2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

"ربّ أستودعك أبي".. رسالة طفلة سورية قبل موتها تحت الأنقاض

ربّ أستودعك أبي.. رسالة طفلة سورية قبل موتها تحت الأنقاض
جو 24 :
 

سعى ناصر الوكاع للحفاظ على سلامة أسرته خلال سنوات الحرب والقصف والغارات الجوية حتى هدم الزلزال منزلهم يوم الاثنين في جنديرس بمحافظة حلب في شمال غرب سوريا، مما أدى إلى وفاة زوجته ومعظم أبنائه.

وتمكن رجال الإنقاذ من إخراج اثنين من أبنائه من تحت أنقاض المنزل خلال الليل، وأظهرت لقطات مصورة الطفلين مصابين بكدمات ويغطيهما الغبار. كما نجا طفل آخر، لكن زوجته و5 من أبنائه على الأقل لقوا حتفهم.

 

وجلس الوكاع وسط الأنقاض والكتل الخرسانية ينعى زوجته وبقية أبنائه، محتضنا ملابس أحد المتوفين. وبدأ يتمتم بأسماء أبنائه ذكورا وإناثا دون أن يذكر عددهم بالتحديد، وهو في حالة من اليأس والارتباك.

أحد أبناء ناصر الوكاع قبل إخراجه من تحت الأنقاض (رويترز)

وقال الوكاع "ارتج البيت. نحن متعودين يعني. متعودين ضرب الطيارة، متعودين ضربة صاروخ، ينزل عليك برميل. نحن متعودين عليها. لكن زلزال يعني، هذا أمر الله".

وأضاف "طلعت قولت (قلت) يا رب بس اترك لي واحد (اترك لي واحدا فقط). بدي واحد بس من هالولاد (أريد نجاة واحد فقط من الأولاد)".

وبعد وقوع الزلزال، طلب الوكاع المساعدة لإنقاذ أبنائه، وعلم أن ولديه فيصل ومحسن قد لقيا حتفهما.

قصاصة ورق

وعُثر على جثتي الابنة الكبرى هبة وأختها الصغيرة إسراء. كانت هبة ميتة وفي حجرها شقيقتها الصغيرة ميتة أيضا. وعُثر على جثة شقيقة أخرى هي سميحة بالقرب منهما.

وحمل الوكاع معه قصاصة ورقية كتبتها ابنته الكبرى هبة بخط يديها في دفتر عثر عليه مدفونا تحت الأنقاض. وبخط أنيق، كتبت هبة "اللهم إني أستودعك أغلى ما أملك، فاحفظه لي، أنت في حفظ الله وفي قلبي أنا، أبو فيصل (كنية أبيها)".

ناصر الوكاع يقف على ركام بيته يبكي زوجته و5 من أولاده الذين فقدهم في الزلزال (رويترز)

وشهدت مدينة جنديرس، على الجانب السوري من الحدود مع تركيا، تدمير العديد من المنازل وانهيار بعضها جزئيا في جيب تسيطر عليه المعارضة.

وينبش عمال الإنقاذ والسكان وسط الأنقاض بحثا عن ناجين باستخدام معدات في بعض الأحيان.

وفي جانب آخر من البلدة، انتشل رجال الإنقاذ الطفل أحمد عبد الجبار (5 أعوام) وهو الناجي الوحيد من بين أفراد أسرته المكونة من 6 أفراد. وأمضى أحد أقربائه ويدعى أحمد أبو شهاب ساعات في رفع الأحجار للوصول إليه قبل نقله إلى سيارة إسعاف.

وقال الصبي وهو يرقد على سريره في مستشفى بالقرب من مدينة إعزاز "كنت أنا وأبي جالسين في غرفة المعيشة عندما سمعت صوت الزلزال".

وحبس إمام أحد مساجد مدينة جنديرس دموعه وهو يلقي خطبة الجمعة.

وقالت وكالة تابعة للأمم المتحدة إن 14 شاحنة مساعدات وصلت إلى شمال غرب سوريا اليوم الجمعة في أول مساعدة خارجية تصل إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة، وهي واحدة من بين أكثر المناطق تضررا من الزلزال.

وأودى الزلزال بحياة أكثر من 23 ألفا، معظمهم في تركيا، بما في ذلك أكثر من 3 آلاف في سوريا.

المصدر:رويترز


تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير