كييف ومدن أخرى تحت قصف مكثف
جو 24 :
تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أوكرانية أخرى لسلسة هجمات جديدة مكثفة بطائرات مسيرة "إيرانية" تستخدمها القوات الروسية، في حين طالبت واشنطن مجلس الأمن بالتحقيق في نقل مثل هذه المسيرات إلى روسيا.
وقالت السلطات المحلية إن البنى التحتية تضررت جراء القصف المكثف، وحرمت سكان العاصمة وضواحيها من الكهرباء.
وفي مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد، أفاد مراسل الجزيرة بتجدد القصف الروسي هناك، كما أكدت السلطات الأوكرانية في المقاطعة أن القوات الروسية قصفت الإقليم خلال الساعات الماضية مرات عدة.
من جانبها، قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن قصفا مدفعيا متبادلا يجري عند ضفتي نهر دنيبرو في المقاطعة، وإن القوات الروسية تعرضت لهزيمة وصفتها بالكبيرة في منطقة تشابلنكا في خيرسون، وأضافت أن القوات الروسية تواصل سحب وحداتها من مناطق على طول الضفة الشرقية للنهر.
كما أكد الجيش الأوكراني استمرار القصف الروسي على مقاطعات ميكولايف ودنيبرو وزباوروجيا جنوبا وخاركيف ومناطق سيطرة القوات الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك شرقا.
وفي تطور لافت، أعلن حاكم مقاطعة بريانسك الروسية المتاخمة للحدود مع أوكرانيا أن القوات الأوكرانية قصفت بلدة سوزيمكي الحدودية، مما تسبب في انقطاع جزئي للتيار الكهربائي.
وأضاف حاكم بريانسك أن خطوط السكك الحديدية في المنطقة قد تضررت نتيجة القصف الأوكراني، لكن من دون تسجيل أي إصابات.
وتقع بريانسك على بعد حوالي 380 كيلومترا جنوب غربي موسك، وهي المركز الإداري لمنطقة بريانسك المتاخمة لأوكرانيا.
وفي ما يتعلق بقضية إمداد إيران للقوات الروسية بطائرات مسيرة هجومية، جدد روبرت وود -نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي- دعوة الأمانة العامة للأمم المتحدة للتحقيق في هذه المزاعم.
وخلال جلسة لمجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار الأممي المتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، قال وود إن عدم تحرك الأمم المتحدة في هذا الشأن دليل على تعرضها لتهديدات روسية.
في المقابل، نفى مندوب إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني -خلال الجلسة ذاتها- انتهاك بلاده قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، موضحا أن الطائرات المسيرة التي نقلتها بلاده إلى روسيا قبل اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا لا تنطبق عليها الخصائص التقنية المنصوص عليها في القرار.
في الأثناء، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة غربيين إلى زيادة الإمدادات العسكرية لبلاده، من بينها تلك الخاصة بالدفاع ضد التهديدات الجوية، حيث تواصل موسكو مهاجمة بلاده بطائرات مسيرة إيرانية.
وقال زيلينسكي إن تقديم "درع جوي بنسبة 100% لأوكرانيا، سيكون واحدا من أنجح الخطوات ضد العدوان الروسي، وإن هذه الخطوة مطلوبة الآن".
وفي السياق، وافق صندوق النقد الدولي على برنامج مدته 4 شهور لصالح أوكرانيا، يهدف إلى مساعدة كييف على حفظ الاستقرار الاقتصادي وزيادة التبرعات والهِبات.
ويقدّر الصندوق حاجة أوكرانيا من التمويل الخارجي بما لا يقل عن 40 مليار دولار في السنة القادمة 2023.
في غضون ذلك، اتهم سيرغي فيرشينين -نائب وزير الخارجية الروسي- الاتحاد الأوروبي بمحاولة التستر على جرائم الحرب في أوكرانيا من خلال الشروع في إنشاء محكمة خاصة.
وقال فيرشينين إن الاتحاد الأوروبي الذي يشارك في تمويل وإمدادات الأسلحة بمليارات الدولارات لأوكرانيا، يحاول تغطية تورطه في جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات المسلحة الأوكرانية.
وأكد المسؤول الروسي أن أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي دخلت حيز التنفيذ بعد يوم 15 مارس/آذار 2022 تفتقر إلى الشرعية وغير قابلة للتنفيذ.
وكانت روسيا قد أعلنت رسميا منتصف مارس/آذار الماضي انسحابها من مجلس أوروبا والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، مؤكدة أنها ستمتثل لقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إذا كانت متوافقة مع الدستور الروسي.
الأقاليم الروسية
وفي سياق آخر، من المتوقع أن يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين -اليوم الثلاثاء- حكام الأقاليم الأربعة التي انضمت مؤخرا إلى روسيا، وهي دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون.
وسيبحث الرئيس الروسي مع حكام الأقاليم الأربعة العملية العسكرية والأوضاع الإنسانية ومشاريع البناء وإعادة البناء والتنمية وكذلك ملف التكامل ضمن الاتحاد الفدرالي الروسي.
المصدر : الجزيرة + وكالات