في ظل هجمة الاحتلال الشرسة.. ما المطلوب فلسطينيًا لحماية الأسيرات؟
جو 24 :
يشهد الشارع الفلسطيني حالة من التوتر والغضب الشديدين جراء الهجمة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الأسيرات في السجون.
واعتدت قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، الثلاثاء، على الأسيرات في سجن الدامون بالضرب وإطلاق الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل والكلاب البوليسية.
وعزلت إدارة سجن الدامون ممثلة الأسيرات ياسمين شعبان بعد الاعتداء عليها، وحولت غرف الأسيرات لزنازين بعد سحب الأدوات الكهربائية وكل المقتنيات وفرضت عقوبات قاسية عليهن.
وتأتي الهجمة في ظل برنامج تصعيدي تجاه الأسرى تتبناه حكومة الاحتلال منذ استلامها زمام الحكم، بالتزامن مع تهديدات متكررة يطلق وزير الأمن القومي المتطرف "إيتمار بن غفير".
ملف حساس
ويؤكد المتحدث باسم مكتب إعلام الأسرى حازم أبو حسنين أن قضية الأسيرات تحمل خصوصية كبيرة وتعد ملفا حساسا يمكن أن يفجر الأوضاع.
ويقول أبو حسنين ، إن: "الخصوصية الأولى هي دينية لأن الإسلام اهتم بقضية الأسيرات وحض على عدم التخلي عنهن".
ويضيف "هناك خصوصية أخلاقية أيضًا لأن هؤلاء الأسيرات أعراضنا وشرفنا الذي لا يمكن التفريط به".
ويشير أبو حسنين إلى خصوصية وطنية؛ "لأن هؤلاء الأسيرات بناتنا وبنات الفصائل وتحركن جهادا ونضالا من أجل قضية الأمة الإسلامية الأولى، قضية فلسطين، وضحين من أجلها، لذلك على المقاومة أن تكون وفية لهنّ".
أما الخصوصية الرابعة، وفق أبو حسنين، فهي أن قضية الأسيرات سياسية، إذ إن "اعتقالهن بهذه الظروف ينافي الاتفاقيات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان التي يتشدق بها العالم".
ويوضح أبو حسنين أن الهجمة الأخيرة ضد الأسيرات تحمل سياقين، الأول أنها جاءت ضمن تصريحات "بن غفير" وتهديداته ضد الأسرى، فوجدها فرصة سانحة لينفذ مخططاته.
بينما السياق الثاني، وفق أبو حسنين، أن الهجمة جاءت بعد تفاعل الأسيرات مع التطورات الأخيرة بالساحة الفلسطينية والتي بدأت بمجزرة جنين، ثم العملية البطولية في القدس المحتلة، الأمر الذي دفع الاحتلال للانتقام منهن.
المطلوب فلسطينيًا
وحول المطلوب تجاه قضية الأسيرات، يقول أبو حسنين: "المطلوب الأول من السلطة الفلسطينية أن تصطف مع أبناء شعبنا ضد إجراءات الاحتلال والتحرك من أجل الأسرى والأسيرات في العمل السياسي والدبلوماسي وأن تنفض يدها من الاتفاقيات السياسية والتنسيق الأمني".
ويضيف "المطلوب ثانيا من الجماهير وأنصار الفصائل الفلسطينية أن تفعّل من برامجها ونشاطاتها لتسليط الضوء على قضية الأسرى والأسيرات".
ويؤكد أن وسائل الإعلام والصحفيين مطلوب منهم إعطاء قدر أكبر من الاهتمام لتغطية هموم الأسرى.
ويتابع "على المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية أن تكون أكثر ضغطا وإيلاما للاحتلال بمزيد من أدوات القوة ورسائل الضغط عليه ليرضخ لشروط المقاومة".
تطور خطير
أما الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا فيؤكد أن "ملف الأسيرات حساس لدى المقاومة على أكثر من صعيد".
ويتوقع القرا، في حديثه لوكالة "صفا" أن يترك هذا الملف تأثيرا كبيرا على الأحداث والمجريات ويمكن أن يكون هناك ردود فلسطينية في أكثر من اتجاه.
ويضيف أن "ما يحدث تطور خطير يفتح الباب أمام إمكانية تصعيد الأوضاع سواء في الضفة أو غزة".
وحول المطلوب للدفاع عنهن، يقول القرا إن السلطة الفلسطينية مطالبة بالتحرك بشكل أكبر مما عليه حاليا، وطرح كل القضايا بما فيها الأسرى أمام المؤسسات الدولية وتفعيلها عبر السفارات والقنصليات.
ويضيف أن "المقاومة يمكن أن يكون لديها أدوات للضغط سواء على صعيد التهديد غير المباشر أو التحرك المباشر لوقف هذه الاعتداءات".
ويتابع "تحرك المقاومة نحتاجه في الضفة الغربية إضافة لقطاع غزة على صعيد تفعيل المقاومة الشعبية في أشكالها المختلفة أو المسلحة إن استدعى الأمر".صفا