jo24_banner
jo24_banner

"مرمطة" معلم المدرسة والجامعة لصالح معلم سيخ الشاورما!

د. عبدالحكيم الحسبان
جو 24 :


لجنة في اليرموك شكلت بايعاز من مجلس أمنائها، مهمتها وضع الأسس التي ستحدد حصة كل عامل في الجامعة من عوائد الموازي. تشكيل اللجنة يعني ان علاوة الموازي لم يعد ينظر اليها باعتبارها جزءا من الراتب بل باعتبارها كتلة منفصلة عن الراتب. المثير للبكاء في هذا المنطق ان قرار مجلس امناء اليرموك الذي يحمل تاريخ هذا العام اي ٢٠٢٣ لم يأت ليقول ان رواتب العاملين في الجامعة التي وضعت في العام ٢٠٠٢، لم تعد تتناسب ومتطلبات العام ٢٠٢٣، وبالتالي فقد ان الاوان ان يضطلع مجلس الامناء بواجباته كي يعمل على وضع سلم لاجور العاملين في الجامعة ينتمي للعام ٢٠٢٣ ولا ينتمي لعصور ما قبل التاريخ. بل جاء القرار ليقول لنا ان جزءا من كتلة الراتب لم يعد الجميع يستحقونها وسوف يعاد النظر فيها.

مسار ومسيرة الاقتطاع، والقص، والبتر، والتخفيض، والالغاء التي طالت كل متطلبات العملية التدريسية والبحثية في الجامعة، كما متطلبات وحقوق الطلبة والعاملين فرغ الجامعة من كل محتواها ولم نعد نرى في الجامعة اكثر من مجموعات من الناس من الجيل الشاب تدخل إلى حرم الجامعة (يسمون طلبة)، بالتزامن مع دخول مجموعات اقل من الناس من الجيل الأكثر كهولة(يسمون اساتذة واداريين)، يدخلون إلى حرم الجامعة بدء من الساعه الثامنة صباحا، ليخرجوا منها نهاية نهار اليوم دون أن نرى أو حتى نسأل عن الحصيلة المعرفية والعلمية والمعلوماتية والاخلاقية التي تم إنتاجها داخل هذا الفضاء العظيم الذي ابتدعته البشرية يوما ما.

الاستمرار في نهج البتر والاقتطاع والختان سيجعلنا بعد أقل من عام امام لجنة جديدة ستتشكل في الجامعة يكون هدفها وضع أسس لمن يستحقون علاوة العائلة في الجامعة وهي بالمناسبة لا تز يد عن ١١ دينارا، من الزوجات والأبناء بحيث تحدد اللجنة من ولد من الأبناء بالطريق الطبيعي فيستحق الدينارين، ومن ولد بطريق الانابيب فلا يستحق اكثر من دينار ونصف.

بعد موجة الهروب لاستاذة الجامعات من ظروف العمل في الجامعات ومن سلم الرواتب الذي لم تعد درجاته تكفي للوصول حتى إلى سقف منزل من طابق واحد، فهرب المتميزون منهم إلى الجامعات الشقيقة في الخليج، ما افقد التعليم العالي في الاردن كثيرا من وهجه وقوته، لينتقل التميز والزخم إلى جامعات الخليج، أرى في الافق وقد لاحت ملامح لهجرة جديدة للكفاءات الاكاديمية نحو سيخ الشاورما، وحيث يتقاضى معلم سيخ الشاورما الف دينار في بداية مسيرته داخل المطعم مقابل الف وثلاثماية دينار لنظيره الاكاديمي، دون أن يكون مضطرا لدفع ماية وخمسين ألف دينار هي تكلفة برنامج الدكتوراه في أي جامعة غربية عادية. ودون ان يتحمل توتر واهانات تشكيل اللجان التي تشكل كي تنظر في كل عشرة دنانير يتقاضاها من راتبه، والذي يتقاضاه ككتلة واحدة ولا يتم تجزئته تحت بنود راتب اساسي وعلاوة نقل وعلاوة حوافز .. الخ.

فبعد موسم هجرة الاكاديميين للخليج، فان موسم الهجرة لسيخ الشاورما قد أزف..
 
تابعو الأردن 24 على google news