خلال أيلول: اعتقال 180 مقدسيا وابعاد العشرات عن الأقصى
رصد مركز معلومات وادي حلوة- سلوان الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسيين في المدينة، خلال شهر أيلول الماضي والذي كان حافلا بالأحداث، فقد شهد الشهر الماضي تصعيدا إسرائيليا خطيرا في المسجد الأقصى المبارك، وعلى أثره عاشت المدينة أيام غضب واحتجاجات، ادت الى وقوع اشتباكات واعتقالات طالت عددا كبيرا من شبان المدينة.
وشهد المسجد الأقصى خلال شهر أيلول الماضي تصعيدا إسرائيليا خطيرا، على مستوى الحكومة الإسرائيلية والجماعات اليهودية والقوات الإسرائيلية، حيث دعت رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست "ميري ريجب" بشكل علني ورسمي الى فرض تقسيم زماني للمسجد الاقصى ما بين المسلمين واليهود على غرار الاسلوب في المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، وأيديها نواب في اليمين الإسرائيلي وبحضور جماعات يهودية متطرفة.
واقتحم المسجد الأقصى المبارك خلال أيلول (1595) متطرفا خلال الأعياد اليهودية وباقي ايام الأسبوع، ويعتبر هذا الرقم الأعلى منذ بداية العام الجاري، وكان من بين المقتحمين وزير الإسكان الإسرائيلي، وعدد من الحاخامات والجماعات اليهودية المسؤولة والمنادية ببناء الهيكل المزعوم، ونواب كنيست، العديد من المتطرفين أدوا طقوسهم الدينية داخل الأقصى، ومنهم من أخذ الحجارة والزيتون للتبرك منه، علما ان أكثر من 6 الآف متطرفا اقتحموا الأقصى منذ مطلع العام، من باب المغاربة تحت مسمى "السياحة الخارجية".
واغلق المسجد الأقصى خلال هذا الشهر 7 مرات، يومي جمعة بمنع الشبان الذين تقل اعمارهم عن الـ50 و45 عاما من دخول، ويومين منع ادخال المسلمين الى الأقصى من كافة الفئات العمرية حتى طلبة المدارس الثانوية الشرعية الكائنة بساحات الأقصى منعوا من الدخول الى مقاعدهم الدراسية، ويبلغ عددهم حوالي 500 طالب (رياض اطفال- اعدادي- ثانوي)، حيث استمر المنع من الساعة 7 صباحا حتى الحادية عشرة، أي موعد السياحة الخارجية، وفي هذه الاثناء سمح لقطعان المستوطنين الدخول فيه، علما ان المنع كان بتاريخ 3-9 لصلاة المغرب والعشاء، و4-9 الفجر حتى قبل الظهر، 12-9 منع كامل من الفجر حتى الظهر، 13-9 منع من هم دون ال45، 17-9 منع صلاة المغرب والعشاء، 24-9 منع صلاة العشاء واستمر لليوم التالي 25-9، وفي آخر جمعة 27-9 منع من هم أقل من 50 عاما.
وفي تطور آخر في الأقصى استبدلت قوات شرطة بوحدة "التدخل السريع"، لقمع المرابطين في الأقصى وتأمين الحماية الكاملة للمستوطنين خلال جولتهم به.
كما اقتحمت القوات الإسرائيلية من (الوحدات الخاصة والمقنعة والقناصة) ساحات المسجد الأقصى من بابي السلسلة والمغاربة خلال أيلول 3 مرات، بتاريخ 4، 18، 25 -9، حيث تم الاعتداء على المصلين من النساء والرجال والشبان، بالضرب وبالقاء القنابل الصوتية، اضافة الى محاصرة اعداد كبيرة من المصلين في المسجد القبلي ورش غاز الفلفل باتجاههم، وسجلت عدة اصابات بين متوسطة وطفيفة.
كما ابعدت السلطات الإسرائيلية خلال الشهر الجاري أكثر من 65 مواطنا من القدس والداخل الفلسطيني عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة من (أسبوعين – 6 أشهر)، ومن بينهم مدير المسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات، ونائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الشيخ كمال الخطيب، والشيخ علي أبو شيخة من الداخل، وعمر الشلبي أمين سر حركة فتح بالقدس.
وعلى ضوء الأحداث بالمسجد الأقصى والاقتحامات المتتالية له والدعوات اليهودية لتقسيمه، شهدت المدينة اعتصامات وفعاليات نصرة للمسجد وضد تهويد القدس، واندلعت اشتباكات ومواجهات في عدة مناطق وأحياء، حيث تم اعتقال أكثر من 180 مقدسيا، من بينهم سيدة من سلوان اواخر شهر أيلول، حيث تم مداهمة منزلها ومصادرة هويتها واجبرت على الذهاب الى مخفر شرطة شارع صلاح الدين وتم التحقيق معها بتهمة (وجود عمال ضفة في منزلها)، ومن بين المعتقلين حوالي 30 قاصرا بين (14 -17 عاما)، وكانت الاعتقالات من كافة المناطق خصوصا من البلدة القديمة (حارة السعدية وباب حطة وشارع الواد)، وصور باهر، والصوانة، والطور، وسلوان، والعيسوية، وبيت حنينا، ومخيم شعفاط، وجبل المكبر.
ويشير المركز ان شهر أيلول شهد اعتقالات جماعية خلال المظاهرات بالمسجد الأقصى المبارك، أو في باب العمود، علما ان معظم الاعتقالات كانت تتم على أيدي وحدة المستعربين (أفراد الشرطة المختفيين)، حيث يقومون بالمشاركة في التظاهر والهتافات ضد المستوطنين ونصرة للأقصى وكثيرا يقومون هم بضرب الحجارة، ثم يعتدون على الشبان ويقومون بضربهم، وخلال الاعتقالات تم الاعتداء على الشبان والفتية بالضرب المبرح، ومنهم من صعق بالكهرباء.
وتواصلت اعتداءات عصابة "دفع الثمن" على الممتلكات في القدس، وشملت هذا الشهر اعتداءات على الكنيسة اللاتينية في سلوان والانجيلية في النبي داود، حيث تم تكسير شواهد قبور اضافة الى خط شعارات عنصرية عليها، كما تم اعطاب سيارات لمقدسيين في حي الشيخ جراح وسلوان وخط شعارات على صفائح السيارة اضافة الى تخريبها بادوات حادة.
وتشهد القدس الاونة الأخيرة عدة اعتداءات مماثلة لجماعة "دفع الثمن"، علما انه حتى منتصف العام الجاري، سجل حوالي 165 ملفا لهذه المجموعات المتطرفة (دفع الثمن)، ضد مواطنين عرب وأملاكهم في الداخل وضد مواطنين من الاراضي المحتلة، وقامت الشرطة باعتقال 67 متهما وبتقديم لوائح اتهام ضد 31 من منفذي هذه الاعمال.
وفي الخامس من شهر أيلول اعتدى مستوطنو "بيت أورت" على سكان حي الصوانة، وحاولوا اقتحام حيهم لولا تصدي السكان لهم.
كما اعتدى مستوطن إسرائيلي في منتصف الشهر الجاري على ماهر ابو ليل 48 عاما من أرض السمار أثناء توجهه الى عمله، وعلى عدة فتية من العيسوية.
واعتدى متطرفون يهود أواخر ايلول على طالبتين مقدستين اثناء مروهما في حارة الشرف، "حوش الشاي"، حيث تم دفعهما ولكمها على الوجه، مما تسبب لهما برضوض بالوجه اضافة الى حالة من الخوف والذعر، علما انهما من بلدة سلوان.
واعتدى متطرفون يهود على شابين مقدسيين، اثناء تواجدهما أمام منزلهما في القدس القديمة، حيث أوضح ناصر قوس مدير نادي الأسير بالقدس أن مجموعة من المتطرفين قاموا بالاعتداء على شابين مقدسيين أثناء تواجدهما امام منزلهما عند باب الحديد بالقدس القديمة، مما ادى الى اصابة الشاب حسين جابر 18 عاما، بجروح ورضوض في رأسه وصدره وظهره.
وأضاف ان الشاب جابر اصيب بحالة اغماء، علما انه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم ضربه بحجر على رأسه مباشرة، اضافة الى ضربه بأيديهم وأقدامهم.
وأشار قوس ان الى اندلاع اشتباكات محدودة بين المتطرفين وشبان بعد الاعتداء على الشاب جابر، وحضرت الشرطة الى المكان وقامت باعتقال اثنين من المتطرفين.
وتواصلت سياسة هدم المنازل في مدينة القدس حيث نفذ المواطن المقدسي شاكر نايف جعابيص في الخامس من الشهر الماضي هدم منزله الكائن في حي جبل المكبر بيده، بدعوى البناء دون ترخيص، مما أدى الى تشريد 7 أفراد (شاكر وزوجته وأطفال الخمسة)، أكبرهم 10 سنوات، وأصغرهم 10 أشهر.
كما هدمت جرافات الادارة المدنية بتاريخ 11-9، 10 بركسات سكنية، وعشرة أخرى لتربية الأغنام والدواجن في حي الشيخ عنبر بقرية الزعيم بحجة البناء دون ترخيص، وتعود البركسات جميعها لعائلات السعيدي، وعدد منها قائم منذ 20 عاما، وجزء من 10 سنوات، علما ان هذا الهدم الثالث للبركسات، والهدم أدى الى تشريد 100 شخص.
وقامت جرافات البلدية في التاسع من أيلول بحفر قناة "خندق" للفصل بين قرية العيسوية ومستوطنة "التلة الفرنسية"، بدعوى "الأسباب الأمنية"، ويصل طولها لأكثر من 10 أمتار، علما ان الأرض تعود لعائلات من العيسوية وهي مصادرة منذ سنوات، وجاء الحفر بعد ان طلب مستوطنو التلة الفرنسية من بلدية الاحتلال بحفر قناة لمنع دخول اهالي العيسوية اليهم، بحجة قيام الأهالي "بأعمال استفزازية" كالقاء زجاجات حارقة عليهم، وتخريب ممتلكاتهم.
وفي البلدة القديمة سلمت بلدية الاحتلال اخطارات اخلاء ل20 عائلة في حي القرمي بحجة انها ابنية خطرة، علما ان تشققات وانهيارات حصلت في 3 مبانٍ بالحي خلال الشهر الماضي بسبب الحفريات الإٍسرائيلية أسفله، اضافة الى اهمال شركة المياه الاسرائيلية "جيحون" عن التصليحات والترميمات اللازمة، علما ان البلدية لم توفير البديل للعائلات.
ووزعت بلدية القدس أوامر هدم إدارية في سلوان، شملت ملعب وادي حلوة، ومحلات تجارية.
كما سلمت الشرطة الإسرائيلية أواخر أيلول أوامر لعدة عائلات بالقدس القديمة تقضي بالسماح لقواتها باعتلاء أسطح منازلها وقت الحاجة، خاصة في اوقات المواجهات، وذلك يؤثر سلبيا على العائلات حتى يتم القاء القنابل والاعيرة المطاطية من الاسطح باتجاه المواطنين مما يشكل خطرا على سكان المنازل وممتلكاتهم.
وشهد ايلول عدة اقتحامات لمنازل بالقدس القديمة وببلدة سلوان، حيث تم اقتحام منازل باب المجلس وباب الحديد في ساعات المساء، وتم الاعتداء على السكان دون استثناء الأطفال والنسوة، وفي احدى المرات اصيبت السيدة ام علاء النتشة بكسور، اضافة الى مداهمة منازل في باب حطة وحارة السعدية لاعتلاء اسطحها وتم الاعتداء على السكان في حال الرفض.
كما تم مداهمة منازل في سلوان منزل المواطن خليل العباسي "ابو فراس"، بحجة البحث عن أسلحة، ومنزلين لعائلة ريان، ومنزل عماد العباسي، وجواد صيام بدعوى القيام بأعمال بناء، ومنزلين لعائلة الأعور، ولعائلة السلوادي لتنفيذ اعتقال، وفي معظم المداهمات قامت القوات باحتجاز أفراد العائلة في غرفة او اجبارهم للخروج من المنزل، وتم تخريب المممتلكات والعبث فيها.
معا