تأهُّب وغليان بسجون الاحتلال.. بن غفير يصعّد ضد الأسرى وصرخة لأسيرات الدامون “من يلقن العدو درسا؟” (فيديو)
يواصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إصدار قراراته للتضييق وتشديد الخناق على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، التي كان آخرها إغلاق مخابز "البيتا” في سجنَي "ريمون” و”النقب”.
يأتي ذلك بينما يواصل الأسرى، لليوم الثاني على التوالي، خطواتهم الاحتجاجية ردًّا على الإجراءات التعسفية بحق الأسيرات وأسرى "النقب” و”عوفر” و”مجدو”، وسط غضب شعبي انعكس صداه على المنصات العربية.
ولاحقًا تم السماح للهيئات التنظيمية للأسرى في سجون الاحتلال، بالتواصل مع الأسيرات، اليوم الأربعاء، لنقل روايتهن، والاطمئنان عليهن، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين -ونادي الأسير الفلسطيني.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن بن غفير اتخذ هذه الخطوة بحجة أن من يدير تلك المخابز هم مجموعة من الأسرى الفلسطينيين لتزويد زملائهم بالخبز الطازج في السجون.
ونقلت صحيفة (يسرائيل هيوم) عن بن غفير قوله "لقد أصابني الجنون عندما علمت بوجود المخابز داخل السجن، لا يمكن للأسرى أن يحصلوا على مثل هذا الامتياز، كيف يمكن لهؤلاء الحصول على خبز طازج كل يوم؟”.
وتعهد بن غفير، في تغريدة على تويتر، بمنع أي تسهيلات وعدم التسامح مع الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم، كما يعتزم تقديم مشروع قانون لإعدام الأسرى بـ”الكرسي الكهربائي”.
تجرد من القيم
وتعقيبًا على قرار بن غفير، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) إن إغلاق المخابز التي تزود الأسرى بالخبز بشكل يومي هو عمل يثبت تجرد الاحتلال من القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية كافة، ويعكس حالة العجز المتقدمة التي وصل إليها في مواجهة الأسرى داخل السجون.
وأضاف أن الادعاءات الكاذبة والمضللة التي يحاول بن غفير الترويج لها بأن "الأسرى يعيشون في رفاهية وفنادق”، ما هي إلا مبرر يستخدمه لمواصلة العدوان على الأسرى وتصعيد الحرب ضدهم، ولكسب المزيد من التأييد والدعم من المجتمع الإسرائيلي.
صرخة الأسيرات: من يلقن العدو درسًا؟
وأطلقت أسيرات في سجن الدامون، الأربعاء، صرخة عبر مقطع صوتي، دعَوْن فيه إلى تحريرهن من سجون الاحتلال حيث يتعرضن للتنكيل والاضطهاد.
وتساءلت الأسيرات على لسان إحداهن "من سينتصر لنا ويلقن العدو درسًا يتعلم منه أن لا يتطاول على بناتكم؟”.
وذكّرت الأسيرات بانتصار الأسير يوسف المبحوح السنة الماضية للأسيرات في سجون الاحتلال. وأفادت الأسيرات بوقوع إصابات في صفوفهن يصاحبها المرض وبرد الزنازين.
ما جرى للأسيرات
ووفقا لرواية الأسيرات التي نقلها بيان هيئة الأسرى ونادي الأسير على خلفية الهجمة الشرسة التي تعرضن لها، فإن عملية تفتيش قامت بها إدارة السجون لإحدى الغرف داخل قسم الأسيرات قبل ليلة من عملية الاقتحام.
وفي صباح اليوم التالي، اقتحمت وحدات القمع اليماز قسمهم، لإجراء تفتيشات، ونقلت الأسيرة ياسمين شعبان إلى العزل الانفرادي، واحتجاجا على ذلك قامت إحدى الأسيرات بمحاولة حرق الغرفة.
بعدها، أغلقت إدارة السجن القسم بعد إخراج الأسيرات من الغرفة، وفرضت جملة من العقوبات الجماعية بحقهن، تمثلت: بالعزل الانفرادي على مجموعة من الأسيرات لمدة 7 أيام، وعزل الأسيرات بشكل جماعي لمدة خمسة أيام، وحرمانهن من الزيارة والهاتف العمومي لمدة شهر.
وأكدت الأسيرات مجموعة من المطالب، والتي تتمثل بإنهاء عزلهن ووقف كافة أشكال التنكيل المستمرة بحقهن، والكشف عن مصير الأسيرة ياسمين شعبان التي نقلت خارج سجن الدامون،وشددن على أن السجون ستبقى في حالة استنفار.
عزل جماعي
وأفاد نادي الأسير، الثلاثاء، بأن إدارة سجن "النقب” تواصل منذ 4 أيام فرض عزل جماعي على 68 أسيرًا في قسم 6، وهو القسم الذي جرى نقلهم إليه بعد عملية قمع تعرضوا لها في قسم 8 (قسم الخيام).
وأضاف أن إدارة السجن جردت الأسرى المعزولين من جميع مقتنياتهم، وتحتجزهم حتى الساعة في ظروف قاهرة وصعبة.
وأفادت هيئة الأسرى، الأربعاء، بـ”استمرار إغلاق السجون كافة لليوم الثاني على التوالي، احتجاجًا على الهجمة الشرسة من إدارة السجون ووحدات القمع”. ونقلت تأكيد الحركة الأسيرة جاهزيتها لكل أشكال المواجهة.
غضب إلكتروني
وعبّر عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم تحت وسم "الأسيرات خط أحمر”، وأطلقوا نداء بعنوان "الأسيرات في خطر” بعد الاعتداء بالضرب والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل على عدد منهن في سجن الدامون وفرض عقوبات عليهن، بعد احتفائهن بعملية القدس.
وأبلغت إدارة سجون الاحتلال الصليب الأحمر بإلغاء زيارة الأسيرات التي كانت مقررة اليوم الأربعاء. وتسبب رذاذ الفلفل في اختناق بعض الأسيرات، وعزلت إدارة السجون الأسيرة ياسمين شعبان.
وبدأ الأسرى في سجون الاحتلال، منذ أمس الثلاثاء، بإرجاع وجبة الإفطار، وعدم الخروج لما يسمى "الفحص الأمني”.
وسادت أمس حالة من التوتر في سجون الاحتلال الإسرائيلي كافة، بعد الاعتداء بالضرب على عدد من الأسيرات في سجن "الدامون”، ورشهن بالغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، والتنكيل بالأسرى في سجون عدة، واستمرار عزل عدد منهم.
وتشهد سجون الاحتلال، منذ أيام، حالة من التوتر الشديد، بعد عمليات اقتحام نفّذتها قوات القمع في أقسام عدة بسجون (عوفر والنقب ومجدو والدامون) رافقها عمليات اعتداء واسعة بحق الأسرى، وعزل العشرات منهم بشكل جماعي، والاستيلاء على مقتنياتهم.
ويوجد في سجون الاحتلال نحو 4700 أسير فلسطيني بينهم 29 امرأة و150 طفلًا وقاصرًا، ويخوضون باستمرار معركة ضد إدارة السجون، للمطالبة بحقوقهم وللاحتجاج على الإجراءات التنكيلية المتخذة بحقهم.