصابة العشرات منهم بجراح والاختناق.
وشهد الحي مواجهات شديدة مع المستوطنين وقوات الاحتلال، أدّت إلى إصابة 20 مقدسيًا، نُقل 5 منهم للمستشفى لتلقي العلاج، بعد سلسلة اعتداءات بالضرب ورش غاز الفلفل وإلقاء الحجارة على منازل الأهالي وتحطيم سيارات المقدسيين، والاعتداء على عدد من الصحفيين.
وسبق أن اقتحم عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير الحي، وأشهر سلاحه الشخصي طالبًا جنود الاحتلال بضرورة إطلاق الرصاص الحي صوب الشبان المقدسيين.
وعاش سكان الحي الليلة الماضية لحظات عصيبة، بفعل اقتحام المستوطنين المسلحين ساحات المنازل، والاعتداء على السكان بالضرب والدفع بطريقة همجية، وإلقاء الحجارة وغاز الفلفل باتجاه الممتلكات والمارة في الحي، ولم يسلم من اعتداءاتهم حتى الأطفال والنساء وكبار السن.
ودائمًا ما يتعرض أهالي الشيخ جراح إلى اعتداءات متكررة واقتحامات استفزازية من المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة للاستيلاء على منازلهم، وتضييق الخناق عليهم لدفعهم للرحيل بالقوة، بالإضافة إلى تنغيص حياتهم وإعاقة حركة تنقلهم.
ورغم عمليات التنكيل والقمع المستمرة بحقهم، إلا أنهم يُواصلون معركة الصمود والثبات التي يخوضونها من أجل البقاء ومواجهة سياسة التطهير العرقي.
ويُنظم الأهالي مظاهرة أسبوعية في الحي، ضد سياسة التهجير القسري واخلاء المنازل، وسط انتشار مُكثف لقوات الاحتلال، والتي يتخللها اعتداءات واستفزازات، واعتقالات في صفوف المتظاهرين.
وأمس الجمعة، تظاهر مستوطنون أمام المظاهرة الأسبوعية في الحي، بهدف استفزاز المتضامنين والفلسطينيين، وعلقوا يافطات "دعاية انتخابية لبنيامين نتنياهو" على منازل المقدسيين.
هجمة شرسة
الناشط المقدسي صالح ذياب يتحدث لوكالة "صفا" عما جري في الشيخ جراح من اعتداءات إسرائيلية، قائلًا إن المشهد في الحي بدا الليلة الماضية صعبًا للغاية، إذ شهد اقتحام أكثر من 250 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، وتنفيذ هجمة شرسة بحق السكان.
ويوضح أن شرطة الاحتلال لم تمنع المستوطنين من اقتحام الحي، بل سمحت لهم بالسير والوصول الى أحد المنازل المسلوبة، والاعتداء على المنازل والمحلات التجارية بالحجارة، ومحاولة مداهمة بعضها بالقوة، لكن السكان تصدوا لهم.
وطالت اعتداءات المستوطنين أيضًا، المركز الصحي "مركز الحياة" في الحي، ومسجد الشيخ جراح، وتحطيم زجاج المركبات ونوافذ المنازل.
ويشير ذياب إلى أن قوات الاحتلال هاجمت السكان بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، وقمعتهم بقوة وهم يجلسون أمام منازلهم، ما أدى لوقوع إصابات في صفوفهم، كما اعتقلت عشرة شبان من الحي.
واعتدت القوات على أهالي بناية "الصمود" بالضرب والدفع، واعتقلت المقدسي عبد الرحمن برقان ونجله محمد، وأيضًا الشاب ابراهيم برقان، وعمر الحسيني، وآخرين.
ويسود الشيخ جراح حالة من القلق والترقب الشديدة، خشيةً من تصاعد اعتداءات المستوطنين، واقتحامهم اليومي للحي واستفزاز الأهالي، بهدف الانتقام منهم، فضلًا عن اقتحام المتطرف "بن غفير" المتكرر للحي وتهديده للسكان.
ويصف ذياب الوضع بالحي بأنه صعب وسيء، في ظل استمرار الهجمة الإسرائيلية ضده، بغية الضغط على سكانه وإجبارهم على ترك بيوتهم وأراضيهم لصالح الجمعيات الاستيطانية.
ويبين أن المتطرف "بن غفير" يحاول بتهديده المتواصل للسكان وتوجيه الشتائم لهم واستفزازهم، بث الخوف والرعب في صفوفهم، وإجبارهم على ترك منازلهم.
استعادة هيبتها
ويضيف أن" القدس بكافة أحيائها تعيش حالة غليان متصاعد، احتجاجًا على اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك والمقدسيين، وهذا ما شاهدنا ولا زلنا خلال الأحداث والمواجهات التي تشهدها أحياء وبلدات مقدسية عقب حصار مخيم شعفاط وبلدة عناتا".
وبحسب الناشط المقدسي، فإن" حي الشيخ جراح يُقاوم ويُحارب ممارسات وإجراءات حكومة الاحتلال وبلديتها التي تُصادر الأراضي وتُحرر المخالفات للمركبات والمنازل، وأيضًا عناصر الشرطة، الذين يعتدون وينفذون اعتقالات يومية بحق الشبان والفتية".
ويؤكد أن سلطات الاحتلال تُحاول استعادة هيبتها وسيطرتها الأمنية في مدينة القدس، والتي فقدتها بفعل تصاعد حدة المواجهات بكافة أحياء المدينة.
وما زال شبح التهجير والإخلاء يتهدد 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلًا بالحي على أيدي جمعيات استيطانية تدعي ملكيتها "للأرض التي أقيمت عليها المنازل الفلسطينية، ما قبل العام 1948"، وهو ادعاء يدحضه السكان.
صفا