2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عن حتمية التنوع و استحالة الالغاء لصالح لون سياسي واحد ..

باسل العكور
جو 24 :
 

ما الذي يمنع ان تشهد بلادنا  انفراجة سياسية تنهي حالة التوتير و الشحن و التمييز  على الهوية السياسية  بين ابناء الوطن الذي يحتفل باستقلاله ال ٧٧ ؟ 

الاردن عاش عقودا  من النجاح الاستثنائي  في احتواء المعارضة و اصحاب الرأي الاخر ، و رفضْ استعدائهم وشيطنتهم ، عقود تم فيها التعامل معهم كجزء لا يتجزأ من المعادلة الوطنية و فسيفسائها الباهية ، عقود تم فيها التعامل مع  المعارضة في سياقات وطنية تثري الحوارات و تعالج الاختلالات وتصوب الاعوجاج اينما وجد .. عقود تم فيها التعامل مع ما يقولونه بمنتهى النضج والايجابية ، فما الذي تغير و لماذا هذا الاقصاء والتهميش والاستعداء  لمكون مهم في المجتمع ؟ 

لماذا تستمر السلطة في سجن النشطاء والسياسيين  ؟ ما الذي يمنع تبيض السجون وانهاء هذا الفصل الطارئ من الاستقواء والتنكيل ؟ لماذا تتجاهل السلطة انهم مواطنون لهم حقوق كفلها الدستور ؟ لماذا هذه القسوة غير المبررة وغير المفهومة ؟ ما سر هذا التنمر الرسمي و نحن هنا نتحدث عن نشطاء تجاوزت فترة اعتقالهم و توقيفهم اداريا شهورا دون محاكمات عادلة ؟ 

لماذا ترفض السلطة   اطفاء بؤر التوتر و احتواء الاصوات المعارضة والتعاطي الايجابي معها ؟ على ماذا تراهن وكيف يمكن ان تتعايش مع فكرة  ان هناك شرائحا حانقة تزداد احساسا بفقدان الامل و الفرصة  جراء هذا النهج الاقصائي غير محسوب النتائج ؟ 

لماذا تقف السلطة في طريق تأسيس احزاب سياسية تعمل تحت مظلة الدستور والقانون ، وتصادر حق الناس في التنظيم الحزبي ؟  لماذا ترفض عودة نقابة المعلمين ؟ لماذا تتجاهل الاحكام القضائية القطعية بخصوص نقابة المعلمين ؟ كيف يمكن ان نتحدث عن استقلالية القضاء وسيادة القانون عندما ترفض السلطة التنفيذية تطبيق احكام القضاء  و تتجاهل قراراته ، وخاصة تلك المتعلقة باخلاء سبيل النشطاء ، الذي يجري نسخها بقرارات يتخذها الحكام الاداريون  متكئين على تفسير خاطئ لقانون منع الجرائم ؟

لا يوجد ما يستدعي هذا النزق الرسمي ، وهذا الاقصاء ، وهذا التفرد والاعتقاد باحتكار الحقيقة و الشعور الوطني،  قوى المعارضة لم تكن يوما خطرا على نظامنا السياسي ، لم تسعى لزعزعة امن واستقرار دولتنا  ، فما هي مسوغات هذا التصعيد غير المفهوم ؟ 

لا يوجد مجتمع في الدنيا متجانس تماما ، لا توجد دولة ناسها  بلون سياسي واحد ، التنوع هو سنة الحياة والمجتمعات ، فلماذا تريد السلطة ان تخالف طبيعة الاشياء و نواميس الحياة ، القوة الغاشمة لا يمكن ان تقهر الفطرة  ، لم تنجح اعتى الديكتاتوريات في الكون بهذا السعي ، لماذا يعتقد بعض صناع القرار ان ذلك ممكنا في دولتنا ؟!!

ونحن نحتفي باستقلالنا ، كنا نتوقع ان نشهد انفراجة سياسية ، تعيد الامور الى سياقاتها الطبيعية ، ولكن للاسف هذا لم يحدث ، فهل سنشهد رفعا للقبضة الامنية ، و عودة الى تلك الحالة المتقدمة من التعايش والاحتواء واحترام التنوع ، واستيعاب  اصحاب الرأي الاخر والقوى المعارضة لنهج وسياسات وقرارات ليس بالضرورة انها صائبة ولا يأتيها الباطل ..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير