مصر.. إذ تولد من جديد!
حلمي الأسمر
جو 24 : حين تصل مطار القاهرة، تقرأ لافتة للرئيس الأمريكي أوباما، مزينة بصورته يقول فيها: أتمنى أن يتشبه الشباب الأمريكي بالشباب المصري، هذه لم تكن مبالغة، فقد تبارى قادة دول غربية في الإشادة بالثورة المصرية وكان على رأسهم الرئيس الأمريكي، الذي قال أننا «يجب أن نعلم أطفالنا لكي يصبحوا مثل الشباب المصري». أما رئيس الوزراء البريطاني فقد دعا إلى تعليم مبادئ الثورة المصرية في المدارس الإنجليزية، فيما ذهب رئيس وزراء ايطاليا إلى اعتبار أن ما جرى في مصر ليس جديدا، طالما اعتدنا بأن المصريين صانعون للتاريخ كالعادة. شبكة سي ان ان الاخبارية الأمريكية قالت أنها للمرة الأولى التي نجد الشعب الذي صنع الثورة يقوم بتنظيف الشوارع بعدها. أما وزير خارجية النرويج فقال أننا اليوم جميعا مصريون، فيما اعتبر الرئيس النمساوي «هاينز فيشر» أن الشعب المصري أثبت أنه الأعظم على الكرة الأرضية، وأنهم يستحقون جائزة نوبل للسلام، ووجه حديثه الى كل المصريين وقال «كونوا فخورين بأنكم مصريون»!!.
بكل المقاييس، تولد اليوم مصر من جديد، ولهذا المولد مغزاه: عربيا ودوليا، فالخمسون مليون مصري الذين يتجهون اليوم لاختيار رئيس مصر، في أول انتخابات تعددية يتنافس فيها 12 مرشحا، إنما هم يصوتون أيضا على مستقبل الأمة، في البعدين الرمزي والواقعي أيضا..
ثمة خمسة مرشحين فقط لهم «حظوظ» مختلفة في التنافس على كرسي الرئاسة، وفق مجمل استطلاعات الرأي وحراكات الشارع المصري، ونتائج انتخابات المصريين في الخارج.
أول هؤلاء عبد المنعم أبوالفتوح (61 عاما) مرشح الثورة الذي يقدم نفسه كنموذج للإسلام الوسطي المعتدل وتمكن من كسب تأييد فئات عريضة من السلفيين والليبراليين الذين يعتبرونه مرشح الثورة حيث كان من أول المعتصمين في ميدان التحرير منذ بدء ثورة 25 يناير 2011 وحتى تنحي مبارك في 11 فبراير من نفس السنة.
ثانيهم عمرو موسى (76 سنة) الذي يرى أنصاره أنه المرشح الأكثر جاهزية وخبرة لممارسة مهام الرئاسة فضلا عن كونه تنطبق عليه المواصفات السياسية للشخصية الكاريزمية. إلا أن تولي موسى منصب وزير الخارجية إبان حقبة مبارك يمثل نقطة ضعف تجعل البعض يصنفه ضمن المحسوبين على النظام السابق.
أما ثالثهم، فهو محمد مرسي (61 سنة)... المرشح الواثق من حسم الموقف منذ الدور الاول وهو مرشح الإخوان المسلمين الذي حقق حسب استطلاعات الرأي تقدما كبيرا خلال الأسبوع الأخير من الحملة ويراهن على الكتلة الناخبة للتيارات الإسلامية، وبالرغم من كون شعبية محمد مرسي محصورة لدى جزء من الإخوان المسلمين وبعض الحركات السلفية إلا أن فرصه في الانتخابات الرئاسية القادمة لا يمكن الاستهانة بها بحكم القوة التي ما زالت جماعة الإخوان المسلمين تحظى بها داخل المجتمع وهو ما تجلى من خلال الحملة الانتخابية لهذا المرشح والتي كانت الأكثر تنظيما واستقطابا للجماهير.
بعد هؤلاء يأتي حمدين صباحي المرشح الناصري وهو من أصغر المرشحين سنا حيث لا يتجاوز عمره 58 سنة ويحاول استمالة الفقراء والفلاحين من خلال الحديث عن إنجازات جمال عبد الناصر ووعوده بالسير على خطاه، ثم يتلوه أحمد شفيق المرشح التكنوقراطي بخلفية عسكرية (71 عاما) وكان آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع وتمكن طيلة مشواره المهني من مراكمة سمعة طيبة في الشارع كتكنوقراطي جيد إلا أن تعيينه رئيسا للوزراء في آخر أيام حكم مبارك لتهدئة الانتفاضة الشعبية ووقوع «موقعة الجمل» خلال توليه المسؤولية دفعت الكثيرين لاعتباره رمزا من رموز النظام السابق.
انتخابات مصر تحظى اليوم باهتمام دولي، كحدث له ما بعده، وتوزعت توقعات المراقبين بين أقوى ثلاثة مرشحين، فمثلا مجلة ذا فاينانشيال تايمز البريطانية وصفت صعود أحمد شفيق فى الاستطلاعات الأخيرة بـ نذير الشؤم ، وقالت «أن المنافسة تظل محتدمة بين عمرو موسى وعبد المنعم أبوالفتوح» الذي قالت عنه أنه ربما يكون رجب طيب أردوجان المصري!.
أما صحيفة «جارديان» البريطانية فنشرت مقالاً للكاتب «وضاح خنفر» المدير العام السابق لقناة «الجزيرة» قال فيه أن «موسى» قد يحصل على أصوات أكثر من أي مرشح آخر في الجولة الأولى، ولكن من غير المتوقع ان يفوز في الجولة الثانية، فمن غير المرجح أن هؤلاء الذين يصوتون لـ»أبوالفتوح» و»مرسي» في الجولة الاولى سيصوتون لصالح «موسى» في الإعادة، بدلا من ذلك، سيتوحد الناخبون الإسلاميون خلف مرشح واحد وهو إسلامي، سواء كان «مرسي» أو»أبوالفتوح». وبالتالي، يبدو أن الرئيس المقبل لمصر سيكون إسلاميا، وبالنسبة لي، فأعتقد أن هذا هو الرأي الأقرب إلى الصواب، والواقع، والله أعلم!.
تعليقات من تويتر:.
- أول مرة في الانتخابات الرئاسية في مصر ممكن تنتخب فرد (أبو الفتوح)... أو فردين (حمدين)... أو جماعة (مرسي)... أو فريق (شفيق)..
- جمال خاشقجي: مثلما كانت وكسة عبد الناصر في 67نكسة وخيبة لكل العرب فان نهضة مصر اليوم نهضة لكل العرب، اليوم، يوم غير عادي.. لعله يجب ما قبله.
- كنت أقول إن رقبة المسجد الأقصى معلقة بأيدي ثوار مصر.. لكن اليوم عرفت أن رقبة الأمة كلها معلقة بيد شعب مصر.
- إن لم يفز أحد الإسلاميين في مصر ستكون هناك ثورة جديدة!.
الدستور
بكل المقاييس، تولد اليوم مصر من جديد، ولهذا المولد مغزاه: عربيا ودوليا، فالخمسون مليون مصري الذين يتجهون اليوم لاختيار رئيس مصر، في أول انتخابات تعددية يتنافس فيها 12 مرشحا، إنما هم يصوتون أيضا على مستقبل الأمة، في البعدين الرمزي والواقعي أيضا..
ثمة خمسة مرشحين فقط لهم «حظوظ» مختلفة في التنافس على كرسي الرئاسة، وفق مجمل استطلاعات الرأي وحراكات الشارع المصري، ونتائج انتخابات المصريين في الخارج.
أول هؤلاء عبد المنعم أبوالفتوح (61 عاما) مرشح الثورة الذي يقدم نفسه كنموذج للإسلام الوسطي المعتدل وتمكن من كسب تأييد فئات عريضة من السلفيين والليبراليين الذين يعتبرونه مرشح الثورة حيث كان من أول المعتصمين في ميدان التحرير منذ بدء ثورة 25 يناير 2011 وحتى تنحي مبارك في 11 فبراير من نفس السنة.
ثانيهم عمرو موسى (76 سنة) الذي يرى أنصاره أنه المرشح الأكثر جاهزية وخبرة لممارسة مهام الرئاسة فضلا عن كونه تنطبق عليه المواصفات السياسية للشخصية الكاريزمية. إلا أن تولي موسى منصب وزير الخارجية إبان حقبة مبارك يمثل نقطة ضعف تجعل البعض يصنفه ضمن المحسوبين على النظام السابق.
أما ثالثهم، فهو محمد مرسي (61 سنة)... المرشح الواثق من حسم الموقف منذ الدور الاول وهو مرشح الإخوان المسلمين الذي حقق حسب استطلاعات الرأي تقدما كبيرا خلال الأسبوع الأخير من الحملة ويراهن على الكتلة الناخبة للتيارات الإسلامية، وبالرغم من كون شعبية محمد مرسي محصورة لدى جزء من الإخوان المسلمين وبعض الحركات السلفية إلا أن فرصه في الانتخابات الرئاسية القادمة لا يمكن الاستهانة بها بحكم القوة التي ما زالت جماعة الإخوان المسلمين تحظى بها داخل المجتمع وهو ما تجلى من خلال الحملة الانتخابية لهذا المرشح والتي كانت الأكثر تنظيما واستقطابا للجماهير.
بعد هؤلاء يأتي حمدين صباحي المرشح الناصري وهو من أصغر المرشحين سنا حيث لا يتجاوز عمره 58 سنة ويحاول استمالة الفقراء والفلاحين من خلال الحديث عن إنجازات جمال عبد الناصر ووعوده بالسير على خطاه، ثم يتلوه أحمد شفيق المرشح التكنوقراطي بخلفية عسكرية (71 عاما) وكان آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع وتمكن طيلة مشواره المهني من مراكمة سمعة طيبة في الشارع كتكنوقراطي جيد إلا أن تعيينه رئيسا للوزراء في آخر أيام حكم مبارك لتهدئة الانتفاضة الشعبية ووقوع «موقعة الجمل» خلال توليه المسؤولية دفعت الكثيرين لاعتباره رمزا من رموز النظام السابق.
انتخابات مصر تحظى اليوم باهتمام دولي، كحدث له ما بعده، وتوزعت توقعات المراقبين بين أقوى ثلاثة مرشحين، فمثلا مجلة ذا فاينانشيال تايمز البريطانية وصفت صعود أحمد شفيق فى الاستطلاعات الأخيرة بـ نذير الشؤم ، وقالت «أن المنافسة تظل محتدمة بين عمرو موسى وعبد المنعم أبوالفتوح» الذي قالت عنه أنه ربما يكون رجب طيب أردوجان المصري!.
أما صحيفة «جارديان» البريطانية فنشرت مقالاً للكاتب «وضاح خنفر» المدير العام السابق لقناة «الجزيرة» قال فيه أن «موسى» قد يحصل على أصوات أكثر من أي مرشح آخر في الجولة الأولى، ولكن من غير المتوقع ان يفوز في الجولة الثانية، فمن غير المرجح أن هؤلاء الذين يصوتون لـ»أبوالفتوح» و»مرسي» في الجولة الاولى سيصوتون لصالح «موسى» في الإعادة، بدلا من ذلك، سيتوحد الناخبون الإسلاميون خلف مرشح واحد وهو إسلامي، سواء كان «مرسي» أو»أبوالفتوح». وبالتالي، يبدو أن الرئيس المقبل لمصر سيكون إسلاميا، وبالنسبة لي، فأعتقد أن هذا هو الرأي الأقرب إلى الصواب، والواقع، والله أعلم!.
تعليقات من تويتر:.
- أول مرة في الانتخابات الرئاسية في مصر ممكن تنتخب فرد (أبو الفتوح)... أو فردين (حمدين)... أو جماعة (مرسي)... أو فريق (شفيق)..
- جمال خاشقجي: مثلما كانت وكسة عبد الناصر في 67نكسة وخيبة لكل العرب فان نهضة مصر اليوم نهضة لكل العرب، اليوم، يوم غير عادي.. لعله يجب ما قبله.
- كنت أقول إن رقبة المسجد الأقصى معلقة بأيدي ثوار مصر.. لكن اليوم عرفت أن رقبة الأمة كلها معلقة بيد شعب مصر.
- إن لم يفز أحد الإسلاميين في مصر ستكون هناك ثورة جديدة!.
الدستور