jo24_banner
jo24_banner

لماذا لا تنعكس ارباح الفوسفات الاستثنائية على رفاه متقاعديها بناتها الاوائل؟

لماذا لا تنعكس ارباح الفوسفات الاستثنائية على رفاه متقاعديها بناتها الاوائل؟
جو 24 :


محرر الشؤون الاقتصادية - في الوقت الذي يواصل فيه متقاعدون من شركة مناجم الفوسفات الاعتصام الأسبوعي أمام مقرّ الشركة، يُعلن رئيس مجلس ادارة شركة الفوسفات الدكتور محمد الذنيبات تحقيق الشركة ارتفاعا كبيرا في حجم الأرباح للربع الثالث من عام 2022، إذ تجاوزت الأرباح بعد الضريبة 600 مليون دينار..

الأرباح جاءت نتيجة عدّة عوامل، أهمّها وأكثرها حسما كان ارتفاع الطلب عالميا على مادة الفوسفات نتيجة اضطراب التموين بالمواد الغذائية والطاقة في العالم أولا بفعل جائحة كورونا وثانيا الحرب الروسية الاوكرانية التي تسببت بتعطل الامدادات التموينية بشكل دفع دولا عديدة لتشجيع وتعزيز الفلاحة لديها.

وبالاضافة إلى ذلك، لا يمكن إنكار جهود العاملين في شركة ومناجم الفوسفات الأردنية، فالعمال هم أساس نجاح أي شركة، والواجب على الشركة أن ترعى هؤلاء العمال وتقدّم لهم كلّ وسائل الأمان والرفاه.. ولا يكفي أن يكون الأمان محددا بفترة خدمتهم، بل يجب أن يمتدّ إلى ما بعد الخدمة، سيّما وأن العمل في المناجم والتردد عليها سبب رئيس فيما يُعانيه العاملون والمتقاعدون من أمراض مزمنة على رأسها "الربو".

اعلان شركة الفوسفات عن حجم الأرباح أثار مشاعر متضاربة في نفوس كثير من المتقاعدين الذين حضروا، أمس الاثنين، إلى مقرّ الشركة، فهم يرون الشركة التي بنوها على حساب صحتهم وسني عمرهم تنمو وتحقق مزيدا من الأرباح، ولكنها في الوقت نفسه تتعنّت في الاستجابة لمطالباتهم بحقّهم في التأمين الصحي اللائق وقد بلغوا من العمر والوضع الصحي ما يستوجب وجود تأمين صحي يُغطّي تكاليف علاجهم، مشيرين في ذات السياق إلى أنهم مساهمون بصندوق التكافل الذي انطلق عام 2000 ومازالوا يدفعون ما يستحق عليهم من أجل الاستفادة من التأمين الصحي.

السؤال اليوم، ماذا لو خصصت ادارة الشركة 1% من الأرباح من أجل دعم صندوق التكافل الذي تقول إنه متعثّر؟ هذه النسبة البسيطة من شأنها حلّ المشكلة المزعومة وزيادة، وكفيلة بدعم وتقدير وتكريم المتقاعدين الذين حملوا الشركة على أكتافهم سنوات طويلة، بل وبزيادة مستوى انتماء العاملين للشركة وبالتالي زيادة عطائهم وبالنتيجة ارتفاع الأرباح.

متقاعدو الفوسفات يواصلون اعتصاماتهم الأسبوعية السلمية منذ نحو عام كامل، وهم يتكبدون عناء السفر من المحافظات إلى العاصمة في سبيل ايصال صوتهم وانتزاع حقوقهم، ويتحمّلون كلّ المضايقات التي تقابلهم بها ادارة الشركة أو الأجهزة الأمنية أو حتى بعض الاعلاميين من أجل نيل حقّهم في الرعاية الصحية اللائقة، وإذا كان تهميش الادارة سيستمر، فالأصل أن يكون هناك تدخل حكومي حاسم ينهي معاناة مئات المتقاعدين، ويحفظ كرامتهم ويعزز انتماءهم، لا أن تتجاهل الحكومة وجودهم!

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير