توقعات "هوغربيتس" تحققت.. زلزال سعودي ايراني بقوة 10 ريختر
ايهاب سلامة
جو 24 :
يبدو أن توقعات العالم الهولندي "فرانك هوغربيتس" بوقوع زلزال عظيم في المنطقة قد تحققت بصورة سياسية لا جيولوجية، بعد إعلان السعودية وإيران توصلهما لمصالحة تاريخية ستعيد مياه العلاقات بينهما إلى مجاريها عقب قطيعة دامت سبع سنوات عجاف.
المصالحة التي جرت برعاية صينية، تصدرت حديث الساعة. استؤنف بموجبها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفتح سفارتيهما وممثليهما خلال مدة أقصاها شهران، والأهم أنها أعادت تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، كما فعّلت الاتفاقية العامة للتعاون بين الجانبين في المجالات الإقتصادية والاستثمارية والتجارية والعلمية والتقنية والثقافية والرياضية والشبابية؛ ما يعني عودة العلاقات بكامل دسمها، وهو حدث في أقصى درجات الأهمية مع هذا التوقيت العالمي المتأزم، ويوطىء لإرهاصات كبيرة في المنطقة والإقليم والعالم.
والسؤال الذي يطرح نفسه؛ هل تدشن المصالحة السعودية الإيرانية حقبة توازنات دولية جديدة؟ سيما مع رمزية الرعاية الصينية للاتفاق الذي يعد نصراً سياسياً ودبلوماسياً لها في قلب منطقة تهيمن عليها غريمتها الأمريكية؟
الصين التي وجهت صفعة قوية لأمريكا، وجهت رسالة للعالم أن لاعباً قوياً قد دخل الملعب، وقطباً جديداً بدأ يسحب البساط علانية من تحت أقدام القطبية الأمريكية التي لم تعد وحدها في الساحة.
القنبلة النووية السياسية التي فجرتها المصالحة، ستحدث تأثيرات وتغييرات على ملفات عالقة من العيار الثقيل أبرزها: ملف إيران النووي، والملف اليمني، والملف اللبناني، وملف القضية الفلسطينية، والملف السوري. وتعيد التموضع العربي والإسلامي تجاه إيران، وترتب البيت الخليجي الداخلي بما يتسق مع الواقع الجديد الذي تفرضه المصالحة، والخليجي الخارجي أيضاً على مسيرة كرنفال التطبيع مع كيان الاحتلال، مثلما يتوقع أن ترفع منسوب الاستقرار في المنطقة.
فالحوثيون في اليمن رحبوا فوراً بالمصالحة، وكذلك حزب الله في لبنان، وحركة حماس في غزة. في المقابل، شن رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هجوماً لاذعاً على حكومة نتنياهو وحملها مسؤولية الإخفاق في السياسة الخارجية، واصفاً الاتفاق بأنه "فشل كامل وخطير" لحكومة كيانه، و"انهيار لجدار الدفاع الإقليمي" ضد طهران.
زلزال المصالحة، سيتبعه هزات ارتدادية متلاحقة، وسيزيح صدع التحالفات الجيوسياسية التقليدية القائمة في المنطقة، وربما أبعد منها، فالرياح السعودية المواتية، ستدفع دون شك أشرعة سفن عربية وإسلامية مقربة منها للجنوح نحو "مضيق هرمز" قريباً!
لم لا؟ فالعواصم العربية رحبت بالمصالحة، وكذلك فعلت تركيا، ومنظمات وهيئات عربية واسلامية، وهو أمر يدلل أن الدول التي رحبت اليوم، لن تجد غضاضة هي الأخرى في "مصالحة" مشابهة مع إيران غداً، بعد أن مهدت الرياض بنفسها الطريق أمامها.
في خط مواز.. هل تواصل بلاد الحرمين التي تمشي بخطوات واثقة، فتح باب التقارب مع تركيا أيضاً، لتكمل رسم "مثلث توازن" وربما "تحالف" سيقلب جميع المعادلات الحسابية السياسية في المنطقة والعالم؟!
الأيام القريبة القادمة حبلى بالأحداث، وتحمل في طياتها الإجابة ..