اقتصاديون لـ الاردن24: المدينة الجديدة حمل كاذب، ولن تُسمن او تغني من جوع
جو 24 :
مالك عبيدات - قال خبراء اقتصاديون إن مشروع المدينة الجديدة التي أعلنت الحكومة عزمها اقامتها لا تعدو كونها "أضغاث أحلام"، خاصة في ظلّ عدم توفّر الأموال الكافية لتنفيذه، وكذلك عدم وجود أي مقومات لنجاحه.
وأضاف الخبراء لـ الاردن24 أن المشروع ليس أولوية بالنسبة للأردن، والأولى أن يكون التركيز على تطوير البنية التحتية مثل الطرق وشبكة المواصلات العامة وقطاع النقل البري والسككي، بالاضافة إلى التركيز على اقامة المشاريع الاستثمارية الكبرى في المحافظات وإحداث تنمية حقيقية فيها تشغّل المتعطلين عن العمل وتوقف الهجرة من الريف إلى المدينة.
ولفتوا إلى أن مشروع المدينة الجديدة يستهدف تحريك سوق العقار فقط، واصفين إياه بـ "الحمل الكاذب" الذي لن يكون له ثمرة، تماما كما هو حال مؤتمرات البحر الميت التي كنا نسمع من خلالها بالمليارات.
البشير: المدينة الجديدة لن تُسمن أو تغني من جوع
ورأى الخبير والمحلل الاقتصادي، محمد البشير، أن الأجدر بالحكومة كان تطوير البنية التحتية مثل الطرق وتحديث شبكة المواصلات العامة وقطاع النقل البري والبحري والجوي والسككي، وكذلك قطاع التعليم في ظلّ وجود 30% من المدارس مستأجرة، اضافة إلى تطوير القطاع الصحي، وحلّ مشكلة المياه التي يعاني منها المواطنون، وانشاء السدود بدلا من الحديث عن بناء مدينة جديدة.
وأضاف البشير لـ الاردن24 أن مشروع المدينة الجديدة لا يمثّل أولوية لدى الحكومة في ظلّ ارتفاع المديونية وخدمة الدين ونسب الفقر والبطالة وعدم وجود نمو حقيقي يخلق فرض عمل، مؤكدا أن الأردن بحاجة إلى مشاريع استثمارية حقيقية تُشغّل المواطنين وتُدرّ دخلا للحكومة وترفع نسبة النمو.
ولفت البشير إلى أن اشراك القطاع الخاص بالمشروع "المقترح من قبل القطاع الخاص"، يعني أنه سيكون هناك أرباح وزيادة الكلف التي أُعلن عنها، مشددا على أن تخفيض الرسوم والضرائب على السلع ورسوم المحاكم التي قفزت لأضعاف وتخفيض كلف الطاقة أولى من هذه المشاريع التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
زوانة: المدينة الجديدة ليست أولوية، وعلينا الاتعاظ من مصر
وأكد الخبير والمحلل الاقتصادي زيان زوانة أن مشروع المدينة الجديدة لا يُمثّل أولوية لدى الحكومة أو المواطنين على الاطلاق، كما لا تتوفر الأموال الكافية لتنفيذه حتى لو كان على نظام B.O.T، مؤكدا أن المشروع غير منتج، داعيا للاتعاظ من التجربة المصرية التي واجهت مشاكل كبيرة بالتمويل.
وأضاف زوانة لـ الاردن24 أن المطلوب اليوم هو مشاريع منتجة تُشغّل العاطلين عن العمل وتُدرّ دخلا للحكومة، مبيّنا أن معظم مدخلات الانتاج التي طرحتها الحكومة ستكون من الخارج، ولن يكون له أثر على الاقتصاد مطلقا.
ولفت زوانة إلى الحاجة لمشاريع كبرى بالمحافظات لوقف الهجرة من الريف إلى العاصمة، وهي الأولوية لتحريك الاقتصاد وخلق فرص عمل واحداث تنمية حقيقية تخفّض نسب الفقر والبطالة بدلا من السباحة في الفضاء.
مرجي: المدينة الجديدة حمل كاذب
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي مازن مرجي إن مشروع المدينة الجديدة ليس أولوية، ولا حاجة له، مشيرا إلى أن المشروع طُرح في عهد الدكتور هاني الملقي ابتداء، وأعيد الحديث عنه بعد زيارة رئيس الوزراء الحالي بشر الخصاونة الى مصر ومشاهدته للمدن الجديدة التي تبنى هناك.
وأضاف مرجي لـ الاردن24 أن جميع المشاريع التي تم طرحها من قبل الحكومة على نظام B.O.T لم يتم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا أن المشروع لا يعدو كونه "أحلام يقظة"، نظرا لعدم وجود مقومات لتنفيذه وعدم وجود شركات أردنية قادرة على تنفيذه، إلا إذا كانت واجهة لشركات متعددة الجنسيات، فيما حذّر من "رائحة توطين" للقادمين من الخارج أو الموجودين بالداخل.
وتابع مرجي: لا يوجد لدينا أزمة سكن بالمعنى الحقيقي لنقوم ببناء مدن جديدة، وأعتقد أن هناك آلاف الشقق فارغة موجودة بالمدن الأردنية لم يتم بيعها، ولا يوجد لدينا اكتظاظ بالمعنى الحقيقي كما هو موجود بالقاهرة مثلا، والموجود حاليا بالعاصمة عمان مجرّد سوء تنظيم يحتاج إلى قرارات تنظيمية وينتهي.
وتساءل مرجي: "كيف ستقوم الحكومة ببناء هكذا مدينة وعليها مديونية عامة ووطنية تقدر بـ(80) مليار دينار مستحقة لمؤسسات رسمية وخاصة بالاضافة إلى الأفراد، وكذلك تجاوز نسب الفقر 30% ونسبة بطالة 25%، ثمّ تقول إنها تريد (8) مليار دينار لتنفيذ المشروع وسيلحقها (2) مليار فوائد، ولن تقوم الشركات المنفذة بتشغيل عمالة أردنية خالصة، تماما كما يحدث بالمدن الصناعية.
وختم مرجي حديثه بالقول: "الأولى بالحكومة الالتفات إلى الصناعة والزراعة والسياحة، وتنميتها، وجذب الاستثمارات للمدن الصناعية التي أصبحت شبه فارغة بدلا من البحث عن السمسرة على الأراضي الموجودة"، مؤكدا أن فكرة المدينة الجديدة "حمل كاذب" لتشغيل السماسرة الكبار والصغار، ولن يتحقق منها شيء ينعكس على المواطن، تماما كما هو حال "اعلانات المليارات في مؤتمرات البحر الميت".